سرور أهل الإيمان

السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي

سرور أهل الإيمان

المؤلف:

السيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي النجفي


المحقق: الشيخ قيس العطّار
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 964-397-117-1
الصفحات: ١٧٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.

وبعد ، فإنّ اقدم نزاع وأبعده أثرا في الإسلام والمسلمين ، هو النزاع حول الإمامة والخلافة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن هو صاحب الحقّ بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هذا النزاع الذي أثير وثارت بوادره بشكل صارخ قبيل وفاة الرسول الأكرم محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ حيث منع عمر بن الخطّاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله من كتابة الكتاب الّذي لن يضلوا بعده أبدا (١) ، وقفز القوم على منبر الرسالة وفعلوا ما فعلوا ممّا هو مسطور مذكور.

قال الشهرستاني وهو يعدّد الاختلافات الواقعة في حال مرض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبعد وفاته بين الصحابة : الخلاف الخامس في الإمامة ، وأعظم خلاف بين الامّة خلاف الإمامة ، إذ ما سلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينيّة مثل ما سلّ على الإمامة في كلّ زمان ...

ونتيجة لظلم الظالمين وطمع الطامعين أقصي أمير المؤمنين ـ ومن ورائه أهل البيت عليهم‌السلام ـ عن منصب الخلافة الإلهيّة ، فصارت الخلافة تتداولها تيم وعدي

__________________

(١) قال العيني في عمدة القاري ٢ : ١٧١ : واختلف العلماء في الكتاب الذي همّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بكتابته ، قال الخطّابي : يحتمل وجهين ، أحدهما أنّه أراد أن ينصّ على الإمامة بعده ، فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفّين ...

١

واميّة ومن لفّ لفّهم وحذا حذوهم ، وجرّ ذلك الويلات على الإسلام والمسلمين ، فقتل أمير المؤمنين عليه‌السلام في محرابه ، وسمّ الإمام المجتبى عليه‌السلام بتدبير معاوية الأموي وتنفيذ جعدة بنت الأشعث ، وقتل الإمام الحسين عليه‌السلام مظلوما عطشانا في صحراء كربلاء ، وسيق الإمام السجّاد عليه‌السلام وآل النبي كما يساق الاسارى إلى الشام ، وبقي أئمّة آل محمّد مظلومين مقهورين مشرّدين مبعدين مسجونين ، وقضوا مسمومين مضطهدين.

حتّى إذا قرب بزوغ فجر الإمام الثاني عشر الحجّة ابن الحسن عليهما‌السلام ، حاولت أغربة الظلم وأده في مهده ، وخنق النهار من مطلعه ، ولكنّ الحكمة الإلهيّة والتدبير الربّاني اقتضى أن يغيب هذا الإمام غيبتين ؛ صغرى وكبرى ، حتّى يأذن الله بفرج آل محمّد ، وتملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت جورا وظلما.

يريد الجاحدون ليطفئوه

ويأبى الله إلاّ أن يتمّه

وهنا دأب الظالمون ـ لمّا أعيتهم القدرة الربانيّة عن أن ينالوا منالا من الإمام المهديّ عجّل الله فرجه ـ على جحد هذا الإمام الهمام ؛ استمرارا بحقدهم الدفين على محمّد وآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، رغم كلّ الآيات الباهرات ، والدلالات الواضحات ، والمعجزات الناصعات ، ورغم كلّ الأحاديث النبويّة الشريفة ، والحقائق التاريخيّة والعقائديّة.

وفي الطرف الآخر ، نجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأئمّة المعصومين عليهم‌السلام يلقون الحجّة تلو الحجّة ، والدليل بعد الدليل ، والعلامة بعد العلامة ، على وجود هذا الإمام ووجوب الاعتقاد بإمامته ، وأنّ من مات لا يعرفه يموت ميتة جاهليّة ، وأنّه عليه‌السلام معروف بحسبه ونسبه ، ولظهوره علامات ودلائل ، ولأيّامه خصوصيّات

٢

ومقوّمات ، ومحلّ خروجه مكّة المكرّمة ، وعدّة أصحابه المخلصين مذكورة ، ووو ... ممّا لا يدع مجالا للشك فيه صلوات الله عليه ، اللهمّ إلاّ أن ينكر كلّ ذلك من ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.

وقد جدّ أصحاب الأئمّة وأتباعهم ـ وفي أحلك الظروف ـ في حفظ تلك المرويّات وتدوينها ونشرها ، إحقاقا للحقّ ودحضا للباطل ، فكانوا يسألون الأئمّة عن كلّ خصوصيّات الظهور وعلاماته وكيفيّته ومن يتبع الحقّ ومن يرفضه ووو ...

ومن هنا وجدنا في هذا المضمار روايات جمّة ، وفصولا ضمن كتب ، ومؤلّفات مستقلّة ، كلّها تعنى بهذا الشأن ، وتحفظ الحقيقة بأنصع صورها وأجلاها ، وقد دوّنت منذ زمان الأئمّة عليهم‌السلام حتّى يومنا الحاضر ، نذكر منها بعض كتب هؤلاء الأعلام لئلاّ يخلو منها المقام :

١ ـ الحسن بن علي بن أبي حمزة سالم البطائني ، من الواقفة ، أي بعد ١٨٣ ه‍.

٢ ـ أبو الحسن الطاطري ، علي بن الحسن بن محمّد الطائي الجرمي ، من الواقفة ، أي بعد ١٨٣ ه‍.

٣ ـ أبو الحسن علي بن عمر الأعرج الكوفي الواقفي ، أي بعد ١٨٣ ه‍.

٤ ـ أبو الفضل العبّاس بن هشام الناشري ، المتوفّى سنة ٢٢٠ ه‍.

٥ ـ الفضل بن شاذان النيسابوري ، المتوفّى سنة ٢٦٠ ه‍.

٦ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي ، كان حيّا سنة ٢٦٩ ه‍.

٧ ـ أبو العبّاس عبد الله بن جعفر بن الحسين الحميري القمّي ، كان حيّا في سنة ٢٩٠ ونيّف.

٨ ـ أبو جعفر محمّد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني ، المعروف بابن أبي العزاقر ، المقتول سنة ٣٢٣ ه‍.

٣

٩ ـ أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب ، المعروف بابن أبي زينب النعماني ، كان حيّا سنة ٣٢٧ ه‍.

١٠ ـ أبو بكر محمّد بن القاسم البغدادي ، معاصر لابن همام ، المتوفّى سنة ٣٣٢ ه‍.

١١ ـ أبو الحسن سلامة بن محمّد بن أسماء بن عبد الله الأزوني ، المتوفّى سنة ٣٣٩ ه‍.

١٢ ـ أبو محمّد ـ الطبري المعروف بالمرعش ـ الحسن بن حمزة بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن الحسين بن السجّاد عليه‌السلام ، المتوفّى سنة ٣٥٨ ه‍.

١٣ ـ أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، المعروف بابن أخي طاهر ، المتوفّى سنة ٣٥٨ ه‍.

١٤ ـ أبو إسحاق إبراهيم بن صالح الأنماطي الكوفي الأسدي ، يرويه عنه ابن قولويه ـ المتوفّى سنة ٣٦٨ ه‍ ـ بواسطة واحدة.

١٥ ـ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمّال ، الشهير بالصفواني ، من تلامذة الشيخ الكليني ، المتوفّى سنة ٣٢٩ ه‍.

١٦ ـ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي ، الملقّب بالشيخ الصدوق ، المتوفّى سنة ٣٨١ ه‍.

١٧ ـ أبو الحسن القزويني ، حنظلة بن زكريّا بن حنظلة بن خالد بن العيار التميمي ، يرويه بواسطة واحدة أحمد بن الحسين الغضائري الذي هو استاذ النجاشي ـ المتوفّى سنة ٤٥٠ ه‍ ـ ومن معاصري الشيخ الطوسي.

١٨ ـ أبو الحسن عليّ بن محمّد بن علي بن عمر بن رباح السواق القلاّء ، يرويه عنه النجاشي المتوفّى سنة ٤٥٠ ه‍ بواسطتين.

٤

١٩ ـ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن موسى ، المعروف بابن الجندي ، وهو استاذ النجاشي المتوفّى سنة ٤٥٠ ه‍.

٢٠ ـ أبو عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي ، الملقّب بالشيخ المفيد ، المتوفّى سنة ٤١٣ ه‍.

٢١ ـ أبو الفرج المظفّر بن علي بن الحسين الحمداني ، قرأ على الشيخ المفيد المتوفّى سنة ٤١٣ ه‍.

٢٢ ـ أبو القاسم عليّ بن الحسين بن موسى بن محمّد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام ، المعروف بالشريف المرتضى ، المتوفّى سنة ٤٣٦ ه‍.

٢٣ ـ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي ، المعروف بشيخ الطائفة ، المتوفّى سنة ٤٦٠ ه‍.

٢٤ ـ محمّد بن زيد بن علي الفارسي ، قرأ عليه المفيد عبد الرحمن النيسابوري ، المتوفّى بعد سنة ٤٧٦ ه‍.

٢٥ ـ الأشرف بن الأغر بن هاشم ، المعروف بتاج العلى العلوي الحسيني ، المتوفّى سنة ٦١٠ ه‍.

٢٦ ـ السيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد النيلي النجفي ، الذي كان حيّا سنة ٨٠٣ ه‍ (١).

__________________

(١) الكتب المذكورة كلّها بعنوان « الغيبة » ، وهناك كتب اخرى كثيرة في هذا المجال كتبت بعناوين اخرى ، مثل كتاب الصفة في الغيبة لعبد الله بن جبلة الكناني وكمال الدين وغيرهما ، لم نذكرها روما للاختصار.

٥

المؤلّف :

هو السيّد علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد بن حسن بن علي بن محمّد بن علي بن عبد الحميد بن عبد الله بن اسامة بن أحمد بن علي بن محمّد ابن عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام (١).

ولادته :

لم ينصّ المترجمون للسيّد المؤلّف على سنة ولادته ، لكنّ الظاهر أنّ سنة ولادته هي حدود سنة ٧٤٠ ه‍ فما قبلها ، لأنّ أحد مشايخه هو السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني المتوفّى سنة ٧٥٤ ه‍ ، فأقلّ ما يفترض بشكل طبيعي للتلمذة هو أن يكون عمر السيّد المؤلّف ١٤ عاما حين التلمذة ، فتكون ولادته حدود سنة ٧٤٠ ه‍.

مشايخه :

١ ـ سعيد بن رضي الدين البغدادي ، أو سعيد بن أحمد بن الرضي (٢).

٢ ـ جدّه السيّد عبد الحميد بن عبد الله بن أحمد ، وقد صرّح بالنقل والرواية عنه في كتابيه « الدرّ النضيد » و « الأنوار المضيئة » (٣).

__________________

(١) النسب كاملا مأخوذ عن منتخب الأنوار المضيئة عن المؤلّف نفسه في كتابه الأنوار المضيئة.

(٢) انظر الحديث ١٥ من كتاب « السلطان المفرّج عن أهل الإيمان » إذ يبدو أنّه ينقل عنه مباشرة.

(٣) انظر الذريعة ٨ : ٨٢ ، ٢ : ٤١٥ ، ومقدمة منتخب الأنوار المضيئة : ٢١.

٦

٣ ـ عبد الرحمن بن محمّد بن إبراهيم العتائقي الحلّي ، المتوفّى حدود سنة ٧٩٠ ه‍ ، لأنّه فرغ من كتابه « صفوة الصفوة » سنة ٧٨٧ ه‍ ، والعتائقي من علماء الحلّة ، ولد وتعلّم فيها ، ومال إلى الفلسفة والتاريخ ، وساح في فارس وغيرها سنة ٧٤٦ ه‍ ، وأقام في أصفهان ، ثمّ عاد إلى الحلّة ، ثمّ رحل إلى النجف ، والعتائقي نسبة إلى العتائق قرية من قرى الحلّة (١). وله مؤلّفات كثيرة.

قال السيّد النيلي : ومن ذلك بتاريخ صفر لسنة خمس وثمانين وسبعمائة حكى إليّ شفاها المولى الأجل الأوحد ، العالم الفاضل ، القدوة الكامل ، المحقّق المدقّق ، جامع الفضائل ، ومرجع الأفاضل ، افتخار العلماء في العالمين ، كمال الملّة والدنيا والدين ، عبد الرحمن ابن العتائقي (٢) ....

٤ ـ السيّد عميد الدين عبد المطّلب بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني ، المتوفّى سنة ٧٥٤ ه‍ ، وهو ابن اخت العلاّمة الحلّي (٣).

٥ ـ السيّد ضياء عبد الله بن محمّد بن علي بن الأعرج الحسيني ، ابن اخت العلاّمة الحلّي (٤).

٦ ـ الشيخ فخر المحقّقين فخر الدين محمّد بن الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ ، المتوفّى سنة ٧٧١ ه‍ ، وهو ابن العلاّمة الحلّي (٥).

__________________

(١) انظر الأعلام ٣ : ٣٣٠ ، ومعجم المؤلفين ٥ : ١٦٧ ، وخاتمة المستدرك ٣ : ٢٠٦ ، والذريعة في عدّة أماكن ، منها ١٣ : ١١٧ و ١٧٦ و ٢٧٦ و ٣٨٢ و ٣٩١ ، ١٤ : ١٣٠.

(٢) الحديث (٣) من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان.

(٣) انظر الذريعة ٢ : ٣٩٧ و ٤١٥ ، وخاتمة المستدرك ٢ : ٣٠١ ، الطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٤٢.

(٤) انظر الذريعة ٢ : ٣٩٧ و ٤١٥ ، وخاتمة المستدرك ٢ : ٣٠١ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٤٢ ، وأعيان الشيعة ٨ : ٦٩.

(٥) انظر الذريعة ٢ : ٣٩٧ و ٤١٥ ، وخاتمة المستدرك ٢ : ٣٠١ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٢٤ و ١٨٥.

٧

٧ ـ الشيخ الحاج القاري المجوّد ، الصالح الخيّر ، الزاهد ، العابد العالم المحقّق ، شمس الدين محمّد بن قارون ، وهو من الأعيان الأماثل ، وأهل التصديق الأفاضل (١).

٨ ـ السيّد تاج الدين أبو عبد الله محمّد بن القاسم بن معية الحسني الديباجي ، المتوفّى سنة ٧٧٦ ه‍ (٢).

٩ ـ الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمّد بن جمال الدين مكّي ، المعروف بالشهيد الأوّل ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه‍ (٣).

١٠ ـ يحيى بن النحل الكوفي الزيدي ، وصفه بأنّه خطيب واعظ استاذ شاعر (٤).

تلامذته :

١ ـ الشيخ جمال الدين أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي ، المتوفّى سنة ٨٤١ ه‍ (٥).

٢ ـ الشيخ عزّ الدين الحسن بن سليمان بن محمّد بن خالد الحلّي (٦).

هذا ما وقفنا عليه من مشايخه وتلامذته ، ولا شكّ أنّهم أكثر من ذلك بكثير ، لما ستقف عليه من كثرة مؤلّفاته المفقودة ، بل بعض الموجود منها غير مطبوع ، ومن

__________________

(١) انظر الأحاديث (١) (٢) (٥) من كتاب « السلطان المفرّج عن أهل الإيمان ».

(٢) انظر عوالي اللئالي ١ : ٢٥ / ح ٨ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٩٧.

(٣) انظر الذريعة ٢ : ٣٩٧ و ٤١٥ ، وخاتمة المستدرك ٢ : ٣٠١ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٤٢.

(٤) انظر عوالي اللئالي ١ : ٢٥ / ح ٨.

(٥) انظر المهذّب البارع ١ : ١٩٤ ، والذريعة ٢ : ٤١٥ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٤٢.

(٦) انظر مختصر بصائر الدرجات : ١٦٥ ـ ١٦٧ ، والذريعة ٢ : ٤١٥ ، والطبقات ٣ ـ القرن الثامن ـ ص ١٤٢.

٨

الطبيعي أن يذكر فيها عددا آخر وفيرا من مشايخه ، وربّما تلامذته الراوين لكتبه ، وذلك ما ستكشف عنه الأيّام.

الثناء عليه :

لقد امتاز السيّد النيلي بميزات كثيرة ، وكان جامعا لعلوم وفنون شتّى ، فهو عالم ، محدّث ، فقيه ، شاعر ، صاحب كرامات ، ومؤلّفاته خير شاهد على عبقريّته وجامعيّته ، ولعلّ ما صدر من الثناء والتقريض بحقّه من الأعلام أقلّ ممّا هو عليه من علوّ الشأن والمكانة.

قال تلميذه أبو العبّاس ابن فهد الحلّي : المولى السيّد المرتضى العلاّمة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسّابة (١).

وقال تلميذه الآخر الشيخ حسن بن سليمان الحلّي : السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني أسعده الله بتقواه وأصلح أمر دنيا واخراه (٢).

وقال ابن أبي جمهور : وحدّث المولى السيّد المرتضى ، العلاّمة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسّابة (٣) ....

ووصفه المجلسي قائلا : السيّد المعظّم المبجّل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي (٤).

وقال الأفندي في ترجمته : الفقيه ، الشاعر الماهر ، العالم الفاضل الكامل ،

__________________

(١) المهذّب البارع ١ : ١٩٤. وانظر عوالي اللئالي ١ : ٢٥ / ح ٨.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ١٦٥ / ح ١٣٩. ووصفه مرّة اخرى بهذا الوصف في ص : ١٤٩ / ح ٥٠٨.

(٣) عوالي اللئالي ٣ : ٤٠ ـ ٤١ / ح ١١٦.

(٤) بحار الأنوار ٥٣ : ٢٠٢.

٩

صاحب المقامات والكرامات العظيمة ... كان من أفاضل عصره وأعاظم دهره (١).

وقال الميرزا النوري : السيّد الأجل الأكمل ، الأرشد المؤيّد ، العلاّمة النحرير ، بهاء الدين علي ... النيلي النجفي النسّابة (٢).

ووصفه في موضع آخر قائلا : السيّد الأجل النحرير (٣) ...

وقال المحدّث القمّي : وله مؤلّفات شريفة قد أكثر من النقل عنها نقدة الأخبار وسدنة الآثار (٤) ....

وقال في هديّة العارفين : النيلي ـ بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني العلوي ، النيلي الأصل ، النجفي الموطن ، المعروف بالنسّابة ، من الشيعة الإماميّة (٥) ....

وفي إيضاح المكنون : بهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي ، الشيعي ، المعروف بالنسّابة (٦).

وكلمات المدح والثناء والإطراء في حقّ هذا العالم الأديب النسّابة كثيرة جدّا ، يكفي منها ما ذكرناه ، ولعلّ الوقوف على مؤلّفاته يفصح بشكل أكبر عن عبقريّة هذا الرجل ومنزلته العلميّة.

__________________

(١) رياض العلماء ٤ : ١٢٤.

(٢) خاتمة المستدرك ٢ : ٢٩٦.

(٣) خاتمة المستدرك ٣ : ١٨٢.

(٤) سفينة البحار ٣ : ٦٢٤.

(٥) هدية العارفين ١ : ٧٢٦.

(٦) إيضاح المكنون ٢ : ١٣.

١٠

مؤلّفاته :

يبدو أنّ المؤلّف رحمه‌الله كان كثير التأليف ، حيث أغنى المكتبة الإسلاميّة بمجموعة رائعة من المؤلّفات في فنون شتّى ، وكلّما ظهر كتاب من كتبه إلى الوجود وقفنا على مؤلّفات اخرى له نصّ عليها وذكرها المؤلّف بنفسه ، فمن كتبه وآثاره التي وقفنا عليها :

١ ـ إصلات القواضب :

ويظهر أنّه في الردّ على المخالفين والنواصب ، حيث قال المؤلّف ـ تعليقا على الحديث (٣) الذي فيه قول الإمام عليه‌السلام « واتّق الشذاذ من آل محمّد » ـ : أمّا كونهم شذاذا فلأنّ الشاذّ هو الضعيف ، ولا شيء أضعف من مقالتهم ، ولا أوهن من حجّتهم ، وقدّمنا ذلك في كتابنا المسمّى بـ « إصلات القواضب ».

٢ ـ الإنصاف في الردّ على صاحب الكشّاف :

قال العلاّمة الطهراني : نسبه إليه السيّد حسين المجتهد الكركي المتوفّى سنة ١٠٠١ ه‍ في كتابه « دفع المناواة » ولا يبعد اتحاده مع أحد الكتابين اللّذين ذكرهما هو في كتابه الأنوار المضيئة (١). ويعني بالكتابين « تبيان انحراف صاحب الكشّاف » و « النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف ».

٣ ـ الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة الإلهيّة :

قال المحدّث النوري : كتاب الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعيّة في مجلّدات عديده قيل أنّها خمسة ، وقد عثرنا بحمد الله تعالى على المجلّد الأوّل منه ، وهو في

__________________

(١) الذريعة ٢ : ٣٩٧ / رقم ١٥٩٤.

١١

الاصول الخمسة ، وفي ظهره فهرست جميع ما في هذه المجلّدات ، بترتيب بديع واسلوب عجيب ، بخطّ كاتب الكتاب ، وقد سقط من آخر الكتاب أوراق ، وتاريخ الفهرست يوم الأحد ١٧ جمادى الاولى بالمشهد الشريف الغروي ـ سلام الله على مشرّفه ـ سنة ٧٧٧ ه‍ ، ويظهر من قرائن كثيرة أنّها نسخة الأصل ، ويظهر من الفهرست أنّ في هذه المجلّدات ما تشتهيه الأنفس من الحكمة الشرعيّة العلميّة والعمليّة ، وأبواب الفقه المحمّدي ، والآداب والسنن ، والأدعية المستخرجة من القرآن المجيد (١).

ومواضيع هذه المجلّدات الخمسة على ما وصفها صاحب المعالم هي :

المجلّد الأوّل : في علم الكلام ، وفيه إثبات ما عليه الطائفة الاثنا عشريّة ، وبطلان غيره ، بالأدلّة النقليّة والبراهين العقليّة ، ونكت وفوائد جليلة ، وكلّ ذلك مستند إلى القرآن.

المجلّد الثاني : في بيان الناسخ والمنسوخ ، والمحكم والمتشابه ، والعامّ والخاص ، والمطلق والمقيّد ، وغير ذلك من مباحث اصول الفقه.

المجلّد الثالث والرابع : في فقه آل محمّد عليهم‌السلام (٢) ...

المجلّد الخامس : مشتمل على أسرار القرآن وقصصه مع فوائد أخر (٣).

وقد طبع « منتخب الأنوار المضيئة » أخيرا ، وقوبل مع المجلّد الأوّل من أصل « الأنوار المضيئة » ، فكان المنتخب هو انتخاب من الباب الثاني عشر من باب

__________________

(١) مستدرك الوسائل ٨ : ٢٤٧.

(٢) إلى هنا وصف صاحب المعالم حسب ما نقله عنه سبطه الشيخ علي. الذريعة ٢ : ٤١٧.

(٣) هذا المجلّد كان عند الشيخ علي سبط صاحب المعالم ، وقد وصف محتويّاته هو رحمه‌الله ، فقال : وقد اتفق لي شراء المجلّد الخامس من هذا الكتاب ، وهو مشتمل على أسرار القرآن ... الذريعة ٢ : ٤١٧.

١٢

الإمامة ، وهو الباب المختصّ بالإمام الثاني عشر الحجّة بن الحسن عليهما‌السلام ، وقد اشتمل المنتخب على اثني عشر فصلا :

الفصل الأوّل : في إثبات إمامته ووجوده وعصمته بالأدلّة العقليّة.

الفصل الثاني : في إثبات ذلك من الكتاب العزيز.

الفصل الثالث : في إثبات ذلك بالأخبار من جهة الخاصّة.

الفصل الرابع : في إثبات ذلك من جهة العامّة.

الفصل الخامس : في ذكر والدته وولادته.

الفصل السادس : في ذكر غيبته والسبب الموجب لتواريه عن شيعته.

الفصل السابع : في ذكر طول تعميره.

الفصل الثامن : في ذكر رواته ووكلائه.

الفصل التاسع : في ذكر توقيعاته.

الفصل العاشر : في ذكر من شاهده وحظي برؤيته.

الفصل الحادي عشر : في ذكر علامات ظهوره عليه‌السلام.

الفصل الثاني عشر : في ذكر ما يكون في أيّامه عليه‌السلام (١).

وقد أطلنا في وصف هذا الكتاب ومشخصاته لما له من علاقة بكتابنا هذا أعني « سرور أهل الإيمان » كما سيأتي.

٤ ـ إيضاح المصباح لأهل الصلاح :

وهو شرح للمصباح الصغير الذي اختصره شيخ الطائفة عن مصباحه الكبير ، وأكثره يتعلّق بالتراكيب العربية لكتاب المصباح ، وهو في مجلّدين موجودين في

__________________

(١) انظر مقدّمة منتخب الأنوار المضيئة : ٤٤ ، ومقدمة المنتخب : ٣ ـ ٤.

١٣

مكتبة آية الله العظمى السيّد شهاب الدين المرعشي النجفي ، برقم ٤٥٦٨ و ٨١٦٢ ، وكتب على الصفحة الاولى من المخطوطة أنّه ابتدأ بتأليفه في الحضرة الكاظميّة الجواديّة سنة ٧٨٤ ه‍ (١).

٥ ـ تبيان انحراف صاحب الكشّاف :

صرّح المؤلّف في أوائل كتابه « الأنوار المضيئة » بأنّ له ثمانمائة إيراد على كتاب الكشّاف في مجلّدين ، أحدهما خاصّ بصاحب الكشّاف ، سمّاه « تبيان انحراف صاحب الكشّاف » والآخر عامّ سمّاه « النّكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف » (٢).

٦ ـ الدرّ النضيد في تعازي الإمام الشهيد :

صرّح المؤلّف في كتابه الأنوار المضيئة باسم هذا الكتاب وموضوعه وأجزائه ، حيث قال بعد الإشارة إلى مسألة حمل رأس الحسين عليه‌السلام إلى يزيد لعنه الله : وقد سبق لنا شرح هذا الحال وتفصيل هذا الإجمال في كتابنا المسمّى بـ « الدرّ النضيد في تعازي الإمام الشهيد » وهو ثلاثة عشر جزءا ... وهو كتاب لم يسبق إلى مثله أحد من الأصحاب في هذا الباب ... عشرة أجزاء منها تقرأ في ليال عشر ، والجزء الحادي عشر يقرأ في اليوم التاسع [ كذا ] ، والجزءان الآخران : أحدهما القتل والآخر الثأر (٣).

__________________

(١) ونسبه العلاّمة الطهراني في الذريعة ٢ : ٥٠٠ خطأ للسيّد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن علي بن محمّد ابن محمّد بن علي بن جلال الدين عبد الحميد بن عبد الله بن اسامة الحسيني.

(٢) انظر الذريعة ٣ : ١٧٨ و ٣٣٢. وقال رحمه‌الله أنّه رأى النقل عنه بعنوان « بيان الجزاف في تبيان انحراف صاحب الكشّاف ».

(٣) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة : ٣١ ، عن الورقة ٨٧ من مخطوطة الأنوار المضيئة. وانظر الذريعة ٨ : ٨١ ـ ٨٢ / ٢٩٦.

١٤

٧ ـ الرجال أو رجال النيلي :

قال الميرزا الأفندي : واعلم أنّ للسيّد علي بن عبد الحميد كتابا في الرجال ، لكن قد شاركه في تأليفه السيّد جلال الدين ابن الأعرج ، ثمّ نقل عن خطّ الشيخ علي سبط الشهيد عن خط الشيخ حسن ابن الشهيد ، ما ملخّصه أنّ المؤلّف رحمه‌الله كان منقطعا عن الناس ، وليس له اطلاع كاف على أحوالهم ، فلمّا أراد أن يكون كتابه الرجالي مشتملا على جميع علماء الأصحاب ، أوكل مهمّة ترجمة العلماء المتأخّرين للسيّد جمال الدين ابن الأعرج ، لثقته به واعتماده على قوله (١).

٨ ـ الزبدة :

قال المؤلّف في الأنوار المضيئة : وأقمنا البرهان على ذلك في كتابنا المسمّى بالمفتاح ، وكذا في كتابنا المسمّى بالزبدة (٢).

٩ ـ سرور أهل الإيمان : وهو الكتاب الماثل بين يديك.

١٠ ـ السلطان المفرّج عن أهل الإيمان :

صرّح بنسبته للمؤلّف تلميذه الحسن بن سليمان الحلّي في مختصر بصائر الدرجات ، حيث قال : ونقلت أيضا من كتاب « السلطان المفرّج عن أهل الإيمان » ، تصنيف السيّد الجليل الموفّق السعيد بهاء الدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني ما صورته (٣) ...

وعندنا نسخة منه كتب في أوّلها : « نبذة منتقاة من كتاب السلطان المفرّج عن

__________________

(١) انظر رياض العلماء ٤ : ١٣١ ـ ١٣٣.

(٢) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة : ٣٧ ، عن الورقة ١٨٨ من مخطوطة الأنوار المضيئة.

(٣) مختصر بصائر الدرجات : ٤٢٩ / ح ٥٠٨.

١٥

أهل الإيمان تأليف السيّد العالم الفاضل بهاء الملّة والدين علي بن عبد الحميد ، وهو منقول من خطّه ».

وقد حقّقنا هذا الكتاب وهو قيد الطبع ، والذي وجدناه في هذه النسخة هو خمسة عشر حديثا كلّها فيمن رأى صاحب الزمان ، آخرها خبر الجزائر ، وأضفنا إليها الحديث الذي رواه ابن سليمان الحلّي عنه ، فكانت ستّة عشر حديثا ، ورجّحنا أن تكون الحكاية الاولى من جنّة المأوى من ضمن هذا الكتاب ، فصارت سبعة عشر حديثا ، كلّها فيمن تشرّف بلقيا الإمام عليه‌السلام ، فلعلّ اسم الكتاب هو « السلطان المفرّج عن أهل الإيمان فيمن رأى صاحب الزمان ».

١١ ـ الغيبة :

نقل عنه المجلسي روايات كثيرة ، لكنّها جميعا موجودة في سرور أهل الإيمان ، غير أنّه صرّح في أوّل كتاب سرور أهل الإيمان بأنّ أخباره منقولة من كتاب الغيبة (١).

١٢ ـ المفتاح :

قال المؤلّف في الأنوار المضيئة : وأقمنا البرهان على ذلك في كتابنا المسمّى بـ « المفتاح » (٢).

١٣ ـ النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف :

صرّح المؤلّف في أوائل كتابه « الأنوار المضيئة » بأنّ له ثمانمائة إيراد على كتاب الكشّاف في مجلّدين ، أحدهما خاصّ بصاحب الكشّاف سمّاه « تبيان انحراف

__________________

(١) انظر ما سيأتي تحت عنوان « بقي شيء ».

(٢) مقدمة منتخب الأنوار المضيئة : ٣٧ ، عن الورقة ١٨٨ من مخطوطة الأنوار المضيئة.

١٦

صاحب الكشّاف » ، والآخر عام سمّاه « النكت اللطاف الواردة على صاحب الكشّاف » (١).

هذا ما وقفنا عليه من مؤلّفات هذا العالم الفاضل النسّابة الشاعر الأديب ، ونحن على يقين من أنّ العثور على مؤلّفاته أكثر فأكثر سيوقفنا على آفاق أوسع وصورة أوضح لعبقريّة هذا العالم الذي ظلّت كثير من مؤلّفاته طيّ النسيان.

وفاته :

كما لم ينصّ المترجمون للمؤلّف على ولادته ، كذلك لم ينصّوا على وفاته ، غير أنّه لا شكّ في أنّه توفّي في حدود سنة ٨٠٣ ه‍ ، وذلك لأنّ الشيخ أبا العبّاس ابن فهد الحلّي ، روى عنه مباشرة في كتابه « المهذّب البارع » داعيا له بدوام فضائله ، ممّا يعني أنّه كان حيّا آنذاك ، حيث أتمّ ابن فهد كتابه المهذّب البارع في سنة ٨٠٣ ه‍ ، فيكون السيّد النيلي متوفّى في هذه السنة أو قريبا منها.

نحن والكتاب :

كتب على الجهة اليمنى من الورقة الاولى من النسخة « كتاب الغيبة » ، وكتب على الجهة اليسرى منها « أخبار منقولة في غيبة حضرة إمامنا الحجّة المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ».

ويبتدئ متن النسخة بقوله « أخبار منقولة من خطّ السيّد السعيد الكامل علي ابن عبد الحميد من كتاب الغيبة ، أوّل لفظه رحمه‌الله : فمن ذلك ما صحّ لي روايته » ...

__________________

(١) انظر الذريعة ٣ : ١٧٨ و ٣٣٢.

١٧

وقال العلاّمة الطهراني : سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان ...

يظهر من صدر الكتاب أنّه منتخب من كتاب الغيبة للسيّد بهاء الدين المذكور الذي كان مفصّلا فانتخب السيّد نفسه من كتابه الغيبة هذا الكتاب وكتبه بخطّه ولم يسمّه باسم ، ولمّا وجد بعض الأفاضل الكتاب بخطّ السيّد استنسخه عن خطّه بعينه وسمّاه بهذا الاسم ... أوّل الكتاب ما لفظه « وبعد فهذه أخبار منقولة من خطّ السيّد الكامل السعيد السيّد علي بن عبد الحميد من كتاب الغيبة ، رتبتها على ما وجدتها بخطه وسمّيتها سرور أهل الإيمان في علائم ظهور صاحب الزمان ، راجيا بها لي وله رجوح الميزان ، يوم تشيب فيه الولدان. فأقول وبالله العصمة وعليه التكلان : وجدت بخطه أوّل لفظه : قال رحمه‌الله : فمن ذلك ما صحّ لي روايته » (١) ...

وفي إيضاح المكنون : سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان ، لبهاء الدين علي بن عبد الكريم النيلي الشيعي المعروف بالنسّابة (٢).

وفي هدية العارفين عند تعداد مؤلّفات السيّد ، قال : سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان (٣).

وفي البحار سمّاه « سرور أهل الإيمان » (٤) ، وكذلك سمّاه الميرزا الأفندي فيما كتبه للعلاّمة المجلسي ، حيث قال : وكتاب سرور أهل الإيمان نقلتم عنه في الجزء الأخير من الأجزاء الثلاث من المجلّد الثالث عشر (٥).

__________________

(١) الذريعة ١٢ : ١٧٣ ـ ١٧٤ / رقم ١١٥٧. ولم نقف على هذه النسخة ، ولم يذكر الطهراني مكان وجودها ، والظاهر أنّه أخذ هذا الوصف من رياض العلماء ٤ : ١٢٧.

(٢) إيضاح المكنون ٢ : ١٣.

(٣) هدية العارفين ١ : ٧٢٦.

(٤) البحار ١ : ١٧ ، ٥٢ : ٢٦٩.

(٥) البحار ١٠٧ : ١٧٢.

١٨

هذا ، والأحاديث التي في نسختنا قسمت قسمين ، أوّلها في علامات ظهور القائم ، والثاني الأحاديث التي تشتمل على ذكر شيء ممّا يكون في أيّامه (١).

وفي آخر نسختنا ما نصّه : « إلى هنا نقل من خطّ السيّد السعيد المرحوم علي بن عبد الحميد ، نقله العبد عبد الله وإن كان فيه بعض الكلمات لم يدركها العبد لصعوبة خطّ السيّد ».

فمن مجموع هذه الكلمات والقرائن يظهر أنّ الكتاب منتخب من كتاب الغيبة ، وقد سمّاه المنتخب « سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان » ، ويؤكّد ذلك الروايات المنقولة فيه ، فإنّها كلّها في علامات ظهوره وما يكون في أيّامه عجّل الله فرجه.

ويدلّ على ذلك أيضا ما ورد في تعليقة المؤلّف على الحديث الثالث ، حيث قال : « وقدّمنا ذلك في كتابنا المسمّى بإصلات القواضب الذي أشرنا إليه في صدر هذا الكتاب » ، مع أنّه لا ذكر له في صدر النسخة ، ممّا يدلّ على أنّه كان مذكورا في صدر كتاب الغيبة الذي انتخب منه سرور أهل الإيمان.

بقي شيء :

وهو أنّ بعض الأعلام ذهب إلى اتحاد كتاب الغيبة مع كتاب منتخب الأنوار المضيئة ، وردّ هذا الاتحاد في مقدّمة منتخب الأنوار المضيئة بوجهين : أوّلهما : إنّ العلاّمة المجلسي نقل عن كتاب الغيبة للسيّد النيلي عدّة روايات وهي غير موجودة في منتخب الأنوار المضيئة ، وثانيهما : أنّه صرّح في أوّل منتخب الأنوار المضيئة أنّ المنتخب هو شخص آخر غير السيّد النيلي ، فلا وجه للقول بالاتحاد. وذهب

__________________

(١) انظر أوّل متن النسخة ، وقوله بعد الحديث ٣١ « الثانية : وهي تشتمل على ذكر شيء ممّا يكون في أيّامه ».

١٩

بعضهم إلى اتحاد الغيبة مع سرور أهل الإيمان (١).

وهذا الرد يمكن الركون إليه في خصوص اتحاد الغيبة والمنتخب ، لكنّ الذي نرجّحه هو اتحاد الغيبة مع أصل الأنوار المضيئة ، بمعنى أنّ كتاب الغيبة ليس تأليفا مستقلاّ ، وإنّما هو اسم آخر لما يخصّ صاحب الزمان من كتاب الأنوار المضيئة (٢) ، بل لا أبعد أن يكون « سرور أهل الإيمان » و « السلطان المفرّج » مأخوذين من أصل الأنوار المضيئة ، وأنّه قد يطلق عليهما اسم كتاب الغيبة ، ويؤيّد ذلك عدّة قرائن :

١ ـ نقل المجلسي كثيرا من أحاديث نسختنا ، بعضها بالتصريح بأنّها من كتاب سرور أهل الإيمان ـ وهي الأحاديث (١) (٣) (١٥) (١٦) (١٧) (١٨) (٢٠) (٢٢) (٢٨) (٢٩) ـ وبعضها بالتصريح بأنّها من كتاب الغيبة ـ وهي الأحاديث (٤) (٣٢) (٣٦) (٣٧) (٣٨) (٣٩) (٤٠) (٣) (٤٤) (٤٥) (٤٦) (٥٠) (٥١) (٧٧) (٧٨) (٧٩) (٨٠) (٨١) (٨٤) (٨٥) (٨٦) (٨٨) (٨٩) (٩٠) (٩١) (٩٢) (٩٣) (٩٤) (٩٦) (١٠٠) ـ وبعضها بعنوان روى السيّد علي بن عبد الحميد دون ذكر اسم كتاب ، وهي الأحاديث (٩) (١٠) (٣٩) (٤٠) (٤) (٤١) (٤٣) (٦٦) (٦٧) (٦٨) (٧٠) (٧٢) (٧٣) (٧٥) (٧٦) ، كما روى الحديث (٦٥) عن الأنوار المضيئة. ولم نجد ولا حديثا واحدا رواه المجلسي عن السيّد علي أو عن سرور أهل الإيمان أو عن الغيبة دون أن يكون موجودا في نسختنا.

__________________

(١) انظر روضات الجنّات ٤ : ٣٣٥ ، والنجم الثاقب ١ : ١١٩ ، والذريعة ١٦ : ٧٧.

(٢) البتّ بهذا الاحتمال مرهون بمطابقة ما في « سرور أهل الإيمان » و « السلطان المفرّج » مع أصل الأنوار المضيئة.

(٣) الحديثان (٣٩) (٤٠) رواهما في المجلّد ٥٢ عن كتاب الغيبة ، كما رواهما في المجلّد ١٠٠ عن السيّد علي النيلي دون ذكر اسم كتاب.

(٤) راجع الهامش السابق.

٢٠