بين يدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي ، فنزل جبريل فقال : يا محمّد ، إنّ أمّتك تقتل ابنك هذا من بعدك ، وأومأ بيده إلى الحسين ، فبكى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وضمّه إلى صدره ، ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « يا أمّ سلمة ، وديعة عندك هذه التربة ». فشمّها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقال : « ويح كرب وبلاء ». قالت : وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « يا أمّ سلمة ، إذا تحولت هذه التربة دماً ، فاعلمي أنّ ابني قد قتل ». قال : فجعلتها أمّ سلمة في قارورة ، ثمّ جعلت تنظر إليها كلّ يوم وتقول : إنّ يوماً تحولين فيه دماً ، ليوم عظيم. رواه الطبراني (١).
روى الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن أبي أمامة : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنسائه : « لا تبكوا هذا » يعني : حسيناً. فكان يوم أمّ سلمة ، فنزل جبريل ، فقال رسول الله لأمّ سلمة : « لا تدعي أحداً يدخل ». فجاء حسين ، فبكى ; فخلته يدخل ، فدخل حتّى جلس في حجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال جبريل : إنّ أُمتك ستقتله. قال : « يقتلونه وهم مؤمنون »؟ قال : نعم ، وأراه تربته. إسناده حسن (٢).
روى الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن أمّ سلمة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم اضطجع ذات يوم ، فاستيقظ وهو خاثر ، ثمّ رقد ، ثمّ استيقظ خاثراً ، ثمّ رقد ، ثمّ استيقظ ، وفي يده تربة حمراء ، وهو يقلبها. قلت : ما هذه؟ قال : « أخبرني جبريل ، أنّ هذا يقتل بأرض العراق ، للحسين ، وهذه تربتها » (٣).
في السير عن مسند أحمد عن عائشة ، أو أمّ سلمة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لها : لقد دخل عليّ البيت ملك لم يدخل عليّ قبلها ، قال : إنّ حسيناً
__________________
(١) المعجم الكبير ٣ : ١٠٨ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٨٩.
(٢) سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٨٩.
(٣) المصدر نفسه.