من الشيطان الرجيم ، فإنى قرأت على جبريل : أعوذ بالله السميع العليم ؛ فقال لى قل : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ثم قال لى جبريل هكذا أخذت عن ميكائيل وأخذها ميكائيل عن اللوح المحفوظ
( وقد أخبرنى ) بهذا الحديث أعلى من هذا شيخاى الإمامان ، الولى الصالح أبو العباس أحمد بن رجب المقرئ وقرأت عليه ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، والمقرئ المحدث الكبير يوسف بن محمد السرمرى البغداديان فيما شافهنى به ، وقرأ على أبى الربيع بن أبى الجيش المذكور وأخبرنى به عاليا جدا جماعة من الثقات منهم أبو حفص عمر بن الحسن بن مزيد بن أميلة المراغى ، وقرأت عليه أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، عن شيخه الإمام أبى الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخارى ، قال أخبرنا الامام أبو الفرج عبد الرحمن بن على بن محمد بن الجوزى فى كتابه فذكره باسناده ، وروى الخزاعى ايضا فى كتابه المنتهى باسناد غريب عن عبد الله بن مسلم بن يسار قال قرأت على أبى ابن كعب فقلت اعوذ بالله السميع العليم فقال يا بنى عمن اخذت هذا؟ قل اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمرك الله عزوجل
( الثانية ) دعوى الاجماع على هذا اللفظ بعينه مشكلة والظاهر أن المراد على أنه المختار فقد ورد تغيير هذا اللفظ والزيادة عليه والنقص منه كما سنذكره ونبين صوابه وأما أعوذ فقد نقل عن حمزة فيه ، استعيذ ، ونستعيذ ، واستعذت ولا يصح. وقد اختاره بعضهم كصاحب الهداية من الحنفية قال لمطابقة لفظ القرآن يعنى قوله تعالى ( فَاسْتَعِذْ بِاللهِ ) وليس كذلك وقول الجوهرى : عذت بفلان واستعذت به أى لجأت اليه ، مردود عند أئمة اللسان بل لا يجزى ذلك على الصحيح كما لا يجزى : أتعوذ ، ولا تعوذت ، وذلك لنكتة ذكرها الإمام الحافظ العلامة أبو أمامة محمد بن على بن عبد الواحد بن النقاش رحمهالله تعالى فى كتابه اللاحق السابق والناطق الصادق فى التفسير فقال : بيان الحكمة التى لأجلها