وليس بادخال حرف فى حرف كما ذهب إليه بعضهم بل الصحيح أن الحرفين ملفوظ بهما كما وصفنا طلبا للتخفيف ، ولم يدغم من المثلين فى كلمة واحدة إلا قوله تعالى ( مَناسِكَكُمْ ) فى البقرة و ( ما سَلَكَكُمْ ) فى المدثر. وأظهر ما عداهما نحو : ( جِباهُهُمْ ) ووجههم. و ( أَتُحَاجُّونَنا ) ، و ( بِشِرْكِكُمْ ) وشبهه ؛ إذا علم ذلك فليعلم أن من الحروف الألف والهمزة لا يدغمان ولا يدغم فيهما. ومنها خمسة أحرف لم تلق مثلها ولا جنسها ولا مقاربها فيدغم فيها وهى : الخاء ، والزاى والصاد ، والطاء ، والظاء ؛ ومنها ستة أحرف لقيت مثلها ولم تلق جنسها ولا مقاربها وهى : العين ، والغين ، والفاء ، والهاء ، والواو ، والياء ـ ومنها ـ خمسة لقيت مجانسها أو مقاربها ولم تلق مثلها وهى : الجيم ، والشين ، والدال ، والذال والضاد ، وبقى من الحروف أحد عشر حرفا لقيت مثلها أو مقاربها أو مجانسها وهى : الباء ، والتاء ، والثاء ، والحاء ، والراء : والسين ، والقاف والكاف ، واللام ، والميم ، والنون ، فجملة اللاقى مثله متحركا سبعة عشر ، وجملة اللاقى مجانسه أو مقاربه ستة عشر حرفا ، تفصيل السبعة عشر اللاقية مثلها ـ فالباء ـ نحو قوله تعالى : لذهب بسمعهم ، الكتاب بالحق ، وجملة ما فى القرآن من ذلك سبعة وخمسون حرفا عند من لم يبسمل بين السورتين أو عند من بسمل إذا لم يصل آخر السورة بالبسملة وهى عنده إذا وصل تسعة وخمسون حرفا لزيادة آخر الرعد وإبراهيم ـ والتاء ـ نحو ( الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما ) ونحو ( الشَّوْكَةِ تَكُونُ ) مما ينقلب فى الوقف هاء. وجملة الجميع أربعة عشر حرفا ـ والثاء ـ وهو ثلاثة أحرف : ( حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ) فى البقرة والنساء و ( ثالِثُ ثَلاثَةٍ ) فى المائدة ـ والحاء ـ فى موضعين ( النِّكاحِ حَتَّى ) ، و ( لا أَبْرَحُ حَتَّى ) فى الكهف « والراء » نحو ( شَهْرُ رَمَضانَ ) ، ( الْأَبْرارِ رَبَّنا ) وجملته خمسة وثلاثون حرفا « والسين » ( النَّاسَ سُكارى ) ، ( لِلنَّاسِ سَواءً ) كلاهما فى الحج ( الشَّمْسَ سِراجاً ) فى نوح ثلاثة مواضع لا غير « والعين » ( يَشْفَعُ عِنْدَهُ ) ثمانية عشر حرفا « والغين » ( وَمَنْ