والمعرفة لا تكون إلاّ بوسيلة أشخاص
معيّنين ، أي يجب علىٰ الباري عزّ وجلّ أن يُعرِّف نفسه لمخلوقاته ، ويبيّن لهم الطريقة والكيفيّة التي يريدها بالعبادة.
وذلك يتمّ بواسطة إرسال الرسل والأنبياء
إليهم ، فقد بعث الله تعالى أوّل مُعرِّف به إلىٰ البشر وهو النبيّ آدم عليه وعلىٰ نبيّنا
آلاف التحيّة والثناء.
ثمّ تتالت الرسل والأنبياء من قبل
الباري عزّ وجلّ طوال قرون من الزمان ، إلى أن شاء الله تعالىٰ ختم إرساله للأنبياء ، فبعث نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله
كخاتم للرسل والأنبياء.
ولكن هل هذا يعني أنّ الاتصال بالسماء
انقطع بموت خاتم الأنبياء والرسل ؟
إنّ حكمة الباري عزّ وجلّ اقتضت وجود
إمام ووصيّ لنبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله
وهو أمير المؤمنين عليهالسلام
، ومن بعده أولاده المعصومين عليهمالسلام.
واقتضت حكمته تعالىٰ أن يبقي آخر
الأئمة عليهمالسلام
حيّاً ، غائباً عن أعين الناس ، إلىٰ أن يأذن الله سبحانه وتعالىٰ بالظهور فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما مُلئت ظلماً وجوراً ، إذ عدم وجود وصيّ وخليفة للنبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله
يعني انقطاع الاتصال بالسماء وموت الرسالة وهلاك البشر.
وقد بيّن النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله في حياته عبر
مجموعة كبيرة من الأحاديث ، ذلك الإمام والوصيّ بعده ، وبيّن أيضاً الأئمة والأوصياء