مطارح الأنظار - ج ١

الميرزا أبو القاسم الكلانتري الطهراني

مطارح الأنظار - ج ١

المؤلف:

الميرزا أبو القاسم الكلانتري الطهراني


المحقق: مجمع الفكر الإسلامي
الموضوع : أصول الفقه
الناشر: مجمع الفكر الاسلامي
المطبعة: شريعت
الطبعة: ١
ISBN: 964-5662-50-5
الصفحات: ٧٧٦

١
٢

٣
٤

٥
٦

كلمة المجمع :

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمد وآله الطاهرين.

لقد أطبقت كلمة المحقّقين في علم الاصول على أنّ الشيخ الأعظم الأنصاري قدس‌سره هو الرائد لأرقى مرحلة من مراحل تطوّر هذا العلم التي مرّ بها ، وهي مرحلة الرقيّ والكمال العلمي التي ظهرت في أواخر القرن الثاني عشر على يد الاستاذ الوحيد البهبهاني.

فاستفاد الشيخ الأعظم من جميع الجهود التي بذلت قبله ، وقرأها ووعاها ثمّ استخدم مواهبه الفكرية ورؤيته الثاقبة في النقد والتجديد والبناء في المحتوى والمنهج ، فأصبحت مدرسته هي الممثّلة للفكر الاصولي منذ قرنين تقريبا حتى اليوم.

كما أنّ كتابه الفذّ « فرائد الاصول » أصبح محورا من المحاور المهمّة للتدريس في قسم الدراسات العليا في حوزاتنا العلمية.

ولكنّ مصنّفه هذا لم يحتو إلاّ على نصف المباحث الاصولية ، وهي مباحث الحجج والاصول العملية ، ويفتقد المباحث اللفظية التي تشكّل النصف الآخر لمباحث علم الاصول تقريبا.

٧

وقد درّس الشيخ الأعظم رحمه‌الله تلكم المباحث المذكورة وتبلورت في تقريرات تلامذته ، وكان الأبرز في هذا المجال كتاب « مطارح الأنظار » لمقرّر بحثه الميرزا أبي القاسم الكلانتري رحمه‌الله. فكان هذا المصنّف تعبيرا واضحا وأمينا عن آراء الشيخ الأعظم في مباحث الألفاظ ، وكذا في مباحث الأدلة العقلية التي لم يتطرّق لها الشيخ في فرائده.

وقد بادرت لجنة إحياء تراث الشيخ الأعظم رحمه‌الله في مجمع الفكر الإسلامي إلى طبع تراث الشيخ قدس‌سره بما فيه كتاب « فرائد الاصول » طبعة محقّقة أنيقة والحمد لله ، ونظرا لضرورة عرض الفكر الاصولي للشيخ الأعظم الأنصاري في سائر مجالات علم الاصول ، قامت اللجنة بتحقيق كتاب « مطارح الأنظار » وإخراجه في ثوبه الجديد.

وها نحن نقدّم هذا السفر القيّم لعلمائنا الأعلام وحوزاتنا العلمية الكريمة ، راجين لهم من الله سبحانه التوفيق والسداد لخدمة الدين الحنيف.

مجمع الفكر الإسلامي

شوّال ١٤٢٤ هـ

٨

مقدّمة التحقيق :

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

وبعد سنتطرّق في هذه المقدّمة أوّلا إلى نبذة من حياة المؤلّف قدس‌سره ثمّ نبحث عن الكتاب ومسيرته التحقيقيّة إن شاء الله تعالى.

نبذة من حياة المؤلف

هو الميرزا أبو القاسم بن محمد علي بن هادي النوري الكلانتري الطهراني.

لقّب بـ « النوري » نسبة إلى مدينة نور بمحافظة مازندران في شمال إيران ، حيث كانت موطن أجداده ؛ وب « الكلانتري » (١) نسبة إلى خاله محمود خان النوري الذي تولّى في طهران منصب كلانتر ، وهو رئيس الأصناف التجارية في عهد ناصر الدين شاه القاجاري.

__________________

(١) كلانتر : كلمة فارسية تتكوّن من : « كلان » بمعنى كبير ، و « تر » علامة التفضيل. ولها معان ، منها : محافظ المدينة ورئيس نقابة التجّار ورئيس عشيرة ورئيس مخفر الشرطة. انظر فرهنگ معين ، ولغت نامه دهخدا ، والمعجم الفارسي الكبير : « كلانتر ».

٩

ولادته :

ولد قدس‌سره بطهران في الثالث من ربيع الثاني سنة ( ١٢٣٦ ه‍ ) أيام الملك فتحعلي شاه القاجاري.

أسرته :

١ ـ جدّه الحاج هادي النوري ، وكان من التجار الأخيار المعروفين في مدينة نور بمازندران. هاجر منها مع أهله إلى طهران وسكن فيها.

٢ ـ أبوه الحاج محمد علي النوري ، وكان مع ثلّة التجار المشتغلين بطلب العلم.

٣ ـ أمّه ، وهي اخت الميرزا محمود خان النوري ، من بيت شرف وتقوى بطهران.

وقد خلّف أولادا لا نعرف منهم إلاّ :

٤ ـ نجله الأكبر الميرزا محمد علي الطهراني ، وهو عالم فاضل عاش في طهران ، وتوفّي بعد أبيه بقليل ودفن بجواره في مرقد السيد عبد العظيم الحسني بالري.

٥ ـ ولده الأصغر الميرزا أبو الفضل الطهراني ، وكان فقيها حكيما شاعرا وأديبا. ولد سنة ( ١٢٧٣ ه‍ ) بطهران. قرأ على والده وجماعة من الأعلام أمثال السيد المجدد الشيرازي والميرزا حبيب الله الرشتي والشيخ محمد رضا القمشئي والميرزا أبي الحسن جلوه الفقه والاصول وغيرها. له كتب كثيرة ، منها : « شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور » و « حاشية الأسفار » و « ديوانه » وقد احتوى على أبيات كثيرة في مدح المعصومين ومدح استاذه السيد محمد محسن الشيرازي ، و « صدح الحمامة في أحوال الوالد العلاّمة » كتب فيه حياة والده ، توفي بطهران سنة ( ١٣١٦ ه‍ ) ودفن في مقبرة والده بجوار السيد عبد العظيم الحسني.

١٠

٦ ـ حفيده الميرزا محمد بن أبي الفضل الثقفي الطهراني مؤلف تفسير « روان جاويد » ولد سنة ( ١٣١٣ ه‍ ) بطهران ودرس على آقا ميرزا كوچك الساوجي وآقا شيخ بزرگ الساوجي ، ثم هاجر إلى قم المقدسة وتلمّذ في المعقول على السيد أبي الحسن الرفيعي القزويني وقرأ الفقه والاصول على جماعة ، منهم : الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ومنحه إجازة الاجتهاد. له تأليفات كثيرة ، منها : « غرر الفوائد في الحاشية على درر الفوائد » لاستاذه الشيخ عبد الكريم الحائري و « تقريرات مبحث النكاح » لاستاذه الحائري ، وغيرهما.

وفاته :

نظرا لكثرة مطالعته وتأليفه الكتب المتعدّدة لذا فقد لحقه مرض الرمد ، وعلى أثره اصيب بالعمى في أواخر عمره ، فلزم بيته طوال فترة حتى دنا أجله والتحق بالرفيق الأعلى ، وذلك في مدينة طهران في الثالث من ربيع الثاني سنة ( ١٢٩٢ ه‍ ) ، ودفن في مدينة الري بجوار مرقد السيد عبد العظيم الحسني بمقبرة أبي الفتوح الرازي بظهر مرقد حمزة بن موسى عليه‌السلام.

ومن الطريف أنّه توفّي في نفس التاريخ الذي ولد فيه ، وقد بلغ عمره الشريف (٥٦) عاما دون زيادة أو نقصان.

وقد رثاه نجله الأديب الشاعر الميرزا أبو الفضل الطهراني بقصيدة يائية مطلعها :

دع العيش والآمال واطو الأمانيا

فما أنت طول الدهر والله باقيا

إلى أن قال :

رمى الدهر من سهم النوائب ماجدا

أغرّ كريما طاهر الأصل زاكيا

١١

هماما من العلياء في عقر دارها

أناخ ويوم الفخر فاق الأعاليا

وعلاّمة الدنيا وأوحد أهلها

ومن كان عن سرب العلوم محاميا (١)

حياته العلمية :

تعلّم القراءة والكتابة وبعض مقدّمات العلوم الدينية لدى علماء مدينته. كان يمتاز بذكاء مفرط ونبوغ كبير في تلقّي الدروس العلمية ، والإحاطة بها.

سافر مع عمّه حدود سنة ( ١٢٤٦ ه‍ ) ـ وهو ابن عشر سنين ـ إلى حوزة أصفهان العلمية ـ وهي من المراكز العلمية المهمّة آنذاك ـ وبقي فيها ثلاث سنين ، وأتقن خلالها مقدمات العلوم ، ثم عاد إلى طهران فمكث فيها سنتين.

ثمّ هاجر إلى العراق في نحو سنة ( ١٢٥١ ه‍ ) ـ وهو بسنّ الخامسة عشرة ـ لإكمال دراسته ، فمكث في العتبات المقدسة بعض سنين ، ولكن لمّا لم يتيسّر له المكوث هناك بسبب ضنك العيش رجع إلى طهران ثانية في سنة ( ١٢٥٣ ه‍ ) تقريبا. وحيث قد استوعب علوم الأدب التحق بمدرسة المروي وأخذ العلوم العقلية فيها عن الملاّ عبد الله الزنوزي ، والفقه والاصول عن عدد من أساتذتها ، منهم : الشيخ جعفر بن محمد الكرمانشاهي.

عرف بالفضل والعلم عند علماء زمانه فأشاروا عليه بالعودة إلى العراق ، فهاجر إليه سنة ( ١٢٥٦ ه‍ ) وهو آنذاك ابن عشرين سنة ، فقرأ في مدينة كربلاء على الفقيه الكبير السيد إبراهيم القزويني ـ المعروف بصاحب الضوابط ـ ولازمه في درسي الفقه والاصول.

__________________

(١) وهذه القصيدة مطبوعة في ديوانه : ٣٩٠ ـ ٤٠٤ في (٢٣٠) بيتا.

١٢

وقد حدثت في سنة ( ١٢٥٨ ه‍ ) واقعة هجوم محمد نجيب باشا العثماني على كربلاء وأدّت إلى قتل سكّانها ، فاضطرّ قدس‌سره إلى الخروج منها ، فهاجر إلى أصفهان حتى هدأت الفتنة ، فعاد بعدها إلى محلّ هجرته واستقرّ به المقام في النجف الأشرف ملتحقا بحوزتها العلمية التي كانت تعتبر أكبر الحوزات الشيعية.

فحضر درس خاتم المجتهدين الشيخ مرتضى الأنصاري قدس‌سره ما يقرب من عشرين سنة ، وأصبح يتعاظم منزلة يوما فيوما حتى ذاع صيته ونبغ في الوسط العلمي من بين أقرانه وصار أحد أركان حوزته ومعتمد استاذه ومقرّر أبحاثه ، وفي حينها صرّح استاذه باجتهاده في مواقع من مجالسه ، واشتهرت علميّته وفضله ، فكان بعد فراغ استاذه من الدرس يقرّر ما أخذه في الفقه والاصول لجماعة من أقرانه وجلسائه في حلقة الدرس.

عزم على الرجوع إلى طهران سنة ( ١٢٧٧ ه‍ ) ، فالتقى استاذه الشيخ الأنصاري فطلب منه الشيخ الأعظم القيام بوظيفته الشرعية أينما حلّ وارتحل ، وبذلك أصبح قدس‌سره من زعماء الدين الذين يشار إليهم بالبنان ، فعاد مرجعا في الفتيا والتدريس ونشر العلم وسائر أحكام الدين. وكان يحضر دروسه جمع غفير من العلماء والفضلاء ، فدرّس الفقه والاصول (٧) سنوات في مدرسة المروي.

تلامذته :

١ ـ نجله الميرزا أبو الفضل الطهراني ( ت ١٣١٦ ه‍ ). وقد روى عنه بطريقه.

٢ ـ الشيخ محمد صادق الطهراني المعروف بـ « البلور » ، ( ت ١٣١٧ ه‍ ).

٣ ـ الملاّ علي بن فتح الله النهاوندي النجفي ( ت ١٣٢٢ ه‍ ).

٤ ـ الشيخ علي أكبر بن محمد مهدي الحكمي ( ت ١٣٢٢ ه‍ ).

١٣

٥ ـ الشيخ حسن علي الطهراني ( ت ١٣٢٥ ه‍ ).

٦ ـ الشهيد الشيخ فضل الله النوري ( ١٣٢٧ ه‍ ).

٧ ـ السيد حسين بن صدر الحفّاظ القمّي الطهراني ( ت ح ١٣٣٥ ه‍ ).

٨ ـ الملاّ حبيب الله الشريف الكاشاني ( ت ١٣٤٠ ه‍ ) ، تلمذ عليه شطرا من اصول الفقه.

٩ ـ الشيخ عبد النبي النبوي النوري ( ت ١٣٤٤ ه‍ ).

مؤلّفاته :

إضافة إلى مهارته واضطلاعه في أغلب العلوم فإنّه رحمه‌الله يعتبر أحد جهابذة العلماء في الفقه والاصول ، وقد ترك أسفارا جمّة أغنى المكتبة الإسلامية بها ، وإليك عناوين ما وقفنا عليه من تراثه القيّم :

١ ـ التقريرات في الفقه :

أطلق عليه الشيخ الطهراني في الذريعة ( ١٦ : ٢٨٢ ) اسم « الفقه الاستدلالي » ، وقد احتوى على محاضرات استاذه الشيخ الأنصاري في أبواب : الطهارة وصلاة المسافر والزكاة والغصب والوقف واللقطة والرهن والإجارة وإحياء الموات والقضاء والشهادات ، ولكن لم نعثر على مخطوطته إلاّ على بحث القضاء والشهادات منها في مكتبة كلّية الإلهيات بمدينة مشهد المقدسة برقم (٨٩٣). ( راجع : فهرستها ، فهرست الكلية ٢ / ٥٨ ).

٢ ـ التقريرات في اصول الفقه :

تضمن محاضرات استاذه الشيخ جعفر بن محمد الكرمانشاهي الطهراني التي ألقاها بطهران ، وهو جزءان ، ألّفه سنة ( ١٢٦٦ ه‍ ). رأى الشيخ آقا بزرك الطهراني

١٤

مخطوطته. ( راجع الذريعة ٤ : ٣٦٩ ).

٣ ـ رسالة في بعض فروع الإرث :

وهي رسالة في الردّ على « الرسالة الإرثية » لمعاصره السيد إسماعيل البهبهاني ( ت ١٢٩٥ ه‍ ) من علماء طهران ، كان قد حكم فيها بإثبات وارثية رجل اسمه رجب ولد من جارية لرجل يقال له : عزيز الله بن أحمد الطهراني. ألّفها باللغة العربية سنة ( ١٢٨٧ ه‍ ) ، ثم ترجمها إلى الفارسية لاستفادة العموم ، مخطوطتها في مكتبة معهد الشهيد مطهّري العالي في طهران برقم (٢٤٢٦). ( فهرستها : فهرست مكتبة مدرسة الشهيد المطهري ١ : ٤١٨ ).

٤ ـ رسالة في المشتقّ :

وهي بحث في تحرير محلّ نزاع الاصوليّين بشأن الامور السبعة للمشتقّ ، وذكر الأقوال في المسألة ، وفي خاتمتها تنبيهات أربعة وتذنيبان. أشار الشيخ الطهراني في الذريعة ( الذريعة ٢١ : ٤٠ ) إلى أنّ مضامينها قد درجت في « مطارح الأنظار » لكن لم نجدها في المطبوع منه ، ولم يعثر على مخطوطتها. وقد طبعت الرسالة مرّتين : الاولى بطهران سنة ( ١٣٠٥ ه‍ ) ضمن مجموعة رسائل الشيخ الأنصاري ، والثانية بقم سنة ( ١٤٠٤ ه‍ ) ضمن « مجموعة رسائل فقهية واصولية ».

٥ ـ مطارح الأنظار :

وهو هذا السفر الذي بين يديك ، وسيأتي الكلام عنه.

قالوا فيه :

ذكر أرباب المعاجم وأهل التراجم الرجالية آراءهم فيه ، وما قاله العلماء والأفاضل من أساتذته ومعاصريه وتلامذته من مدحهم وإطرائهم له وجزيل

١٥

الثناء عليه ، نسرد هنا بعضا ممّا جاء في إجلالهم وتكريمهم له :

١ ـ قال ابنه الفاضل الميرزا أبو الفضل رحمه‌الله في شأن أبيه :

« حكيم الفقهاء الربّانيين ، وفقيه الحكماء الإلهيّين ، وحيد عصره وزمانه ، وفريد دهره وأوانه ، علاّمة العلماء والمجتهدين ، وكشّاف حقائق العلوم بالبراهين » (١).

٢ ـ قال فيه الخطيب الشهير الملاّ محمد باقر الواعظ وهو أحد معاصريه :

« علاّمة العلماء العاملين ، وفحل الفضلاء المحقّقين ، مقرّر الفروع والاصول ، جامع المعقول والمنقول ، الأديب الأريب ، المحقّق المدقّق الورع العالم ، واستاذ أساتيذ الأعاظم ، الحاج ميرزا أبو القاسم الرازي الطهراني ، أفاض الله عليه شآبيب الغفران ، وأسكنه في أعلى مساكن الجنان » (٢).

٣ ـ قال تلميذه الملاّ حبيب الله شريف الكاشاني :

« كان من أكابر تلامذة الشيخ المرتضى ، فاضلا كاملا ، ومجتهدا فقيها اصوليا ، حكيما عارفا ، ذا سليقة مستقيمة وفطانة قويمة ، وكان حاذقا ماهرا في الفقه والاصول ، مسلّما عند الفحول ... » (٣).

٤ ـ عبّر عنه معاصره الشيخ الآخوند محمد كاظم الخراساني بـ « بعض الأفاضل المقرّر لبحثه » أو « بعض الأجلّة » (٤).

__________________

(١) الكرام البررة ١ : ١٦٠ ، عن كتاب صدح الحمامة في أحوال الوالد العلاّمة لابن المترجم له.

(٢) مقدمة ديوان ابنه الميرزا أبي الفضل الطهراني.

(٣) لباب الألقاب : ١١١.

(٤) كفاية الاصول : ٩٦ و ١٧١.

١٦

٥ ـ قال الميرزا محمد مهدي الكهنوئي الكشميري :

« كان من أعاظم المجتهدين ، وأكابر العلماء العاملين ، المقدّس المتورّع ، وصاحب المراتب الجليلة والمناقب الفخيمة ... » (١).

٦ ـ قال عنه المحدّث الشيخ عباس القمّي رحمه‌الله : « عالم فاضل محقّق مدقّق فقيه اصولي » (٢).

٧ ـ قال بشأنه السيد محسن الأمين العاملي :

« كان المترجم له من عباد الله الصالحين ، وفي أيام قراءته على الشيخ مرتضى كان من وجوه تلاميذه ، وكان بعد فراغ استاذه من الدرس في علمي الاصول والفقه يعيده ويقرّره لجماعة من حاضري الدرس » (٣).

٨ ـ قال الشيخ آقا بزرك الطهراني فيه :

« من أعاظم علماء عصره ... كان من الصلحاء الأتقياء المتورّعين ، لم يأل جهدا في إعلاء كلمة الحقّ وتأييد المذهب والدين ... أصبح أحد أركان حوزة الأنصاري ومن عمد ذلك المعهد الشريف ، وصار معتمد أستاذه ومقرّر بحثه ... » (٤).

٩ ـ قال حفيده الشيخ محمد الثقفي الطهراني في وصف جدّه :

« كان جنابه معروفا بين أهل العلم بأنّ من تلمذ عنده بلغ رتبة الاجتهاد ، بل الإفتاء » (٥).

__________________

(١) تكملة نجوم السماء ١ : ٤٦٩.

(٢) الكنى والألقاب ١ : ١٤٤.

(٣) أعيان الشيعة ٢ : ٤١٤.

(٤) الكرام البررة ١ : ٥٩ ـ ٦٠.

(٥) مقدمة ديوان ابنه الميرزا أبي الفضل الطهراني.

١٧

مطارح الأنظار ومسيرة تحقيقه

وهو تقريرات لمحاضرات استاذه الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري في علم اصول الفقه ، ألّفه بعناوين « هداية ... هداية » وضمّنه العناوين الآتية :

الصحيح والأعمّ ، اجتماع الأمر والنهي ، الإجزاء ، مقدمة الواجب ، مسألة الضدّ ، العام والخاصّ ، المجمل والمبيّن ، المطلق والمقيّد ، المفهوم والمنطوق ، المشتقّ ، الاستصحاب ، أصالة البراءة ، حجيّة القطع ، حجيّة الظنّ ، الحسن والقبح العقليين والشرعيين ، الاجتهاد والتقليد ، التعادل والتراجيح.

فكان الكتاب يحتوي على أغلب مباحث الاصول ، ولما تصدّى ابن المؤلف الميرزا أبو الفضل الطهراني لترتيب الكتاب وطبعه اكتفى بالمباحث التي لم يذكرها الشيخ الأنصاري في فرائده فاختار من تقريرات والده مباحث الألفاظ والأدلة العقلية والاجتهاد والتقليد وسمّاه بـ « مطارح الأنظار » ورتّبه كما يلي :

الصحيح والأعمّ ، الإجزاء ، مقدمة الواجب ، التجرّي ، مسألة الضدّ ، اجتماع الأمر والنهي ، اقتضاء النهي الفساد ، المفاهيم ، العام والخاصّ ، المطلق والمقيّد ، المجمل والمبيّن ، الأدلّة العقلية ، الاجتهاد والتقليد.

انتشر الكتاب انتشارا واسعا في الأوساط العلمية المختصّة ؛ لأنّه مثّل الحلقة المفقودة لآراء الشيخ الأنصاري في مباحث الألفاظ والأدلّة العقلية ؛ ولأنّ مقرّره يتمتّع بمنزلة علمية سامية زكّاها الشيخ الأنصاري نفسه وصرّح باجتهاده وفضله مرارا ، ولشخصية جامعه والمشرف على طباعته حيث عرف بفضله ودقّته ووفائه للعلم ولدور والده فيه.

١٨

واستقطب اهتمام العلماء وحرصهم على الاستفادة منه أو جعله محورا لبحوثهم أو تعليقاتهم ، فمثلا نقل عنه كثيرا الآخوند محمد كاظم الخراساني في كتابه المشهور « كفاية الاصول » وأشار إليه بـ « ما أفاده بعض الأفاضل المقرّر لبحثه » ، و « على ما في تقريرات بعض الأجلّة » ، و « تقريرات بحث شيخنا الاستاذ » (١) ، ويمكن أن يقال : إنّ كلّ ما ذكره في كتابه من آراء الشيخ الأنصاري في مباحث الألفاظ مأخوذ من « مطارح الأنظار » ، كما نقل عنه كثير من أعلام علم الاصول فيما يخصّ تلك المباحث.

وعلّق عليه كلّ من الشيخ مهدي الحكمي القمّي ( ت ١٣٦٠ ه‍ ) (٢) ، والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي وسمّاه بـ « مسارح الأفكار في توضيح مطارح الأنظار » (٣).

إضافة إلى ما حازه من تقاريظ وثناء الكتّاب عليه ، فذكره السيد محسن الأمين قائلا : « سمّي مطارح الأنظار ، ولاقى رواجا عظيما ؛ لأنّه من أحسن ما قرّر فيه مطالب الشيخ مرتضى » (٤) ، وأطراه السيد مير جلال الدين الحسيني المعروف بـ « المحدث الارموي » بهذه الأسطر : « من أمعن النظر في كتابه مطارح الأنظار علم أنّ ما ذكره ابنه في حقّه ليس بجزاف ، فكيف لا وقد سمعت من بعض جهابذة فن الاصول يقول : لم يصنّف في اصول الفقه مثله. فهو شاهد صدق ودليل متين وبينة

__________________

(١) كفاية الاصول : ٩٦ ، ١٧١ ، ٢١٩.

(٢) المسلسلات للسيد المرعشي ٢ : ٣٤٣.

(٣) المسلسلات للسيد المرعشي ١ : ٢٩.

(٤) أعيان الشيعة ٢ : ٤١٤.

١٩

واضحة على كونه في غالب العلوم ، ولا سيما فن الاصول ، في أعلى درجة الكمال » (١).

نسخ التحقيق :

استندنا في تحقيق كتاب « مطارح الأنظار » إلى النسخ الآتية :

١ ـ نسخة مؤسسة آل البيت عليهم‌السلام المطبوعة في قم سنة ( ١٤٠٤ ه‍ ) بالاوفست عن النسخة الحجرية التي جمعها نجل المؤلّف ورتّبها وأشرف على طبعها في طهران سنة ( ١٣٠٨ ه‍ ) بالقطع الرحلي وفي (٣٠٧) صفحة ، ورمزنا لها بالحرف « ط ».

٢ ـ نسخة مصوّرة عن مخطوطة مكتبة مجلس الشورى الإسلامي في طهران برقم (٧٦١٣) ضمّت (٢١٦) صفحة ، وقد رمزنا لها بالحرف « م ».

٣ ـ نسخة مصوّرة عن مخطوطة مكتبة المرعشي النجفي في قم برقم (٣٢٠٦) ، ضمّت (٢٨٥) صفحة ، ورمزنا لها بالحرف « ع ».

مراحل التحقيق والمشاركون فيها :

مرّ هذا الكتاب بعدّة مراحل خلال تحقيقه نذكرها بالنحو الآتي :

أ ـ مقابلة النسخ ، تصدّى عدد من الإخوة إلى مقابلتها على النسخ المعتمدة وأثبتوا الاختلافات فيما بينها ، وهم :

١ ـ حجّة الإسلام والمسلمين السيد جواد شفيعي.

٢ ـ الشيخ صادق الحسّون.

٣ ـ الشيخ رعد المظفّر.

٤ ـ الشيخ مضر فرج الله.

__________________

(١) ديوان الميرزا أبي الفضل الطهراني ( المقدمة ).

٢٠