الأئمّة من قبله
سبحانه ، والهداية إنّما هي بأمره سبحانه وفمن كان كذلك وجب اتّباعه ، لذا قال تعالى ( أَفَمَن يَهْدِي
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ
تَحْكُمُونَ )
.
ثالثاً
: قال تعالى ( ثُمَّ
أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ
بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )
والمستفاد
من الآية أنّ الله سبحانه وتعالى قد اصطفى من هذه الأمّة عباداً ، واختارهم اختياراً ; ليرثوا علم الكتاب الكريم ، وليكونوا أهلاً لحمله ، وهم السابقون بالخيرات. فالمستفاد من مجموع ما ذكر أنّ الإمامة عهد من الله لا يعطى لظالم ، فالإمامة تعهد إلى أناس قد اصطفوا من قبله ـ سبحانه ـ ليهدوا بأمره الخلق إلى الحق ، ومعنى ذلك أنّ الإمام يشترط فيه أعلى درجات الطهارة ، وهي المعبّر عنها بـ ( العصمة ) وهي عدم الظلم في الآية الأولى ، والاصطفاء في الثانية ، وأعلى درجات العلم ; إذ لا يعقل الهداية إلى الحق بلا علم به ، مع أنّ شرط العصمة وحده كاف ، إذ معنى العصمة الكمال ، فبعد انقضاء حياة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
لابدّ من وجود المعرِّف بعده ; ليبيّن لنا حقائق الكتاب ومعارفه بعده والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا المعرِّف ( الإمام ) يجب أن يكون معصوماً عن الظلم ، وعالماً بالكتاب كلّه.
_____________________