باب الحدود وما نسخ منها
٢٣٨ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا حجاج (١) عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله عزوجل : ( وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً ) (٢) قال : وقال في المطلقات : ( لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ). قال : هؤلاء الآيات قبل أن تنزل سورة النور في الجلد ، فنسختها هذه الآية : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ ) (٣) قال : فالسبيل الذي جعله الله عزوجل لهن الجلد والرجم ، فإذا جاءت اليوم بفاحشة مبينة فإنها تخرج وترجم بالحجارة (٤).
٢٣٩ ـ أخبرنا علي قال : حدثنا أبو عبيد قال : حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية في قوله : ( وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما ) (٥) قال : كانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتى تموت ، وكان الرجل إذا زنى أوذي بالتعيير والضرب بالنعال ، قال : ثم أنزل الله عزوجل : ( الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ
__________________
(١) هو حجاج بن محمد المصّيصي.
(٢) سورة النساء آية / ١٥ /.
(٣) سورة النور آية / ٢ /.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور إلى أبي داود في ناسخه وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس ج ٢ سورة النساء ص ٤٥٥.
(٥) سورة النساء آية ١٦.