حتى نحصل على إجابة هذا السؤال ، لا بدّ لنا من قراءة متأنّيه في وصيٌتين لأبيها الإمام الكاظم (عليه السلام) وفي روايات اُخرى.
فتعالوا نستطلع الروايات والتأريخ لنحصل على الجواب ، ونعرف حقيقة الأمر.
قال اليعقوبي ـ المؤرِّخ ـ : « أوصى موسى بن جعفر ألا تتزوج بناته ، فلم تتزوّج واحدة منهن إلا اُم سلمة ، فإنها تزوجت بمصر ، تزوجها القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد ، فجرى في هذا بينه وبين أهله شيء شديد حتى حَلَف أنّه ما كشف لها كنفاً ، وأنّه ما أراد إلا أن يحج بها (١) » (٢).
ولكن عند الرجوع إلى وصية الإمام الكاظم (عليه السلام) التالية نرى أنّ الإمام لم يوص بذلك وإنّما اوصى أن يكون أمر زاجهن بيد أخيهن الإمام الرضا (عليه السلام) حيث إنه قال : « ... وإلى علي أمر نسائي دونهم (٣) ... وإن أراد رجل منهم (٤) أن يزوج أخته فليس له
__________________
(١) أي ، الظاهر أن يكون لها محرماً فيستطيع أن يحجٌ بها ـ وليس بواجب عندنا ـ.
(٢) تاريخ اليعقوبي : ج٢ ص ٤١٥.
(٣) أي دونه بقية إخوته.
(٤) أي من إخوته.