قال أبو عبيد : والحديث فى هذا كثير وله موضع غير هذا إلا أن الأمر عندنا فيه على الخيار للمسافر وإن كانت كراهية الصيام قد جاءت في بعض الأثر وله وجه يوجّه عليه.
٨٥ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج (١) عن ابن جريج قال : أخبرني ابن شهاب أن صفوان بن عبد الله بن صفوان حدثه عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم الأشعري قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ « ليس من البر الصيام في السفر » (٢).
٨٦ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن الليث قال : حدثني ابن شهاب عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن عاصم قال : سمعت رسول الله ـ صلّى الله عليه ـ يقول : « ليس البر أو ليس من البر الصيام في السفر ».
قال أبو عبيد : هكذا كان حديث الليث على الشك.
قال أبو عبيد : وإنما وجهه عندنا أن يجشم (٣) الإنسان نفسه ما يجهده ويبلغ المشقة منه حتى يضر ذلك به في الصلاة المفروضة وغيرها ، وقد جاء تبيانه فى حديث آخر.
__________________
(١) هو حجاج بن محمد المصّيصي.
(٢) روى نحوه البخاري في صحيحه ج ٢ ، كتاب الصوم « باب قول النبى صلىاللهعليهوسلم : ليس من البر .. » ص ٢٣٨.
وروى نحوه مسلم من طريق جابر بن عبد الله ، كتاب الصوم ج ٢ « باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر » ص ٧٨٦ تحقيق عبد الباقي.
كلاهما رواه بزيادة من ( ليس من البر ) ورواه الإمام أحمد في المسند من طريق جابر بن عبد الله بلفظ : ( ليس البر ) ج ٣ ص ٢٩٩. دار الفكر.
(٣) يجشم : من جشمت الأمر بالكسر وتجشّمته : إذا تكلّفته.
( النهاية ١ / ٢٧٤ ).