قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً ، وسبعين ألفاً (١).
عزيزي القارئ ، لقد بكت السماء دماً ، وبكت الأرض دماً يوم استشهاد الإمام الحسين عليهالسلام ، يوم عاشوراء الحزين ، الذي حوّله الأمويّون أيّام الحجّاج بأمر من الخلفاء إلى يوم فرح وعيد ، ذلك اليوم الذي ناحت فيه الجنّ على أبي عبد الله عليهالسلام ، وأهل بيته وأصحابه ، والروايات في ذلك أكثر من أنْ تحصى ، أقدّم إليك جملة منها.
روى في مجمع الزوائد ، عن الزهري قال : قال لي عبد الملك : أيّ واحد أنت إنْ أعلمتني أيّ علامة كانت يوم قتل الحسين بن عليّ فقال : قلت : لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط ، فقال لي عبد الملك : إنّي وإيّاك في هذا الحديث لقرينان رواه الطبراني ورجاله ثقات (٢).
روى في مجمع الزوائد عن الزهري قال : لمّا قتل الحسين بن عليّ رضي الله تعالى عنه ، لم يرفع حجر ببيت المقدس ، إلاّ وجد دم عبيط (٣).
جاء في سير أعلام النبلاء عن حماد بن زيد : عن معمر ، قال أوّل ما عرف الزهري أنّه تكلم في مجلس الوليد ; فقال الوليد : أيّكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل الحسين؟ فقال الزهري : بلغني أنّه لم يقلب حجر إلا وجد تحته دم عبيط (٤).
قال السيوطي : « ولمّا قتل الحسين ، مكثت الدنيا سبعة أيّام ، والشمس على الحيطان كالملاحف المعصفرة ، والكواكب يضرب بعضها بعضاً ، وكان قتله يوم
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ : ٢١٩.
(٢) مجمع الزوائد ٩ : ١٩٦.
(٣) مجمع الزوائد ٩ : ١٩٦ ، وقال : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح.
(٤) سير أعلام النبلاء ٣ : ٣١٤.