٢٨٥ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يحيى بن بكير عن مسعر بن كدام (١) عن عمران بن عمير (٢) عن عبد الله بن عتبة : أنه أجاز شهادة المفتري.
٢٨٦ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا أبو معاوية (٣) عن مسعر بن كدام عن عمران بن عمير عن عبد الله بن عتبة أنه أجاز شهادة القاذف.
٢٨٧ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا يحيى بن بكير عن مالك بن أنس أنه كان يقول مثل ذلك يرى شهادته جائزة إذا تاب (٤).
قال أبو عبيد : وهذا قول أهل الحجاز جميعا ، وأما أهل العراق فيرون شهادته غير مقبولة أبدا وإن تاب ، وكلا الفريقين إنما تأول فيما نرى الآية ، فالذي لا يقبلها يذهب إلى أن الكلام انقطع من عند قوله : ( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً ) ثم استأنف فقال : ( وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تابُوا ) فأوقع التوبة على الفسق خاصة دون الشهادة وأما الآخرون فذهبوا إلى أن الكلام بعضه معطوف على بعض فقال : ( وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ ) ثم أوقعوا الاستثناء في التوبة على كل الكلام ورأوا أنه منتظم له.
قال أبو عبيد : والذى يختار هذا القول لأن من قال به أكثر وأعلى ، منهم
__________________
(١) مسعر بن كدام : ( بكسر أوله وتخفيف ثانيه ) ابن ظهير الهلالي ، أبو سلمة الكوفي ، ثقة ثبت فاضل ، من السابعة ، مات سنة ثلاث أو خمس وخمسين ومائة.
( التقريب ٢ / ٢٤٣ ).
(٢) عمران بن عمير : الهذلي الكوفي مولى عبد الله بن مسعود وأخ القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود لأمه ، قال البخاري : حديثه في الكوفيين ، وقال ابن أبي حاتم : نحوه.
( التهذيب ٨ / ١٣٦ ).
(٣) هو محمد بن خازم أبو معاوية الضرير.
(٤) لم أتمكن من تخريجه.