توطئة
:
لقد امتازت رسالة نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم عن سائر
الرسالات السماوية بميزات عدة.
فهي خاتمة الرسالات ، قال تعالىٰ :
( مَّا
كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ
) .
وامتازت بأنّها عامة وموجَّهة لجميع
الناس ، قال تعالىٰ : (
يَا
أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا
) و (
وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ
) وباقية إلىٰ يوم القيامة.
ومن الطبيعي فإنّ رسالة كهذه لا بدّ أن
تنظر لها السماء نظرة خاصة ، فتُعِدُّ مشروعاً يحفظ بقاءها وسلامتها من التحريف النصّي والدلالي بعد موت صاحبها صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ويمكن التعرّف علىٰ طبيعة هذا المشروع الإلهي وتكوين مفرداته من خلال الرجوع إلىٰ سنة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
الفعليّة والقوليّة.
لا شك أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ميت لكن
رسالته باقية ، إذن فمن يديم مسيرته المباركة ؟ كيف يقيم الله حجته علىٰ الناس ويأخذ بيدهم نحو الكمال ؟
__________________