غير ذلك ، فلمّا اكثروا اللغو والاختلاف قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « قوموا (١) ... ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ، ولغطهم (٢).
( ١٨ ) وعنه ما يقرب من سابقه بتفاوت ما ، وفيه : وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب ... « لا تضلوا بعده ».
فقال عمر : انّ النبي قد غلب عليه الوجع ... ومنهم من يقول ما قال عمر .. (٣).
( ١٩ ) وعنه أيضاً مثل ما مرّ آنفاً (٤).
( ٢٠ ) وعنه : يوم الخميس وما يوم الخميس ، ثم بكى حتّى خضّب
__________________
(١) اخرج البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة عن ابن مليكة : كاد الخيران ان يهلكا أبو بكر وعمر لمّا قدم على النبي ( ص ) وفد بني تميم اشار الى احدهما بالاقرع بن حابس التميمي الحنظلي اخي بني مجاشع ، واشار الآخر بغيره ، فقال : ابو بكر لعمر : انّما اردت خلافي ، فقال عمر : ما اردت خلافك ، فارتفعت اصواتهما عند النبي ( ص ) ، فنزلت : ( يا ايّها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض ان تحبط اعمالكم وانتم لا تشعرون ان الذين يغضون اصواتهم عند رسول الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم ).
ونقله في كتاب المغازي عن عبدالله بن الزبير بلفظ آخر وفيه : حتى ارتفعت اصواتهما فنزلت في ذلك : ( يا ايّها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي الله ورسوله ) حتى انقضت.
أقول : مع الاَسف انّ عمر لم يتأدّب بتأديب الله حتى آخر ايام حياة النبي ( ص ) ، فرفع صوته فوق صوت النبي ( ص ) ، وقدّم بين يدي الله ورسوله ، ومنع من امتثال امره ، وقال : حسبنا كتاب الله.
(٢) صحيح البخاري رقم ٤١٦٩ كتاب المغازي.
(٣) صحيح البخاري رقم ٥٣٤٥ كتاب المرضى.
(٤) صحيح البخاري رقم ٦٩٣٢ كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة.