الجلوديّ (١).
وبذلك يكون الإمام قد فارق مدينة جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وكان (عليه السلام) قبل إخراجه قد دخل المسجد النبوي الشريف ليودع جده ، فودعه مراراً ، كل ذلك [وهو] يرجع الى القبر ، ويعلو صوته بالبكاء والنحيب. فتقدم إليه مخول السجستاني وسلٌم عليه ، فردّ السلام.
وقال (عليه السلام) : زرني! فإنّي أخرج من جوار جدي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاموت في غربة (٢).
كل هذا في منظر ومسمع من السيدة المعصومة وإخوتها وإخواتها حيث إن الإمام (عليه السلام) حينما أرادوا الخروج به من المدينة جمع عياله ، وأمرهم بالبكاء عليه ، ثم فرق فيهم إثني عشر الف دينار.
ثم قال : أما إني لا أرجع إلى عيالي أبدا (٣).
وهكذا أخرج الإمام (عليه السلام) من مدينة جدّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، أمام أخته المصونة وسائر عياله ، وعيونهم عبرى ، وقلوبهم مملوءة بالحزن والأسى.
__________________
(١) شرح الأخبار : ج٣ ص ٣٣٩.
(٢) عيون الأخبار : ج٢ ص ٢١٧ ح ٢٦.
(٣) عيون أخبار الرضا : ج٢ ص ٢١٧ ح ٢٨.