في وجوهه.
لكن النووي يعقبه بقوله : وهذا الذي قاله القاضي باطل ، لاَنّ السلاطين في زمنه لم تكن هذه صفتهم ولم يخونوا في بيت المال ، انّما كان في زمنه أبو بكر وعمر وعثمان.
أقول : انكاره في الشام انّما كان على معاوية الذي يعلم كلّ عاقل غير أعمى القلب حاله ، وفي المدينة على عثمان رضي الله عنه ، فانّه انفق على بني أُميّة وحاشيته ما هو معلوم. فكلام القاضي صحيح ثم انّ لاَبي ذر موقفاً آخر في المدينة (١).
المادة الاصلية
( ٥١٤ ) عن أبي هريرة ، عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «...ويبلى كلّ شيء من الانسان إلاّ عجب ذنبه ، فيه يركب الخلق » (٢).
( ٥١٥ ) وعنه : ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « كلّ ابن آدم يأكله التراب إلاّ عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ».
( ٥١٦ ) وعنه أيضاً : انّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « انّ في الانسان عظماً لا تأكله الاَرض أبداً ، فيه يركب يوم القيامة ».
قالوا : أيّ عظم هو يا رسول الله.
قال : « عجب الذنب » (٣).
أقول : العجب ـ بفتح العين واسكان الجيم ـ الاَصل ، أي أصل الذنب ، وهو عظم لطيف في أسفل الذنب ، وهو رأس العصعص كما قيل.
__________________
(١) انظر صحيح مسلم ٧ : ٧٥ و٧٦ كتاب الترغيب في الصدقة.
(٢) صحيح البخاري رقم ٤٥٣٦ كتاب التفسير.
(٣) صحيح مسلم ١٨ : ٩٢.