ثُمّ اُنظر رحمك الله كيف أنّهم بعد أنْ أنجاهم الله من عدوهم فرعون ، وأنزل عليهم المنّ والسلوى ، كيف أنّهم نسوا الله وعبدوا العجل ، قال تعالى في سورة البقرة : (وَلَقَدْ جَاءكُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ) (١).
واُنظر إلى التبديل وعدم الاتّباع والاقتداء والتولّي عن طريق الحقّ والاحتيال ، عندما أمرهم الله أنْ يدخلوا بيت المقدس فرفضوا ولم يطيعوا : قال تعالى في سورة البقرة : ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ) (٢).
وقال تعالى في سورة البقرة : (ثُمَّ تَوَلَّيْتُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ) (٣).
وقال تعالى في سورة البقرة : (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) (٤).
لاحظوا كيف تربط الآية بين هذا المسخ نكالاً لاعتدائهم ، وإنّ في ذلك عبرة وموعظة للمتقين من أمّة محمّد.
ثُمّ هناك قضيّة الإيمان ببعض الكتاب والكفر ببعضه ، واتّباع ما يوافق أهوائهم وترك ما يخالف ذلك ، أيّ أنّهم ما يريدون من الكتاب أو من نبيّهم ويوافق
__________________
(١) البقرة : ٩٢.
(٢) البقرة : ٥٨ ـ ٥٩.
(٣) البقرة : ٦٤.
(٤) البقرة : ٦٥ ـ ٦٦.