أهل المغرب عن ورش أنه كان يمد ذلك كله. واستثنى الراء من ( الر ) ، و ( المر ) والطاء والهاء من : طه ( قلت ) وكأنهم نظروا إلى وجود الهمز مقدرا بحسب الأصل وذلك شاذ لا نأخذ به والله أعلم وقد اختلف فى إلحاق حرفى اللين بها وهما الياء والواو المفتوح ما قبلهما فوردت زيادة المد فيهما بسببى الهمز والسكون إذا كانا قويين. وإنما اعتبر شرط المد فيهما مع ضعفه بتغير حركة ما قبله لأن فيهما شيئا من الخفاء وشيئا من المد وإن كانا أنقص فى الرتبة مما فى حروف المد. ولذلك جاز الإدغام فى نحو ( كَيْفَ فَعَلَ ) بلا عسر ولم ينقل الحركة إليهما فى الوقف فى نحو : زيد. وعوف من نقل فى نحو : بكر وعمرو. وتعاقبا مع حروف المد فى الشعر قبل حرف الروى فى نحو قول الشاعر :
تصفقها الرياح إذا جرينا ـ مع قوله ـ مخاريق بأيدى اللاعبينا
وقالوا فى تصغير مدق وأصم. مديق وأصيم فجمعوا بين الساكنين وأجروهما مجرى حروف المد فلذلك حملا عليها وإن كانا دونها فى الرتبة لقربهما منها وسوغ زيادة المد فيهما سببية الهمز وقوة اتصاله بهما فى كلمة وقوة سببية السكون أما الهمز فإنه إذا وقع بعد حرفى اللين متصلا من كلمة واحدة نحو ( شَيْءٍ ) كيف وقع و ( كَهَيْئَةِ ). وسوأة. والسوء فقد اختلف عن ورش من طريق الأزرق فى إشباع المد فى ذلك وتوسطه وغير ذلك فذهب إلى الإشباع فيه المهدوى وهو اختيار أبى الحسن الحصرى وأحد الوجهين فى الهادى والكافى والشاطبية ومحتمل فى التجريد وذهب إلى التوسط وأبو محمد مكى وأبو عمرو الدانى وبه قرأ الدانى على أبى القاسم خلف بن خاقان وأبى الفتح فارس بن أحمد وهو الوجه الثانى فى الكافى والشاطبية وظاهر التجريد وذكره أيضا الحصرى فى قضيته مع اختياره الاشباع فقال :
وفى مدعين ثم شىء وسوأة |
|
خلاف جرى بين الأئمة فى مصر |
فقال أناس مده متوسط |
|
وقال أناس مفرط وبه أقرى |