ويأخذ الجدري والطاعون الذي ينتشر أحياناً في الصحراء أکبر عدد من الضحايا. أما الأمراض الجلدية کالدمل والقرح المختلفة فإنها ظاهرة اعتيادية تسببها القذارة التي تشيع بين البدو الذين لا يغسلون ملابسهم وإنما يستمرون على لبسها إلى أن تتهرأ، وذلک بسبب ندرة المياة وقيمتها العالية. وأمراض العيون واسعة الانتشار في الصحراء وفي المدن على السواء فهناک في البصرة مثلاً ما بين عشرين إلى ثلاثين أعور أو أعمي أو يشوب عينيه نقص ما من بين کل مائة شخص. ويجدر بنا أن نضيف إلى الأمراض المذکورة أمراضاً أخرى کالحمى ومرض الاستسقاء وتکون الحصا في الکبد أو الکلي أو المثانة وکذلک بفضل ما يتمتع به البدو من عفة کبيرة بالمقارنة مع أبناء جلدتهم في المدن کما أن ظروف حياة التنقل نفسها لا تساعد على الفساد لأنها تحتم على النساء أن يکن على الدوام على مرأى من الجميع وان يعشن في محيط قبيلتهن الضيق حيث يصعب إخفاه أي شيء عن ساکني الخيمة الآخرين.
لکن ظروف حياة التنقل تحتم أن تتمتع البدويات بحرية کبيرة بالمقارنة مع نساء المدن، ذلک أن أنعدام البيوت الدائمة يؤدي إلى انعدام الحياة المغلقة حيث يکون من المفهوم تماماً أن يتعذر في ظل العيش تحت الخيام إفراد جزء خاص للنساء منفصل تمام الانفصال کما تصعب اکثر من مراعاة الصرامة المطلقة في حجز الحريم في ظل حياة التنقل الدائم ومع وجود المناوشات الحربية بين القبائل المعتادية.
وبسبب هذه الظروف الاستثنائية يحتل حريم البدوي عادة نصف الخيمة الواقع إلى يمين المدخل ولا يفصله عن الجزء الخاص بالرجال إلا ستارة خفيفة من وبر الابل.
هذا ولا يمکن للبدوي أن يخفي زوجته عن
أعين رجال قبيلته