ثامن عشر ربيع الآخر سنة ثمان وستين وسبعمائة بدار الحديث الاشرفية داخل دمشق قال أخبرنا أبو الحسن على بن أحمد بن عبد الواحد المقدسى قراءة عليه وأنا أسمع بسفح قاسيون قال أخبرنا الامام أبو اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندى وغيره. أخبرنا القاضى أبو بكر محمد بن عبد الباقى بن محمد الأنصارى. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكى الفقيه. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسى. ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجى. ثنا محمد بن عبد الله الأنصارى. ثنا حميد عن أنس قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : « انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قال قلت : يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه » هذا حديث صحيح متفق عليه أخرجه البخارى فى صحيحه عن مسدد عن معتمر بن سليمان عن حميد عن أنس به فكأن شيوخنا سمعوه من الكشميهنى وأخرجه الترمذى عن محمد ابن حاتم المؤدب عن محمد بن عبد الله الأنصارى كما أخرجناه وقال حديث حسن صحيح فوقع لنا سندا عاليا جدا حتى كأنا سمعناه من أصحاب أبى الفتح الكروخى وتوفى الكروخى سنة ثمان وأربعين وخمسمائة فبينى وبين النبى صلىاللهعليهوسلم فيه عشرة رجال ثقاة عدول وهذا سند لم يوجد اليوم فى الدنيا أعلى منه ولا أقرب إلى النبى صلىاللهعليهوسلم فعيناى عاشر عين رأت من رأى النبى صلىاللهعليهوسلم
وإنما ذكرت هذه الطرق وإن كنت خرجت عن مقصود الكتاب ليعلم مقدار علو الاسناد وأنه كما قال يحيى بن معين رحمة الله عليه : الاسناد العالى قربة إلى الله تعالى وإلى رسوله صلىاللهعليهوسلم ، وروينا عنه أنه قيل له فى مرض موته : ما تشتهى؟ فقال بيت خال وإسناد عال ، وقال أحمد بن حنبل : الاسناد العالى سنة عمن سلف. وقد رحل جابر بن عبد الله الانصارى رضى الله عنه من المدينة إلى مصر لحديث واحد بلغه عن مسلمة بن مخلد ، ولا يقال إنما رحل