« إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن
تضلّوا من بعدي أحدها أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » .
فهذا الحديث المبارك من أهمّ الأحاديث
التي تثبت أحقّيّة أهل البيت عليهمالسلام
بالمرجعيّة المطلقة ، وأنّهم ( صلوات الله عليهم ) أجدر من غيرهم بحمل أعباء الإمامة ، وهي العهد الإلهي لأبينا إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله السلام وذرّيّته المحسنة من بعده. ونستطيع أن نستنتج منه عدّة أمور :
الأوّل
: أنّ أهل البيت هم عدل القرآن الحكيم ، ومعنى
ذلك أنّ أهل البيت معصومون كعصمة الكتاب الكريم ، وأنّ عندهم تبيان كلّ شيء ، وأنّ الرادّ عليهم كالرادّ على القرآن ، حيث إنّنا مأمورون باتّباعهما ، ولا يمكن أن نؤمر باتّباع من قد تصدر منه المعصية ، أو من قد يجانبه الصواب في جزئيّة من جزئيّات المعرفة ، فكما لا يتصوّر ذلك في القرآن الكريم فكذلك في العترة الطاهرة.
الثاني
: أنّ العصمة من الضلال إنّما هي مشروطة
بالتمسّك بالكتاب الحكيم وأهل البيت عليهمالسلام.
فالتمسّك بأحدهما وإلغاء الآخر.
الثالث
: كما أنّ القرآن الكريم باق ما بقي
البشر ، حجّة على العباد ، ونوراً لهم في الظلمات ، كذلك أهل البيت عليهمالسلام
ولن يأت زمان
_____________________