الليّلة. قال : « وما هو »؟ قالت : رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطّعت ووضعت في حجري. قال : « رأيت خيراً ، تلك فاطمة ، إنْ شاء الله تلد غلاماً ، فيكون في حجرك » فولدت فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فوضعته في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة ، فإذا عينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تهريقان الدّموع ، قالت : قلت : يا نبي الله ، بأبي أنت وأمّي ، مالك؟ قال : « أتاني جبريل عليهالسلام ، فأخبرني أنّ أمّتي ستقتل ابني هذا ». فقلت : هذا؟ قال : « نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء » (١).
روى في بغية الطلب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : أوحى الله تعالى إلى محمّد ، إنّي قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا ، وإنّي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا (٢).
ورى في بغية الطلب ، عن عبد الله بن سعد بن أبي هند ، عن عائشة ، وأمّ سلمة ، أنّ النبيّ دخل عليهما وهو يبكي ، قالتا : فسألناه عن ذلك ، فقال : « إنّ جبريل أخبرني أنّ ابني الحسين يقتل وبيده تربة حمراء ، فقال : هذه تربة تلك الأرض » (٣).
روى في بغية الطلب ، عن أمّ سلمة قالت : دخل عليّ النبيّ فقال لي : احفظي الباب ، لا يدخل عليّ أحد ، فسمعت نحيبه فدخلت ، فإذا الحسين بين يديه ، فقلت : والله يا رسول الله ، ما رأيته حين دخل ، فقال : إنّ جبريل كان عندي آنفاً ، فقال لي : يا محمّد ، أتحبّه؟ فقلت : « يا جبريل ، أما من حبّ الدنيا فنعم » قال : فإنّ أمّتك ستقتله بعدك ، تريد أريك تربته يا محمّد ، فدفع إليّ هذا التراب ، قالت أمّ سلمة :
__________________
(١) البداية والنهاية ٦ : ٢٥٨.
(٢) بغية الطلب في تاريخ حلب ٦ : ٢٥٧.
(٣) المصدر نفسه.