وسلّم. فأتى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. حتّى إذا قام في مصلاّه قبل أنْ يكبّر ، ذكر فانصرف. وقال لنا : « مكانكم » فلم نزل قياماً ننتظره حتّى خرج إلينا ، وقد اغتسل ينطف رأسه ماء ، فكبّر فصلّى بنا (١).
وأظنّ أنّه لا يمكن لأيّ إنسان عادي وليس بمعصوم قد جامع زوجته في الليل ويطلع عليه الفجر وقد نسي أنّه جنب ، فما بالك بسيّد الكونين النبيّ المعصوم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأظنّ أنّ واضعي مثل هذا الحديث ما وضعوه إلا لتبرير وجود العديد من الصحابة الذين كانوا يمكثون أغلب نهارهم على جنابتهم من الليل.
فقد روى البخاري عن أبي هريرة قال : لقيني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا جنب ، فأخذ بيدي ، فمشيت معه حتّى قعد ، فانسللت ، فأتيت الرحل ، فاغتسلت ثُمّ جئت وهو قاعد ، فقال : « أين كنت يا أبا هريرة ». فقلت له ، فقال : « سبحان الله يا أبا هريرة إنّ المؤمن لا ينجس » (٢).
جعلوا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مسحوراً :
قال سبحانه وتعالى في سورة الإسراء : ( نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا ) (٣) ، بالرغم من وجود هذه الآية في القرآن الكريم ، إلا أنّ الأمر يصل بهم وعلى حدّ زعمهم إلى أنْ يتمكّن أحد اليهود من أنْ يسحر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فيتهيأ للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه فعل السي وما فعله ، وسؤاله لعائشة عن نزول الوحي عليه أم لم ينزل ، وهل أتى أهله أم لم يأتي!!
روى البخاري في صحيحه عن عائشة قالت : « مكث النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كذا وكذا
__________________
(١) صحيح مسلم ٢ : ١٠١.
(٢) صحيح البخاري ١ : ٧٥.
(٣) الإسراء : ٤٧.