عثمان ضرب ابن مسعود أربعين سوطاً في دفنه أبا ذرّ (١).
وفي السيرة الحلبية : وكان من جملة ما نقم به على عثمان ... ، وأنّه حبس عبد الله بن مسعود وهجره ، وحبس عطاء ، وأبي بن كعب ، ونفى أبا ذرّ إلى الربذة وأشخص عبادة بن الصامت من الشام لمّا شكاه معاوية ، وضرب عمّار بن ياسر ، وكعب بن عبدة ، ضربه عشرين سوطا ، ونفاه إلى بعض الجبال (٢).
كما كانت له جولات مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله تعالى عليه ، فقد كان أمير المؤمنين لا يمضي أمراً لا يوافق سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. والحوادث في ذلك كثيرة ، ليس فقط مع عثمان ، بل كانت مع أبي بكر وعمر أيضاً.
ففي مجمع الزوائد ، عن سعيد بن المسيّب قال : كان لعثمان آذن ، فكان يخرج بين يديه إلى الصلاة. قال : فخرج يوماً ، فصلّى والاذن بين يديه. ثمّ جاء فجلس الآذن ناحية ولفّ رداءه ، فوضعه تحت رأسه واضطجع ، ووضع الدرّة بين يديه. فأقبل عليّ في إزار ورداء ، وبيده عصا ، فلمّا رآه الآذن من بعيد قال : هذا عليّ قد أقبل. فجلس عثمان ، فأخذ عليه رداءه. فجاء حتّى قام على رأسه فقال : اشتريت ضيعة آل فلان ، ولوقف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مائها حقّ ، أما إنّي قد علمت أنّه لا يشتريها غيرك. فقام عثمان ، وجرى بينهما كلام حتّى ألقى الله عزّ وجلّ. وجاء العبّاس فدخل بينهما ، ورفع عثمان على عليّ الدرّة.
وكذلك عندما أراد عثمان الحجّ ، وكان يمنع حجّ التمتّع ، فلم يقبل عليّ إلا إمضاء سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
روى مسلم في صحيحه ، عن قتادة. قال : قال عبد الله ابن شقيق : كان عثمان ينهى عن المتعة. وكان عليّ يأمر بها. فقال عثمان لعليّ كلمة. ثمّ قال عليّ : لقد
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٣ : ٤٤.
(٢) مجمع الزوائد ٧ : ٢٢٦ ، عن الطبراني في الأوسط ٧ : ٣٦٦.