الآيات مواضعها إنّما كان بالوحي ، كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : ضعوا آية كذا في موضع كذا ، وقد حصل اليقين من النقل المتواتر بهذا الترتيب من تلاوة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وممّا أجمع الصحابة على وضعه في المصحف (١).
وممّا يؤكّد خطأ اعتقاد أهل السنّة ، الحث المستمر والدائم من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على حفظ القرآن الكريم ، وأيضاً كان دائماً يأمر بكتابته.
قال السيوطي في الدرّ المنثور : أخرج الطبراني ، والحاكم وصحّحه ، والبيهقي ، عن عبد الله بن عمرو : « انّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : من قرأ القرآن فقد استدرج النبوّة بين جنبية غير أنّه لا يوحى إليه ، ومن قرأ القرآن فرأى أنّ أحداً أعطي أفضل ممّا أعطي فقد عظّم ما صغرّ الله وصغرّ ما عظّم الله ، وليس ينبغي لصاحب القرآن أنْ يجدّ مع من جدّ ولا يجهل مع من جهل ، وفي جوفه كلام الله » (٢).
وروى في مسند أحمد وغيره ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من تعلّم القرآن فاستظهره وحفظه ، أدخله الله الجنّة ، وشفّعه في عشرة من أهل بيته ... » (٣).
وكذلك كان محفوظا مجموعاً كاملاً عند أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وعند عدد من الصحابة ، ممّا يؤكّد أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يترك هذه الدنيا إلا وكان مطمئناً على معجزته الخالدة مجموعةً كاملةً.
روى البخاري ، ومسلم ، وغيرهما ، عن أبي جحيفة قال : قلت لعليّ : هل عندكم كتاب؟ قال : لا ، إلا كتاب الله ، أو فهم أعطيه رجل مسلم ، أو ما في هذه
__________________
(١) الاتقان في علوم القرآن ١ : ١٧٠.
(٢) الدرّ المنثور ١ : ٣٤٩.
(٣) مسند أحمد ١ : ١٤٩ ، سنن الترمذي ٤ : ٢٤٥.