لقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
عليهالسلام
يحاول دائما أنْ يعيدهم إلى سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأنْ يتّخذوا من قوله وفعله وتقريره قدوة وحجّة ; لأنّ الله سبحانه وتعالى يقول في
سورة الحشر : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا
نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
) .
ويقول أنس بن مالك إنّ النبيّ صلّى الله
عليه وسلّم قال لعليّ : « أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي » .
ومع كلّ هذه الدلائل ، كانوا يواجهونه
بالرفض والنكران ; لأنّهم يريدون متابعة من اتّخذوهم أرباباً من دون الله ، فكلّ
المسلمين يعرفون كيف كان موقف أمير المؤمنين عليهالسلام
عندما جاءه عبد الرحمن بن عوف منتدباً من عمر بن الخطّاب ليفرض عليه سنة أبي بكر
وعمر ، فلم يقبل وقال : لا إلا على كتاب الله وسنّة نبيّه ، لكنّ عثمان بن عفّان
قبل بالبيعة على ذلك ، وقبل المسلمون ذلك ورضوا به.
اتّفق مؤرخو الإسلام قاطبة على أنّ أمير
المؤمنين عليّاً عليهالسلام
رفض قبول البيعة بعد مقتل عمر ، حينما طلب منه عبد الرحمن بن عوف أنْ يبايع على كتاب
الله وسنة نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وسيرة الشيخين ، فأصرّ أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام
على حذف الشق الثالث ، وأبي إلا أنْ يبايع على كتاب الله وسنّة رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ; لأنّه يرى
أنّ سيرة الشيخين لا تمثّل مصدراً من مصادر التشريع الإسلامي المقدّس.
جاء في تاريخ الطبري وغيره : « فقال عبد
الرحمن : إنّي قد نظرتُ وشاورت ، فلا تجعلنّ أيّها الرهط على أنفسكم سبيلاً ، ودعا
عليّاً فقال : عليك عهد الله وميثاقه لتعملنّ بكتاب الله وسنّة رسوله ، وسيرة
الخليفتين من بعده ، قال : أرجو
__________________