الطاعة لإمامهم
والوفاء ببيعته ، إلا أنّ معاوية ومن معه خرجوا على إمام زمانهم ، وحاصروه
وتمرّدوا عليه ، ونبذوا بيعتهم له ، ممّا أدّى إلى أنْ يعقد الإمام الحسن عليهالسلام مع معاوية اتّفاقاً
على أنْ يتنازل له عن الحكم ، مقابل أنْ تعود الخلافة بعد معاوية للإمام الحسن ،
أو للإمام الحسين عليهما الصلاة والسلام.
وبعد أنْ تمّ لمعاوية ما أراد ، وانتزع
الحكم من أهل البيت عليهمالسلام
، ورضي المسلمون الخروج على إمام زمانهم ، أطلق معاوية اسم عام الجماعة على تلك
السنة ، التي حقّق فيها مآربه ضدّ أهل البيت عليهمالسلام
، ولذلك لا زال في زماننا هذا يطلق لقب أهل السنّة والجماعة على أتباع معاوية ومنْ
لفّ لفيفه ، فإضافة السنّة إليهم ، معناه أنّهم أهل سنّة سبّ وشتم أمير المؤمنين
عليّ بن أبي طالب عليهالسلام
، والجماعة نسبة إلى انتزاع الحكم من الإمام الحسن ومن أهل البيت عليهم الصلاة
والسلام ، ولذلك هم أهل السنّة والجماعة.
ثمّ إنّه بعد ذلك وحتّى لا يفي معاوية
بشروط الاتّفاقيّة التي وقّعها مع الإمام الحسن عليهالسلام
، قام معاوية بن أبي سفيان بعدّة محاولات لاغتيال الإمام الحسن عليهالسلام ، والتخلّص منه عن
طريق دسّ السمّ له ، إلا أنّه لم يفلح في ذلك.
ولكن معاوية بن أبي سفيان عندما كبر
ابنه يزيد ، وأراد أنْ يجعل له ولاية العهد ، قرّر تصفية الإمام الحسن عليهالسلام ، الإمام الثاني ،
ابن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وريحانته ، وسبطه ، وسيّد شباب أهل الجنّة ، فقام معاوية وبأمره ورضاه ورعايته ،
بدسّ السمّ للإمام وقتله ، وبذلك اغتيل الإمام الحسن عليهالسلام
، وتمّ لمعاوية ما أراد.
جاء في البدء والتاريخ : أنّ معاوية دسّ
إلى جعدة بنت الأشعث بن قيس بأنْ تسمّ الحسن ، ويزوّجها يزيد ، فسمّته ، وقتلته ،
فقال لها معاوية : إنّ يزيد منا بمكان ، وكيف يصلح من لا يصلح لابن رسول الله ،
وعوضها منه مائة ألف درهم ، وفي أيّام معاوية ماتت عائشة رضياللهعنها ، وأمّ سلمة ، وأبو
هريرة ، وسعد بن