فتح الأبواب

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فتح الأبواب

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


المحقق: حامد الخفّاف
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٨

١
٢

٣

٤

دليل الكتاب

تمهيد ................................................................... ٧

مقدّمة الكتاب ، وتنقسم قسمين ..........................................

القسم الأوّل : ترجمة المؤلّف .............................................. ٩

القسم الثاني : حول كتاب فتح الأبواب ................................. ٤١

نماذج مصوّرة من المخطوطات ......................................... ١٠١

متن الكتاب .......................................................... ١٠٩

الفهارس العامّة ....................................................... ٣١١

٥
٦

بسم الله الرّحمن الرّحيم

تمهيد

تمثل « الاستخارة » في أفكار جمع كثير من أبناء الطائفة الشيعية عقيدة راسخة ، يؤمنون بفاعليتها على المستوى العملي بعد أن اطّلعوا على أصولها النظرية من خلال الأحاديث والأخبار ، حتى أن طلب الخير من الله في الفعل وتركه تجاوز الحالات الفردية الخاصّة إلى القضايا الاجتماعية والمسائل المصيرية ، كالزواج والمشاريع التجارية وغير ذلك من الأمور الهامة.

فهناك من أسهب في الاستخارة ، حتى راحت تتدخل في شئونه الحياتية الشخصية وتصرفاته اليومية ، إيمانا منه بأن لا خيار أفضل ممّا يختاره الله عزّ وجل لعباده ، وهذا الصنف من الناس يتمتع عادة بنقاء السريرة وصفائها ، وسلامة النفس وطيبها.

فيما يعتقد آخرون أنّ الاستخارة خصّصت لحالات معينة لا يستطيع الإنسان فيها أن يعزم بضرس قاطع على رأي معين ، فيستخير من الله عزّ وجل في الفعل وعدم الفعل ، وشعارهم فيما يعتقدون مقولة : « الخيرة عند الحيرة ».

وهناك صنف آخر لا يرى العمل بالاستخارة ، لاعتبارات عدّة ، لا

٧

مجال لذكرها ، وشعارهم في ذلك قوله تعالى : ( فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ).

ولا أريد في هذه العجالة الدخول في معمعة المفاضلة بين الآراء ، بقدر ما أؤكد على أن الاستخارة ـ بالنظر إلى الأمر الواقع ـ تمثل ظاهرة اجتماعية عميقة الجذور ، تحمل في طياتها من الايجابيات والسلبيات ما يستحق الدراسة والبحث ، من أجل بناء مجتمع إسلامي رصين ، يحمل معتقداته الفكرية على أساس من الإيمان بالله والدليل العلمي.

وكتاب « فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب » من أهم وأقدم الآثار التي تناولت موضوع الاستخارة ، أنواعها ... كيفياتها ، وكلّ ما يرتبط بها ، استهدفنا باحيائه وتحقيقه إثراء المكتبة الإسلامية في جانب قلّ ما كتب فيه ، بالإضافة إلى أهميته المصدرية الحديثية ، وما امتاز به من خصوصيات تأتيك في القسم الثاني من المقدّمة ، ونكون بذلك قد هيّأنا جزء من المادة الأولية لأيّ دراسة أو بحث يتناول هذه الظاهرة الاجتماعية.

ونأمل أن نكون قد وفّقنا لإخراج هذا الأثر القيم وتحقيقه بالصورة اللائقة والمناسبة لقيمته العلمية ، متضرّعين إلى الله سبحانه وتعالى أن يتقبل هذا العمل المتواضع بقبول حسن ، إنّه ( نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ).

حامد الخفاف

١٠ ذي الحجة ١٤٠٨ هـ

٨

مقدّمة الكتاب

القسم الأوّل

« ترجمة المؤلّف »

١ ـ موجز عن حياته.

٢ ـ أسرته

أ ـ والده

ب ـ والدته

ج ـ أخوته

د ـ زوجته

هـ ـ أولاده

٣ ـ أقوال العلماء فيه.

٤ ـ مشايخه.

٥ ـ الرواة عنه.

٦ ـ مكتبته.

٧ ـ تصانيفه.

٨ ـ شعره.

٩ ـ وفاته ومدفنه.

٩
١٠

١ ـ موجز عن حياته

هو السيّد علي (*) بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن أحمد بن محمّد ـ هو الطاوس (١) ـ بن إسحاق بن الحسن بن محمّد بن سليمان بن داود (٢) بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن مولانا أمير

__________________

(*) توجد ترجمته في : الإجازات ، المطبوع في بحار الأنوار ١٠٧ : ٣٧ ، الحوادث الجامعة : ٣٥٦ ، عمدة الطالب : ١٩٠ ، أمل الآمل ٢ : ٢٠٥ ، بحار الأنوار ١ : ١٣ ، مجمع البحرين ـ طوس ـ ٤ : ٨٣ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٥ ، نقد الرجال : ٢٤٤ ، هداية المحدثين : ٣٠٦ ، جامع الرواة ١ : ٦٠٣ ، جامع المقال : ١٤٢ ، منتهى المقال : ٢٢٥ ، التعليقة للوحيد : ٢٣٩ ، مقابس الأنوار : ١٦ ، روضات الجنّات ٤ : ٣٢٥ ، مستدرك الوسائل ٣ : ٤٦٧ ، هدية العارفين ٥ : ٧١٠ ، تنقيح المقال ٢ : ٣١٠ / ٨٥٢٩ ، الكنى والألقاب ١ : ٣٢٧ ، هدية الأحباب : ٧٠ ، سفينة البحار ٢ : ٩٦ ، أعيان الشيعة ٨ : ٣٥٨ ، معجم رجال الحديث ١٢ : ١٨٨ ، الأعلام ٥ : ٢٦ ، معجم المؤلّفين ٧ : ٢٤٨ ، الأنوار الساطعة في المائة السابعة : ١١٦ ، السيّد علي آل طاوس ( بحث للشيخ محمّد حسن آل ياسين ) ، موارد الاتحاف في نقباء الأشراف ١ : ١٠٧ ، البابليات لليعقوبي ١ : ٦٥.

(١) لقّب بالطاوس لأنّه كان مليح الصورة ، وقدماه غير مناسبة لحسن صورته ، يكنى أبا عبد الله ، وكان نقيب سورا « بحار الأنوار ١٠٧ : ٤٤ ».

(٢) صاحب عمل النصف من رجب المشهور.

١١

المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

ولد رضوان الله عليه قبل ظهر يوم الخميس منتصف محرم سنة ٥٨٩ ه‍ في مدينة الحلّة (٢) ، التي شهدت في تلك الفترة بداية ازدهار حركتها العلمية ، التي شكلت في ما بعد مدرسة فقهية خاصّة عرفت باسمها ، تمثّل نتاجها الثقافي بتخريج عدد كبير من أساطين العلماء وكبار الفقهاء ، الذين أخذوا بزمام الزعامة العلمية مدة ثلاثة قرون تقريبا.

ومن الطبيعي أن يترك الجو العلمي الذي تربّى في أحضانه السيّد ابن طاوس أثرا إيجابيا طيبا في حياته ، كان بمثابة الحجر الأساس فيما وصل إليه من مراتب سامية في دنيا المعارف الإسلامية ، فضلا عما كانت تتمتع به أسرته من رصيد علمي ضخم ، لا تخفى آثاره على الوليد الجديد.

ويحدّثنا السيّد ابن طاوس عن تأريخ نشأته ودراسته ، فيقول :

« أول ما نشأت بين جدي ورّام ووالدي ... وتعلّمت الخط والعربية ، وقرأت علم الشريعة المحمدية ... وقرأت كتبا في أصول الدين ...

واشتغلت بعلم الفقه ، وقد سبقني جماعة إلى التعليم بعدّة سنين ، فحفظت في نحو سنة ما كان عندهم وفضلت عليهم ... وابتدأت بحفظ الجمل والعقود ... وكان الذين سبقوني ما لأحدهم إلاّ الكتاب الذي يشتغل فيه ، وكان لي عدة كتب في الفقه من كتب جدي ورّام انتقلت إليّ من والدتي (رض) بأسباب شرعية في حياتها ... فصرت أطالع بالليل كلّ شيء يقرأ فيه الجماعة الذي تقدّموني بالسنين ، وانظر كلّ ما قاله مصنف عندي وأعرف ما بينهم من الخلاف على عادة المصنفين ، وإذا حضرت مع التلامذة بالنهار

__________________

(١) الإجازات المطبوع في البحار ١٠٧ : ٣٧ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٧.

(٢) كشف المحجة : ٤ ، بحار الأنوار ١٠٧ : ٤٥.

١٢

أعرف ما لا يعرفون وأناظرهم ... وفرغت من الجمل والعقود ، وقرأت النهاية ، فلما فرغت من الجزء الأول منها استظهرت على العلم بالفقه حتّى كتب شيخي محمّد بن نما خطّه لي على الجزء الأول وهو عندي الآن ... فقرأت الجزء الثاني من النهاية أيضا ومن كتاب المبسوط ، وقد استغنيت عن القراءة بالكلية ... وقرأت بعد ذلك كتبا لجماعة بغير شرح ، بل للرواية المرضية ... وسمعت ما يطول ذكر تفصيله » (١).

ثمّ هاجر رضوان الله عليه إلى بغداد ، ولم تحدد المصادر التأريخية سنة هجرته ، إلاّ أنّه يمكن حصر الفترة المذكورة في حدود سنة ٦٢٥ ه‍ تقريبا ، لأنّ المصادر تذكر أنّه أقام في بغداد نحوا من ١٥ سنة ، ثمّ رجع إلى الحلّة في أواخر عهد المستنصر المتوفّى سنة ٦٤٠ ه‍ (٢).

وفي خلال تلك الفترة التي قضاها السيّد في بغداد كان يتمتع بمكانة مرموقة يشار لها بالبنان ، سواء على صعيد علاقاته بالمجتمع العلمي المتمثل حينذاك بعلماء النظامية والمستنصرية ومناظراته معهم ، أو على مستوى صلاته بالنظام القائم على الرغم من عدم انشغاله بالشأن السياسي في تلك الفترة (٣).

« وكان له مع الخليفة المستنصر من متانة الصلة وقوة العلاقة ما يعتبر في طليعة ما حفل به تأريخه في بغداد ، وكان من أول مظاهرها إنعام الخليفة عليه بدار سكناه ، ثمّ أصبحت لرضيّ الدين من الدالّة ما يسمح له بالسعي لدى المستنصر في تعيين الرواتب للمحتاجين (٤) ، وما يدفع المستنصر إلى مفاتحته

__________________

(١) كشف المحجة : ١٠٩ ، ١٢٩ ، ١٣٠ ، السيّد علي آل طاوس : ٤.

(٢) كشف المحجة : ١١٥ ، بحار الأنوار ١٠٧ : ٤٥.

(٣) كشف المحجة : ٧٥ ، ٧٦ ، ٨٠.

(٤) فرج المهموم : ١٢٦.

١٣

في تسليم الوزارة له ، ولعلّ حبّ المستنصر ـ كأبيه ـ للعلويين وعطفه عليهم واهتمامه بشئونهم هو السبب في هذه العلاقة الأكيدة القوية ، وفي تدعيمها واستمرارها طوال تلك السنين » (١).

ويذكر السيّد ابن طاوس في مؤلّفاته محاولات الخليفة المستنصر لإقناعه بقبول منصب الافتاء تارة (٢) ، ونقابة الطالبيين تارة أخرى (٣) ، حتى وصل الأمر بأن عرض عليه الوزارة ، فرفضها ، مبررا ذلك بقوله للمستنصر :

« إن كان المراد بوزراتي علي عادة الوزراء يمشّون أمورهم بكل مذهب وكل سبب ، سواء كان ذلك موافقا لرضا الله جلّ جلاله ورضا سيد الأنبياء والمرسلين أو مخالفا لهما في الآراء ، فإنّك من أدخلته في الوزارة بهذه القاعدة قام بما جرت عليه العوائد الفاسدة ، وإن أردت العمل في ذلك بكتاب الله جلّ جلاله وسنة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهذا أمر لا يحتمله من في دارك ولا مماليكك ولا خدمك ولا حشمك ولا ملوك الأطراف ، ويقال لك إذا سلكت سبيل العدل والإنصاف والزهد : إنّ هذا عليّ بن طاوس علوي حسني ما أراد بهذه الأمور إلاّ أن يعرف أهل الدهور أنّ الخلافة لو كانت إليهم كانوا على هذه القاعدة من السيرة ، وأنّ في ذلك ردا على الخلفاء من سلفك وطعنا عليهم » (٤).

وعاد بعد ذلك إلى الحلّة ، والظاهر أنّ عودته كانت في أواخر عهد المستنصر ، فبقي هناك مدة من الزمن ، ثمّ انتقل إلى النجف فبقي فيها ثلاث سنين ، ثمّ انتقل إلى كربلاء ، وكان ينوي الإقامة فيها ثلاث سنين ، ثمّ عاد

__________________

(١) السيّد علي آل طاوس : ٧.

(٢) كشف المحجة : ١١١.

(٣) نفس المصدر : ١١٢.

(٤) كشف المحجة : ١١٤.

١٤

إلى بغداد سنة ٦٥٢ ه‍ ، وبقي فيها إلى حين احتلال المغول بغداد ، فشارك في أهوالها ، وشملته آلامها ، وفي ذلك يقول : « تم احتلال بغداد من قبل التتر في يوم الاثنين ١٨ محرم سنة ٦٥٦ ه‍ ، وبتنا ليلة هائلة من المخاوف الدنيوية ، فسلمنا الله جلّ جلاله من تلك الأهوال » (١).

وفي سنة ٦٦١ ه‍ ولي السيّد ابن طاوس نقابة الطالبيين ، وجلس على مرتبة خضراء ، وفي ذلك يقول الشاعر عليّ بن حمزة مهنّأ :

فهذا عليّ نجل موسى بن جعفر

شبيه عليّ نجل موسى بن جعفر

فذاك بدست للإمامة أخضر

وهذا بدست للنقابة أخضر

لأنّ المأمون العباسيّ لما عهد إلى الإمام الرضا عليه‌السلام ألبسه لباس الخضرة ، وأجلسه على وسادتين عظيمتين في الخضرة ، وأمر الناس بلبس الخضرة (٢).

واستمرت ولاية النقابة إلى حين وفاته ، وكانت مدّتها ثلاث سنين وأحد عشر شهرا (٣).

__________________

(١) كشف المحجة : ١١٥ ، ١١٨ ، فرج المهموم : ١٤٧ ، الاقبال : ٥٨٦ ، السيّد علي آل طاوس : ١٠.

(٢) الكنى والألقاب ١ : ٣٢٨.

(٣) بحار الأنوار ١٠٧ : ٤٥.

١٥

٢ ـ أسرته

آل طاوس أسرة جليلة عريقة ، جمعت من الشرف والعلياء ما لا يخفى على أحد نسبا وحسبا ، وقدمت للمجتمع الإسلامي الكثير من رجالات الفكر والعقيدة ، وإذا ما حاولنا أن نذكر كلّ أفراد هذه الأسرة فذلك ممّا يضيق به هذا المقام ، لذا عزمنا على أن نقتصر في ذكر أسرته على عائلته الشخصية المتكونة من والديه وأخوته وزوجته وأولاده.

أ ـ أبوه : هو السيّد الشريف أبو إبراهيم موسى بن جعفر بن محمّد بن أحمد بن محمّد بن الطاوس ، كان من الرواة المحدثين ، كتب رواياته في أوراق وأدراج ، ولم يرتبها في كتاب إلى أن توفي ، فجمعها ولده رضيّ الدين في أربع مجلدات ، وسماه « فرحة الناظر وبهجة الخاطر ممّا رواه والدي موسى بن جعفر ».

روى عنه ولده السيّد علي ، وروى عن جماعة منهم : عليّ بن محمّد المدائني والحسين بن رطبة ، توفي في المائة السابعة ، ودفن في الغري (١).

ب ـ أمه : أجمعت المصادر أنّ أمّ المصنّف هي بنت الشيخ ورّام بن

__________________

(١) الإجازات المطبوع في البحار ١٠٧ : ٣٩ ، الأنوار الساطعة : ١٨٥.

١٦

أبي فراس المالكي الأشتري المتوفّى سنة ٦٠٥ ه‍ ، أمّا ما ذكره الشيخ يوسف البحرانيّ في لؤلؤة البحرين وتبعه في ذلك السيّد الخونساري في روضات الجنّات من أن أم أم السيّد ابن طاوس هي بنت الشيخ الطوسيّ (١) ، فباطل من وجوه ، كما ذكر المحدث النوريّ (٢) :

١ ـ إن انتساب السيّد ابن طاوس إلى الشيخ الطوسيّ من جهة أبيه ، كما ذكر في الإقبال ، قال : فمن ذلك ما رويته عن والدي قدس الله روحه ونور ضريحه ، فيما قرأته عليه من كتاب المقنعة بروايته عن شيخه الفقيه حسين بن رطبة ، عن خال والدي السعيد أبي عليّ الحسن بن محمّد عن والده محمّد بن الحسن الطوسيّ جد والدي من قبل أمه ، عن الشيخ المفيد (٣).

٢ ـ إنّ وفاة الشيخ ورّام في سنة ٦٠٥ ه‍ ووفاة الشيخ الطوسيّ في سنة ٤٦٠ ه‍ ، فبين الوفاتين ١٤٥ سنة ، فكيف يتصور كونه صهرا للشيخ على بنته ، وإن فرضت ولادة هذه البنت بعد وفاة الشيخ ، مع أنّهم ذكروا أنّ الشيخ أجازها.

٣ ـ لم يذكر السيّد ابن طاوس هذا الأمر في أيّ من مؤلّفاته ، مع شدة حرصه على التفصيل في مثل هذه الأمور.

٤ ـ لم يتعرض أحد من أصحاب التراجم والإجازات لهذا الأمر ، مع العلم أنّ مصاهرة الشيخ من المفاخر التي يشيرون إليها.

__________________

(١) لؤلؤة البحرين : ٢٣٧ ، روضات الجنّات ٤ : ٣٢٥.

(٢) مستدرك الوسائل ٣ : ٤٧١ ، بتصرف.

(٣) إقبال الأعمال : ٨٧.

١٧

ج ـ إخوته :

١ ـ السيّد عزّ الدين الحسن بن موسى بن طاوس ، توفي في سنة ٦٥٤ ه‍ (١).

٢ ـ السيّد شرف الدين أبو الفضائل محمّد بن موسى بن طاوس ، استشهد عند احتلال التتار بغداد في سنة ٦٥٦ ه‍ (٢).

٣ ـ السيّد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاوس ، من مشايخ العلاّمة الحلّي ، وابن داود صاحب الرجال ، كان عالما فاضلا ، له تصانيف عديدة في علوم الرجال والدراية والتفسير منها : « حل الإشكال » و « بشرى المحققين » و « شواهد القرآن » و « بناء المقالة الفاطمية » وغيرها من الآثار المهمة ، قال عنه ابن داود في كتابه الرجال : « رباني وعلمني وأحسن إليّ » ، توفي بعد أخيه السيّد رضيّ الدين علي بتسع سنين أي في سنة ٦٧٣ ه‍ (٣).

د ـ زوجته : هي زهراء خاتون بنت الوزير ناصر بن مهدي ، تزوجها بعد هجرته إلى مشهد الإمام الكاظم عليه‌السلام ، والذي أوجب فيما بعد طول استيطانه في بغداد (٤).

ه ـ أولاده :

١ ـ النقيب جلال الدين محمّد بن عليّ بن طاوس ، ولد في يوم الثلاثاء المصادف ٩ محرم سنة ٦٤٣ ه‍ في مدينة الحلّة ، وقد كتب والده

__________________

(١) عمدة الطالب : ١٩٠.

(٢) عمدة الطالب : ١٩٠ ، الأنوار الساطعة : ١٧٦.

(٣) رجال ابن داود : ٤٦ ، عمدة الطالب : ١٩٠ ، الأنوار الساطعة : ١٣.

(٤) كشف المحجة : ١١١.

١٨

« كشف المحجة » وصية إليه وهو صغير في سنة ٦٤٩ ه‍ ، وقد تولى النقابة بعد وفاة والده سنة ٦٦٤ ه‍ ، وبقي نقيبا إلى أن توفي في سنة ٦٨٠ ه‍ (١).

٢ ـ النقيب رضيّ الدين عليّ بن علي بن طاوس ، سمي والده ، ولد في يوم الجمعة ٨ محرم سنة ٦٤٧ ه‍ في النجف الأشرف ، يروي عن والده ، وله كتاب « زوائد الفوائد » ، والظاهر أنّه كان نسابة مشهورا ، ولي النقابة بعد وفاة أخيه محمّد في سنة ٦٨٠ ه‍ ، وتوفي بعد سنة ٧٠٤ ه‍.

ومن الجدير بالذكر أنّ سيدنا المذكور كان مورد شبهة لكثير من الباحثين والمحققين لتشابه اسمه واسم والده.

فمن ذلك ما وقع فيه الدكتور مصطفى جواد في تحقيقه لكتاب « تلخيص مجمع الآداب » لابن الفوطي ، حيث ورد في ترجمة عفيف الدين أبي علي فرج بن حزقيل بن الفرج الاسرائيلي اليعقوبي الشاعر « أنه كان يتردد إلى حضرة النقيب الطاهر رضيّ الدين أبي القاسم عليّ بن علي بن طاوس الحسني ويسأله عن أشياء تتعلق بالأصول ... » (٢) فخلط الدكتور مصطفى جواد بينه وبين أبيه إذ راح يترجم لوالده على أنّه المقصود في المتن ، قائلا : « المعروف في تسميته أنّه رضيّ الدين عليّ بن سعد الدين أبي إبراهيم موسى النقيب العلاّمة الحلي المتوفّى سنة ٦٦٤ ه‍ ... » (٣) وساق ترجمة مفصلة.

مع العلم أنّ نظرة عابرة في تضاعيف كتاب « تلخيص مجمع الآداب » نفسه تدلنا ـ بما لا يدع مجالا للشك ـ على أنّ المقصود هو ابن السيّد ابن طاوس.

__________________

(١) كشف المحجة : ٤ ، عمدة الطالب : ١٩٠ ، لؤلؤة البحرين : ٢٣٨ ، الأنوار الساطعة : ١٦٤.

(٢) تلخيص مجمع الآداب ١ : ٥٠٩.

(٣) نفس المصدر ( الهامش ).

١٩

فقد ورد في ج ٢ ص ٨١٧ رقم ١١٩٤ ، في ترجمة عماد الدين أبي الفضل محمّد بن الحسن بن أبي لاجك السلجوقي النيلي الفقيه الأديب « ولما توجه النقيب رضيّ الدين عليّ بن طاوس إلى الحضرة في شوال سنة أربع وسبعمائة كان في الصحبة ».

وورد في ج ٣ ص ٢٥٥ ، في ترجمة فخر الدين أبي الحسن اليحيوي المعروف بابن الأعرج ، أنّه « استدعاه النقيب الطاهر رضيّ الدين أبو القاسم علي بن طاوس الحسني لما اهتم بجمع الأنساب سنة إحدى وسبعمائة ».

وفي ج ٤ ص ٦٣٤ رقم ٢٧٩٠ ، في ترجمة السوكندي « وجاء إلى حضرة النقيب الطاهر رضيّ الدين أبي القاسم عليّ بن طاوس الحسني لتصحيح نسبه ».

ولست أدري كيف لم يتنبه الدكتور لهذه التواريخ ( ٧٠١ ه‍ ، ٧٠٤ ه‍ ) مع أنّها وردت في نفس الكتاب! وإذا تنبّه لها كيف استطاع أن يجمع بينها وبين تأريخ وفاة السيّد عليّ بن طاوس في سنة ٦٦٤ ه‍!!.

٣ ـ شرف الأشراف : وصفها والدها في كتابه الأمان من أخطار الأسفار والأزمان بـ « الحافظة الكاتبة » وقال عنها في سعد السعود : « ابنتي الحافظة لكتاب الله المجيد شرف الأشراف ، حفظته وعمرها اثنا عشرة سنة » (١).

٤ ـ فاطمة : قال السيّد المؤلّف في كتابه سعد السعود : « فيما نذكره من مصحف معظم تام أربعة أجزاء وقفته على ابنتي الحافظة للقرآن الكريم ( فاطمة ) حفظته وعمرها دون تسع سنين » (٢).

ويظهر ممّا ذكره السيّد ابن طاوس في آخر رسالة المواسعة والمضايقة

__________________

(١) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان : ١١٦ ، سعد السعود : ٢٦.

(٢) سعد السعود : ٢٧.

٢٠