الحج من طريق الصحراء ذلک أن الوهابيين کما هو معروف أعداء لدودين للحج (١).
أما بخصوص ما يسمى بـ «القافلة المقدسة» التي تتوجه سنوياً من دمشق وتنقل منها إلى مکة باسم السلطان «مخمل» وهو ستارة من القطيفة الموشاة بالفضة للکعبة المقدسة فإن الحجاج السائرين معها يتعرضون عادة للغارات والنهب. فمع کثرة الحجاج المنضمين إلى هذه القافلة والذين ينتشرون بإهمال على مسافات کبيرة تکون الحراسة العسکرية غير کافية لحماية القافلة کلها ويستغل البدو ذلک وعلى الأخص أولئک الحربيون الذين سبق ذکرهم فيقومون بغارات ليلية مباغتة ويسلبون المتخلفين والمتوانين من الحجاج ثم يختفون في ظلام الليل بسرعة قبل أن تستطيع القوات الترکية إنجاد من وقع عليهم الهجوم.
ويصيب المصير نفسه القوافل التجارية المسافرة من العجير ميناء الحسا إلى عاصمتها الهفوف، فرغم أن الجنود الأتراک يحمون هذه القوافل إلّا انها تتعرض بانتظام للنهب، کلياً أو جزئياً من قبل القبائل البدوية المجاورة التي تکون مثل هذه الغنيمة بالنسبة لها ثمينة إلى درجة بحيث تدفعها إلى أن تخاطر بتبادل النيران مع الحفنة من الجنود الأتراک.
وإذا ما کان حب «أبناء الصحراء» للسلب يبرر لحد معين غاراتهم على القوافل التجارية والمسافرين الانفراديين وعلى المجتمعات المجاورة
______________________
(١) الحقيقة إن الوهابيين ليسوا ضد الحج کفريضة من فرائض الإسلام ولکنهم لا يعتبرون زيارة قبل الرسول الکريم من متطلبات الحج کما أنهم منعوا المظاهر الاحتفالية التي کانت تصاحب مواکب الحجاج القادمة من مصر والشام مثلاً ـ المترجم.