عليه وسلّم : « إنّي تارك فيكم ما إنْ تمسكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (١).
وروى الترمذي أيضاً ، عن جابر بن عبد الله قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول : « يا أيّها الناس ، إنّي تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (٢).
وروى الحاكم في مستدركه ، عن ابن واثلة : أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين مكّة والمدينة عند شجرات ، خمس دوحات عظام ، فكنس الناس ما تحت الشجرات ، ثُمّ راح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشيّة ، فصلّى ، ثُمّ قام خطيباً ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وذكّر ووعظ ، فقال ما شاء الله أنْ يقول ، ثُمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي تارك فيكم أمرين ، لن تضلّوا إنْ اتبعتموهما ، وهما كتاب الله ، وأهل بيتي ، عترتي ثُمّ قال : « أتعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثلاث مرّات ، قالوا : نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « من كنت مولاه ، فعليّ مولاه » قال الحاكم : وحديث بريدة الأسلمي صحيح على شرط الشيخين (٣).
وروى المتقي الهندي في كنز العمّال : عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أنّه قال : إنّي لكم فرط ، إنّكم واردون عليّ الحوض عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضّة ، فاُنظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، قيل : وما الثقلان يا رسول الله؟ قال : الأكبر ، كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه
__________________
(١) سنن الترمذي ٥ : ٣٢٩.
(٢) سنن الترمذي ٥ : ٣٢٨.
(٣) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٠٩ ـ ١١٠.