اللغوي إلى معنى خاصّ بحسب قرائن شرعيّة من القرآن الكريم والأحاديث النبويّة الشريفة الصحيحة ، فإنّ المعنى يصبح ذا حقيقة شرعيّة خاصّة ، لا يجوز صرفها عن معناها لغيره ; ولذلك أقرّ المسلمون جميعاً بمفهوم ابن الأثير ، أنّ هذا الاسم وهو الشيعة ، صار له حقيقة شرعيّة ، وبذلك صار المعنى الشرعي للشيعة هو من تولّى أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب وأهل بيته وعادى أعداءهم.
وإليك عدداً من القرائن التي تدلّ على أنّ المعنى خاص ، قد أطلقه الشارع المقدّس ، وأقرّه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ودعى إليه ، وأنّ أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، قد طبّقوا أمر الله ورسوله ، بمشايعتهم لأمير المؤمنين وأهل بيته ، وبالتالي فإنّهم أيّ الشيعة رضوان الله تعالى عليهم ، قد التزموا بالحقيقة الشرعيّة التي فيها رضى الله ورضى رسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
أخرج ابن عساكر ، عن جابر بن عبد الله قال : كنّا عند النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأقبل عليّ ، فقال النبيّ : « والذي نفسي بيده ، إنّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة » ونزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (١) ، فكان أصحاب النبيّ إذا أقبل عليّ قالوا : جاء خير البريّة (٢).
قال السيوطي : أخرج ابن عدي ، وابن عساكر ، عن أبي سعيد مرفوعاً : « عليّ خير البريّة » (٣).
وأخرج ابن عديّ ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : « هو أنت وشيعتك يوم القيامة ، راضين مرضيّين » (٤).
__________________
(١) البيّنة : ٧.
(٢) تاريخ دمشق ٤٢ : ٣٧١ ، وأورد السيوطي في الدرّ المنثور ٦ : ٣٧٩ ، واللفظ للثاني.
(٣) الدرّ المنثور ٦ : ٣٧٩.
(٤) نفس المصدر.