محاضرات في أصول الفقه - المقدمة

محاضرات في أصول الفقه - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : أصول الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٦٩

١
٢

٣
٤

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصّلاة على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين ، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

وبعد ، فهذا هو الجزء الأوّل من كتابنا « محاضرات في أُصول الفقه » وهو مشتمل على ما استفدته من تحقيقاتٍ عاليةٍ ومطالبَ شامخةٍ وأفكارٍ مبتكرةٍ من مجلس درس سيِّدنا الاستاذ الأفخم فقيه الطائفة سماحة آية الله العظمى السيِّد أبو القاسم الخوئي ، إذ عكفت ضمن المئات من الطلاّب على مجلس درسه الشريف في جامعة العلم الكبرى « النجف الأشرف » التي أسندت إليها زعامتها ، وألقت بين يديه مقاليدها ، فقام بالعبأ خير قيام في محاضراته وبحوثه ، وتربّى على يديه الكريمتين جيل بعد جيلٍ من الأفاضل الأعلام.

وإنِّي إذ أبتهل إلى المولى سبحانه أن يوفّقني لإلحاق الجزء الثاني بهذا الجزء في الطبع ، أسأله تعالى أن يمتّعنا وعموم المسلمين بدوام وجود استاذنا الأفخم ويديم أيام إفاداته العامرة ، وما توفيقي إلاّبالله عليه توكّلت وإليه انيب.

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد

من الضروري الذي لايشكّ فيه أحد أنّ الشريعة الإسلامية المقدّسة تشتمل على أحكام إلزامية ، من وجوبات وتحريمات تتكفّل بسعادة البشر ومصالحهم المادِّية والمعنوية ، ويجب الخروج عن عهدتها وتحصيل الأمن من العقوبة من ناحيتها بحكم العقل. وهذه الأحكام ليست بضرورية لكل أحد بحيث يكون الكل عالمين بها ، من دون حاجة إلى تكلف مؤونة الإثبات وإقامة البرهان عليها.

نعم ، عدّة منها أحكام ضرورية أو قطعية فيعلمها كل مسلم ، من دون حاجة إلى مؤونة الإثبات والاستدلال.

ولكن جلّها نظريّات تتوقف معرفتها وتمييز موارد ثبوتها عن موارد عدمها على البحث والاستدلال ، وأنّ ذلك يتوقّف على معرفة قواعد ومبادئ تكون نتيجتها معرفة الوظيفة الفعلية وتشخيصها في كل مورد ، وأنّ هذه القواعد هي القواعد الاصولية ، فهي مبادٍ تصديقية لعلم الفقه المتكفل لتشخيص الوظيفة الفعلية في كل مورد بالنظر والدليل ، وأنّ المباحث الاصولية قد مهدت واسست لمعرفة هذه القواعد وتنقيحها.

٧