حدثنا الحسن بن محمد ، عن بعضهم ، عن سعد بن عبد الله الأشعري ، قال : حدثني أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن عيسى ، عن هشام بن سالم ، قال : حدثني صفوان الجمال قال :
لما وافيت مع جعفر الصادق عليهالسلام الكوفة نريد أبا جعفر المنصور ، قال لي : يا صفوان أنخ الراحلة فهذا حرم جدي أمير المؤمنين عليهالسلام ، فأنختها ، ونزل فاغتسل وغير ثوبه وتخفى وقال لي : افعل مثل ما افعله ، ثم اخذ نحو الذكوات (١) وقال لي : قصر خطاك والق ذقنك إلى الأرض ، فإنه يكتب لك بكل خطوة مائة الف حسنة ، ويمحى عنك الف سيئة ، ويرفع لك مائة الف درجة ، ويقضى لك مائة الف حاجة ، ويكتب لك ثواب كل صديق وشهيد مات أو قتل.
ثم مشى ومشينا معه وعلينا السكينة والوقار ، ونسبح ونقدس ونهلل ، إلى أن بلغنا الذكوات ، فوقف عليهالسلام ونظر يمنة ويسرة ، وخط
__________________
أورده ابن طاووس في فرحة الغري : ٣٩ ، عن كتاب الأنوار ، عن يوسف الكتائيبي ومعاوية ابن عمار ، عن الصادق عليهالسلام ، عنه البحار ١٠٠ : ٢٣٦.
(١) الذكوة في اللغة الجمرة الملتهبة ، فيمكن أن يكون المراد بالذكوات التلال الصغيرة المحيطة بقبره عليهالسلام ، شبهها لضيائها وتوقدها عند شروق الشمس عليها ، لما فيها من الدراري المضيئة بالجمرة الملتهبة.