الجلوديّ .
وبذلك يكون الإمام قد فارق مدينة جده
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكان (عليه السلام) قبل إخراجه قد دخل
المسجد النبوي الشريف ليودع جده ، فودعه مراراً ، كل ذلك [وهو] يرجع الى القبر ،
ويعلو صوته بالبكاء والنحيب. فتقدم إليه مخول السجستاني وسلٌم عليه ، فردّ السلام.
وقال (عليه السلام) : زرني! فإنّي أخرج
من جوار جدي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاموت في غربة .
كل هذا في منظر ومسمع من السيدة
المعصومة وإخوتها وإخواتها حيث إن الإمام (عليه السلام) حينما أرادوا الخروج به من
المدينة جمع عياله ، وأمرهم بالبكاء عليه ، ثم فرق فيهم إثني عشر الف دينار.
ثم قال : أما إني لا أرجع إلى عيالي
أبدا .
وهكذا أخرج الإمام (عليه السلام) من
مدينة جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أمام أخته المصونة وسائر عياله ،
وعيونهم عبرى ، وقلوبهم مملوءة بالحزن والأسى.
__________________