فقال لعليّ بن الحسين : يا عليّ ، أبوك قطع رحمي ، وجهل حقّي ، ونازعني سلطاني ، فصنع الله به ما قد رأيت.
فقال عليّ : ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَة فِي الْأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إلاَّ فِي كِتَاب ) (١).
فقال يزيد لابنه خالد : أجبه.
قال : ما درى خالد ما يردّ عليه.
فقال له يزيد : قل : ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير ) (٢).
فسكت عنه ساعة ، ثمّ دعا بالنساء والصبيان فرأى هيئة قبيحة.
فقال : قبّح الله ابن مرجانة ، لو كانت بينهم وبينه قرابة ورحم ، ما فعل هذا بهم ، ولا بعث بكم هكذا.
وروى أبو مخنف : عن الحارث بن كعب ، عن فاطمة بنت عليّ قالت : لمّا أجلسنا بين يدي يزيد ، رقّ لنا ، وأمر لنا بشيء ، وألطفنا ، ثمّ إنّ رجلاً من أهل الشام ، أحمر ، قام إلى يزيد فقال : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه ـ يعنيني ـ وكنت جارية وضيئة ، فارتعدت فزعة من قوله ، وظننت أنّ ذلك جائز لهم ، فأخذت بثياب أختي زينت ـ وكانت أكبر منّي وأعقل ، وكانت تعلم أنْ ذلك لا يجوز.
فقالت لذلك الرجل : كذبت والله ، ولؤمت ، وما ذلك لك وله.
فغضب يزيد ، فقال لها : كذبت! والله ، إنّ لي ، ولو شئت أنْ أفعله لفعلت.
قالت : كلا! والله ، ما جعل الله ذلك لك ، إلا أنْ تخرج من ملّتنا ، وتدين بغير
__________________
(١) الحديد : ٢٢.
(٢) الشورى : ٣٠.