ولقد لفت نظري كثيراً الحديث النبويّ الذي يقول : تفترق أمّتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلّها في النار إلا واحدة (١) ، وهذا الحديث في اعتقادي أنّه يوجب على المسلمين جميعاً ، البحث والنظر من أجل أن يكونوا في صفّ الفرقة الناجية ومعها.
ومن القضايا التاريخية والتي تلفت النظر حقيقة تغييب أهل البيت عليهمالسلام وفضائلهم ، مع أنّ القرآن الكريم والسنّة النبويّة أكدّا على فضلهم ووجوب اتّباعهم وطاعتهم ، فلماذا لم تتبعهم الأمّة ، بل تركتهم ولم تطع الله ورسوله في شأنهم ، بل وعلى مرّ التاريخ ، كانت توضع المبرّرات لتأويل النصوص وصرفها عن معناها أو تضعيفها ، ولا زال هذا الأمر هو الشغل الشاغل لعلماء أهل السنّة ، فدائماً تراهم يؤوّلون النصوص المتعلّقة بولاية أهل البيت أو تضعيفها ، وكأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما تحدّث بتلك الآلاف المؤلّفة من الأحاديث التي تأمر باتّباع أهل البيت عليهمالسلام ، يظهرونه وكأنّه يتحدّث للتسلية وليس للتشريع.
ومن القضايا التي كان لها الأثر الكبير في البحث هي مواقف الصحابة الكثيرة والعديدة ، والتي لا يجد الإنسان المنصف إلا تفسيراً واحداً لها ، وهو عدم الصدق والإخلاص في متابعة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
لماذا قاموا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمعاداة أهل البيت عليهمالسلام ، وأظهروا البغض لهم ، واعتدوا على السيّدة الزهراء عليهاالسلام وهجموا على بيتها ، وأسقطوا جنينها؟
لماذا توفّيت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وهي غاضبة على أبي بكر وعمر مع أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : إنّ الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك (٢).
__________________
(١) أنظر : الحديث بالفاظه المختلفة في مسند أحمد ٣ : ١٢ ، ٤ : ١٠٢ ، سنن ابن ماجة ٢ : ١٣٢٢ ، سنن أبي داود ٢ : ٣٩٠ ، سنن الترمذي ٤ : ١٣٤.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥٤ ، المعجم الكبير ١ : ١٠٨.