وروى ابن قتيبة ، ونقلها عنه ابن شهر آشوب ، المتوفى سنة ٥٨٨ هـ ، حيث قال : وفي معارف القتيبي : أنّ محسنا فسد من زخمّ قنفذ العدوي ، وهو مولى عمر ابن الخطّاب (١).
إلا أنّ أيدي التحريف ، حذفت هذه الجملة في كتاب المعارف ، لابن قتيبة ، وكتبت بدلاً منها : وأمّا محسن بن عليّ ، فهلك وهو صغير.
اُنطر عزيزي القارئ ، ودقّق فإنّهم لا يستطيعون إلا أنْ يحرّفوا الحقيقة ; لأنّ آذانهم تأبى سماعها ، وليس هذا هو الكتاب الأوّل الذي تمتد إليه الأيادي الحاقدة على أهل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ومن أحبّ المزيد فليراجع الكتب المتعلقة بمثل هذه التحريفات.
إذن فمن جملة الروايات السابقة ، يتبيّن أنّ هناك ولداً ثالثاً للإمام عليّ عليهالسلام ، وقتل وهو في بطن أمّه السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، والذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد سمّاه محسناً ، ولا تستغرب ذلك ، فإذا كان المسلمون لا يعرفون الكثير عن الإمام الحسن والإمام الحسين اللذان كان لهما تاريخ طويل في الأمّة الإسلاميّة ، فما بالك بمحسن ، الذي لم يرَ نور هذه الحياة الدنيا ، والذي درج سقطاً دون أنْ يعرفوا أنّ هناك بالأساس ولداً ثالثاً للسيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وأيضاً لا تستغرب ولا تستعجب ، فإنّ الأمّة التي حاولت تدبير أمر اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقتل أمير المؤمنين عليهالسلام ، وكذلك يقتل الحسن ، والحسين عليهماالسلام دون حياء أو خجل ، ليس صعباً عليها قتل جنين في بطن أمّه ، ولا يوجد عندها أيّ مانع من ذلك ، وكما استطاع رواة الحديث بالتعاون مع السلطات الحاكمة أنْ يخفوا الكثير من المثالب والمعايب التي حصلت في صدر الإسلام ، واستطاعت أيدي التحريف العابثة ، أنْ تحوّل كلّ تلك المثالب والمعايب إلى مناقب وفضائل ، ولو على حساب منزلة النبوّة ، ومرتبة الرسالة ، ولو على حساب النصوص القرآنيّة والنبويّة الشريفة ، كذلك فعلوا في هذه القضيّة ،
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٣٣.