على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح ، العربى الفصيح ، وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح ، استغناء بنفسه ، واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه. واستكبارا عن الرجوع إلى عالم بوقفه على صحيح لفظه. فإنه مقصر بلا شك ، وآثم بلا ريب ، وغاش بلا مرية. فقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « الدين النصيحة : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم »
أما من كان لا يطاوعه لسانه ؛ أو لا يجد من يهديه إلى الصواب بيانه فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ، ولهذا أجمع من نعلمه من العلماء على أنه لا تصح صلاة قارئ خلف أمى وهو من لا يحسن القراءة. واختلفوا فى صلاة من يبدل حرفا بغيره سواء تجانسا أم تقاربا ، وأصح القولين عدم الصحة كمن قرأ : الحمد بالعين أو الدين بالتاء أو المغضوب بالخاء أو الظاء ، ولذلك عد العلماء القراءة بغير تجويد لحنا وعدوا القارئ بها لحانا ؛ وقسموا اللحن إلى جلى وخفى ، واختلفوا فى حده وتعريفه ، والصحيح أن اللحن فيهما خلل يطرأ على الألفاظ فيخل إلا أن الجلى يخل اخلالا ظاهرا يشترك فى معرفته علماء القراءة وغيرهم ، وأن الخفى بخل اخلالا يختص بمعرفته علماء القراءة وأئمة الأداء الذين تلقوا من أقوال العلماء وضبطوا عن ألفاظ أهل الأداء ؛ الذين ترتضى تلاوتهم ؛ ويوثق بعربيتهم ؛ ولم يخرجوا عن القواعد الصحيحة ؛ والنصوص الصريحة ؛ فأعطوا كل حرف حقه ؛ ونزلوه منزلته وأوصلوه مستحقه ، من التجويد والاتقان ، والترتيل والاحسان قال الشيخ الامام أبو عبد الله نصر بن على بن محمد الشيرازى فى كتابه الموضح فى وجوه القراءات فى فصل التجويد منه بعد ذكره الترتيلى والحدر ولزوم التجويد فيها قال : فإن حسن الأداء فرض فى القراءة ، ويجب على القارئ أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن والتغيير اليه سبيلا. على أن العلماء قد اختلفوا فى وجوب حسن الأداء فى القرآن فبعضهم ذهب الى