وفي باب إثمّ من عاهد ثمّ غدر ، وفي كتاب الجهاد والسير ، وفي باب فضائل المدينة ، وفي كتاب العلم (١).
إذن هو يعترف بالصحيفة العلوية في مواضع عديدة من صحيحه ، واخترت لك الأحاديث التي فيها أحكام من هذه الصحيفة تختلف فيما بينها ، أي أنّ الصحيفة تحتوي على العشرات من الأحكام الشرعيّة ، ففي الحديث الأول ذكر أحكاماً تتعلّق بالعقل والأسير والحدود الشرعيّة ، وفي الثاني تتعلّق بحدود المدينة الجغرافية ، وحكم الإحداث فيها ، وأحكام الذمّة ، وأحكام التولّي ، وفي الثالث أحكاماً تتعلّق بالجراحات ، وأسنان الإبل ، وإنّ ذمّة المسلمين واحدة.
روى مسلم في صحيحه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، قال : خطبنا عليّ بن أبي طالب فقال : « من زعم أنّ عندنا شيئاً نقرأه ، إلا كتاب الله وهذه الصحيفة ( قال : وصحيفة معلّقة في قراب سيفه ) فقد كذب. فيها أسنان الإبل ، وأشياء من الجراحات. وفيها قال النبيّ صلّى الله تعالى عليه وسلّم : « المدينة حرم ما بين عير إلى ثور ، فمن أحدث فيها حدثاً ، أو آوى محدثاً ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ، ولا عدلاً ، وذمّة المسلمين واحدة ، يسعى بها أدناهم ، ومن ادّعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً » (٢).
روى أبو داود في سننه ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن عليّ قال : « ما كتبنا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا القرآن ، وما في هذه الصحيفة. قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « المدينة حرام ما بين عائر إلى ثور ، فمن أحدث حدثاً أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه
__________________
(١) اُنظر صحيح البخاري ٤ : ٣٠ ، ٦٩ ، ٨ : ١٠ ، ٤٥ ، ٤٧ ، ١٤٤.
(٢) صحيح مسلم ٤ : ١١٥.