صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا محمّد ، أو يا رسول الله ، إنّ الله عزّ وجلّ يوم القيامة يحمل السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والجبال على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلق على إصبع ، يهزهنّ فيقول : أنا الملك. قال : فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتّى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر. ثمّ قرأ : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) ، إلى آخر الآية (١).
روى البخاري في صحيحه عن جرير قال : كنّا عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فنظر إلى القمر ليلة ، يعني البدر ، فقال : « إنّكم سترون ربّكم ، كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ، فإنْ استطعتم أنْ لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ». ثمّ قرأ : ( وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) (٢) ، قال إسماعيل : افعلوا : لا تفوتنكم (٣).
جعلوا له عينين وأنّه ليس أعور :
روى البخاري في صحيحه ، عن ابن عمر رضياللهعنهما قال : كنّا نتحدّث بحجّة الوداع ، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم بين أظهرنا ، ولا ندري ما حجّة الوداع ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر المسيح الدجال فأطنب في ذكره ، وقال : « ما بعث الله من نبيّ إلا أنذره أمّته ، أنذره نوح والنبيّون من بعده ، وإنّه يخرج فيكم ، فما خفي عليكم من شأنه فليس يخفى عليكم أنّ ربّكم ليس على ما يخفى عليكم ثلاثاً إنّ ربّكم ليس بأعور ، وإنّه أعور العين اليمنى ، كأنّ عينه عنبة طافية ، إلا أنّ الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم ، كحرمة يومكم هذا ، في بلدكم هذا ، في شهركم هذا ، ألا هل بلّغت » ، قالوا : نعم ، قال : « اللهمّ اشهد ، ثلاثاً ، ويلكم ، أو ويحكم ، اُنظروا ، لا
__________________
(١) مسند أحمد ١ : ٤٥٧.
(٢) طه : ١٣٠.
(٣) صحيح البخاري ١ : ١٣٨ ـ ١٣٩.