خلاف الواضحات
( ٦٦٠ ) عن أنس : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ... بعثه الله على رأس أربعين سنة ، فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين ، وتوفّاه الله على راس ستين سنة (١).
أقول : وحتّى كثير من العوام يعرفون انّه قبض وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقد روي ذلك حتّى عن أنس أيضاً.
( ٦٦١ ) عن عروة : لبث النبي بمكة عشراً.
قلت : فإنّ ابن عباس يقول بضع عشر.
قال : فغفره وقال : انّما أخذه من قول شاعر (٢).
ومعنى غفره : أي قال : غفر الله له ، وعن بعض النسخ صغره.
أقول : لا مجال للترديد في صحة قول ابن عباس واشتباه عروة.
( ٦٦٢ ) وعن ابن عباس : انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم توفّى وهو ابن خمس وستين (٣).
( ٦٦٣ ) وعنه : أقام رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكة خمس عشرة سنة ، يسمع الصوت ويرى الضوء سبع سنين ، وثمان سنين يوحى اليه ، وأقام بالمدينة عشراً (٤).
أقول : هذا أيضاً غلط واضح ، وليعلم أهل التحقيق أولاً انّ ما تسمّى بالصحاح مشتملة على المتناقضات والاَغلاط الواضحة ، وليعلموا أيضاً انّ الاعتماد على أخبار أنس وأمثاله في ما جرى في مكة أو على اخبار عائشة
__________________
(١) صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ١٠٠.
(٢) صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ١٠١.
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ١٠٣.
(٤) صحيح مسلم بشرح النووي ١٥ : ١٠٤.