وهو يوم غدير خمّ ،
لمّا أخذ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بيد عليّ بن أبى طالب ، فقال : ألست وليّ
المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فقال عمر
بن الخطّاب : بخ بخ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله
عزّ وجلّ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ
لَكُمْ دِينَكُمْ ) .
ومن أراد المزيد ، فعليه بما ألّفه
علماء المسلمين في هذا الحديث قرناً بعد قرن ، مثل رسالة الحافظ ابن عقدة ، وحديث
الغدير للطبري المفسّر والمؤرّخ الشهير ، وحديث الغدير للحافظ الدارقطني ، والذهبي
، وعبيد الله الحسكاني ، ومسعود السجستاني ، وغيرهم ، وعليك بكتاب الغدير ، وحديث
الغدير من كتاب عبقات الأنوار ، فإنّ فيهما ما تشتهيه الأنفس.
وفي تفسير الثعلبي عند حديثه عن معنى
قوله : ( يَا أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
) قال : قال
أبو جعفر محمّد بن عليّ : معناه : بلّغ ما أنزل إليك في فضل عليّ ، فلمّا نزلت
الآية ، أخذ صلىاللهعليهوآلهوسلم
بيد عليّ فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » .
وعنه ، بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح
، عن ابن عبّاس في هذه الآية قال : نزلت في عليّ ، امُرِ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنْ يبلّغ
فيه فأخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد
من عاداه .
« نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن
عشر من ذي الحجّة من سنة حجّة الوداع ( ١٠ هجرية ) لما بلّغ النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم غدير خمّ.
فأتاه جبرائيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقرؤك
السلام ويقول لك : يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك « في عليّ » وإنْ لم
تفعل فما بلّغت رسالته
__________________