بيت (١) واحد ، وكانت السيدة المعصومة (عليها السلام) إحداهن (٢). ووقف الإمام على باب البيت يمنع الجلودي وجنده من اقتحامه.
فقال الجلودي : لا بد من أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين.
فقال (عليه السلام) : أن أسلبهن لك ، وأحلف أن لا أدع عليهن شيئاً إلا أخذته.
وعلى نفس نهج أسياده العباسيين ظل الجلودي مصرا على سلب عقائل آل بيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقد آثر الجلودي أن يكون ناصبياً (٣) من القَرن الاول الهجري يعيش على مشارف القرن الثالث ، يحمل حقد وكراهية وحسد أولئك الذين هاجموا بيت الوحي والرسالة ، وافتحموا على السيدة الزهراء (عليها السلام) دارها ، وأسقطوا جنينها ، وصنعوا مع إبنة صاحب الوحي ما تقشعر منه الأبدان ، ويندى له جبين التأريخ (٤).
__________________
(١) أي في غرفة واحدة ، وهذا يعني أن الجلودي دخل على الإمام بخيله في ساحة الدار ، وما يواكب ذلك من إرعاب عقائل آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
(٢) حيث إن هذه الحادثة كانت قبيل وفاتها بعامين ـ كما سيأتي ـ.
(٣) الناصبي : هو من نصب العداوة لآل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وتظاهر ببغضهم. بل قالوا : إن الناصبي هو الذي نصب العداوة لشيعتهم وتظاهر بالوقوع فيهم ، وممن ذهب إلى ذلك الشهيد الثاني (قدس سره) في مبحث الأسآر : ص ١٥٧ من كتابه روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان.
(٤) راجع إثبات الوصية : ص ١٢٤ ، وتاريخ اليعقوبي : ج٢ ص ١٢٦ ، والامامة والسياسة : ص ٣٠ و ٣١ ، كما وتراجع المصادر التالية : لسان الميزان ، الملل والنحل ، أنساب الأشراف ، العقد الفريد ، أعلام النساء ، الوافي بالفويات ، تاريخ أبو الفداء.