وروى السيوطي في المجمع الصغير : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « عليّ منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنّه لا نبيّ بعدي » (١).
وروى الحاكم في مستدركه ، عن الحسن بن سعد مولى عليّ ، عن عليّ رضياللهعنه ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أراد أنْ يغزو غزاة له ، قال : فدعا جعفراً ، فأمره أنْ يتخلّف على المدينة ، فقال : لا أتخلف بعدك يا رسول الله أبداً. قال فدعاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فعزم عليّ لما تخلفت قبل أنْ أتكلّم قال فبكيت. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « ما يبكيك يا عليّ »؟ قلت : « يا رسول الله ، يبكيني خصال غير واحدة ، تقول قريش غداً ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمّه وخذله ، ويبكيني خصلة أخرى ، كنت أريد أنْ أتعرّض للجهاد في سبيل الله ; لأنّ الله يقول : ( وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوّ نَّيْلاً ) (٢) إلى آخر الآية ، فكنت أريد أنْ أتعرّض لفضل الله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « أمّا قولك : تقول قريش : ما أسرع ما تخلّف عن ابن عمّه وخذله ، فإنّ لك بي أسوة ، قد قالوا : ساحر ، وكاهن ، وكذّاب ، أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي. وأمّا قولك : أتعرّض لفضل الله ، فهذه أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه ، واستمتع به أنت وفاطمة ، حتّى يأتيكم الله من فضله ، فإنّ المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. ( هذا حديث صحيح الإسناد ) (٣).
وروى الترمذي ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا حاتم بن إسماعيل ، عن بكير بن مسمار ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : « أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أنْ تسب أبا تراب؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبه ; لأنّ تكون لي واحدة منهن أحبّ إلي من حمر
__________________
(١) الجامع الصغير ٢ : ١٧٧.
(٢) التوبة : ١٢٠.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٢ : ٣٣٧.