وقال الافندي : «له حقوق عظيمة على زمرة
الامامية ، لسانا وبيانا ، وتدريسا وتأليفا ، وقد كان جامعا لانواع العلوم ، مصنفا
في أقسامها ، حكيما متكلما ففقيها محدثا أصوليا ، أديبا شاعرا ماهرا ، وأفاد وأجاد
، على كثير من فضلاء دهره ، من الخاصة بل من العامة أيضا ، كما يظهر من إجازات
علماء الفريقين.
كان من أزهد الناس وأتقاهم ، ومن زهده
ما حكاه السيد حسين المجتهد ، في رسالة النفحات القدسية عنه ، أنه قدس سره أوصى
بجميع صلاته وصيامه مدة عمره ، وبالحج عنه مع أنه كان قد حج» .
كما وروي : «أنه لما حج ، اجتمع بابن
تيمية في المسجد الحرام فتذاكرا ، فاعجب ابن تيمية بكلامه ، فقال له : من تكون يا
هذا؟ قال الذي تسميه ابن المنجس ، يريد بذلك التعريض بابن تيمية ، حيث سماه في
منهاج السنة بابن المنجس ، فحصل بينهما انس ومباسطة» .
وقال الصفدي : «كان ريض الاخلاق حليما ،
قايما بالعلوم حكيما طار ذكره في الاقطار ، واقتحم الناس إليه المخاوف والاخطار ،
وتخرج به أقوام ، وتقدم في آخر أيام خدابندا تقدما زاد حده ، وفاض على الفرات مده»
.
كما وقال أبو محمد الحسن الصدر : «لم
يتفق في الدنيا مثله ، لافي المتقدمين ولا في المتأخرين ، وخرج من عالي مجلس
تدريسه خمسماية مجتهد» .