والحسين. وكانوا بين أيديهم كتلاميذ لهم ; ولذلك هم يقرّون أنّ على المسلم أنْ يتّبع أهل البيت في دينه وشرعه ، ويكون مثل أولئك الصحابة في التزامهم وثباتهم مع النبيّ وأهل بيته عليهمالسلام ، بل إنهم قاتلوا وقُتلوا في الدعوة لطاعة أهل البيت وموالاتهم ، فرضي الله عنهم ورضوا عنه.
النوع الثالث والرابع : المنافقون ، والمنقلبون على أعقابهم بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
وصحابة كانوا في مكّة في قلوبهم مرض ، صار في المدينة نفاقاً ، أي المنافقون وصحابة انقلبوا بعد رسول الله.
في البداية أحبّ أنْ أقدّم جواباً على سؤال ربّما في ذهن البعض ، وهو أنّه هل يجوز أنْ نطلق على المنافق صفة الصحابي؟ والجواب على ذلك سهل ميسور ، وهو من أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذلك من معنى الصحابي في اللغة.
أولا : أقدّم بعض الأحاديث والتي قرّر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّ المنافقين هم من الصحابة.
روى البخاري في صحيحه : حدّثنا الحميدي : حدّثنا سفيان قال : حفظناه من عمرو بن دينار قال : سمعت جابر بن عبد الله رضياللهعنهما يقول : كنّا في غزاة ، فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فسمّعها الله رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، قال : « ما هذا » فقالوا : كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجري : يا للمهاجرين ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم « دعوها فإنّها منتنة ». قال جابر : وكانت الأنصار حين قدم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أكثر ، ثُمّ كثر المهاجرون بعد. فقال عبد الله بن أبي : أوَ قد فعلوا ، والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل ، فقال عمر بن الخطّاب رضياللهعنه : دعني يا رسول الله ، أضرب عنق هذا المنافق ، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « دعه ، لا