الإمامة والتبصرة من الحيرة

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي

الإمامة والتبصرة من الحيرة

المؤلف:

أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي


المحقق: السيد محمد رضا الحسيني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣١٨

الإمامة

والتبصرة من الحيرة

١

٢

الإمامة

والتبصرة من الحيرة

تأليف

الشيخ المحدث الفقيه الجليل الإمام أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي

المتوفى سنة ١٣٢٩ هجرية

مؤسسة آل البيت (ع)

لاحياء التراث

٣

٤

بسم الله الرحمن الرحيم

دليل الكتاب :

- المقدمة في فصلين

الفصل الأول مع المؤلف الشيخ الامام أبي احسن ابن بابويه

الفصل الثاني حول كتاب : الإمامة والتبصرة من الحيرة )

نماذج مصورة من المخطوطة

متن الكتاب المحقق ، وبذيل صفحاته تخريج أحاديثه

- فهارس الكتاب :

١ - الآيات القرآنية الكريمة

٢ - الأحاديث الشريفة

- أعلام الكتاب

- الكتب والمؤلفات

المصطلحات المتنوعة

٦ - المصادر والمراجع المعتمدة في المقدمة والتخريج والتحقيق

- المحتوى

٥

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام التامين على نبيه الكريم ، سيدنا محمد رسول الله وعلى الأئمة الكرام الميامين من آله ، علي أمير المؤمنين ، والمعصومين من ذريته .

والتحية والرضوان لأوليائهم المتقين

واللعن والهوان لأعدائهم ومبغضيهم أجمعين

إلهنا بك نستعين

٦

المقدمة

الامام أبو الحسن ابن بابويه وكتابه الامامة والتبصرة

دراسة مستوعبة لكافة جوانب حياة الامام المحدث الفقيه الشيخ ابي الحسن علي ابن بابويه القمي . وما يرتبط بكتابه القيم : الامامة والتبصرة من الحيرة ) .

بقلم

السيد محمد رضا الحسيني

٧

٨

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الرسول الأمين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين ، واللعن الدائم على اعدائهم اعداء الدين

وبعد : فقد من الله علي بالعثور على نسخة من كتاب و الإمامة والتبصرة من الحيرة ، تأليف الشيخ الإمام ، المحدث الفقيه ، مرجع الطائفة في عصر الغيبة ، الشيخ أبي الحسن ، علي بن الحسين بن موسى ، ابن بابويه ، القمي ، المتوفى (۳۲۹) ، بعد أن كان في عداد المفقود من التراث ، فلم يوجد له ذكر منذ عصر مؤلفه حتى عصر العلامة المجلسي المتوفى (۱۱۱۰) ، ولم يعلم له وجود حتى عصرنا .

وقد وفقنا الله للقيام بأمر إحيائه بالتحقيق وتخريج أحاديثه وضبط نصه بما يليق بمكانته العلمية والتراثية ، ويليق بشأن مؤلفه الخالد رحمه الله

وفي خلال الفترة التي اشتغلت بتحقيق نص الكتاب جمعت ما يرتبط بالمؤلف من الأخبار، والآثار ، وبحثت عن حياته وآثاره كما تحدثت عن هذا الكتاب ونسخه وموضوعه وميزاته بشكل مستوعب ، فتألفت هذه الدراسة ، في فصلين :

الفصل الأول : في البحث حول المؤلف .

الفصل الثاني : في البحث عن كتاب الإمامة .

٩

والأمل أن تكون هذه الدراسة وافية بكل ما يرتبط بالشيخ أبي الحسن ، من الشؤون ومؤدية بعض ماله على الأجيال من الحقوق

والرجاء من الله أن يتقبل عملنا بقبول حسن ، إنه نعم المولى ونعم المجيب .

وكتب السيد محمد الرضا الحسيني الجلالي يوم الفطر سنة الف واربعمائة وخمسة

١٠

الفصل الأول )

مع الشيخ ابن بابويه ، في العناوين التالية :

۱ - عنوانه في كتب الحديث والرجال والتاريخ .

٢ - اسرته وأولاده

- موطنه

- عصره ومعاصر وه

ه - مشايخه

٦ - الرواة عنه

- مكانته الاجتماعية والعلمية .

- آثاره : رواياته وكتبه

١١

۱ - عنوانه في كتب الحديث والرجال والتاريخ :

علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، أبو الحسن القمي ، ، هكذا عنونه وكناه ونسبه كل من النجاشي (۱) والطوسي (۲) وكذلك ابن النديم ، لكنه كناه بابن بابویه (۳)

ويُطلق عليه ابنه أبو جعفر الصدوق محمد ، قوله : « أبي » في صدر رواياته عنه في جميع كتبه

ويُطلق عليه في كتب الحديث والتاريخ كل من العناوين التالية : « علي بن بابويه (٤) و «أبو الحسن ابن بابويه (٥) و « أبو الحسن (١)

ويُطلق عليه المتأخرون ما يلي : ( والد الصدوق » و « الصدوق الأول ، ، وابنه أبو جعفر محمد هو الصدوق الثاني ، ولذا يُطلق عليهما معاً : الصدوقان )

(١) الرجال ، للنجاشي ( ص ۱۹۸)

(۲) رجال الطوسي (ص) (٤٨٢) .

(۳) الفهرست ، لابن النديم (ص (٢٤٦) .

(٤) انظر : رياض العلماء (٥٫٤) ورجال السيد بحر العلوم (۷۷٫۲) وبحار الأنوار (١٠٦٫٤٩) واكثر ما يستعمل ذلك في كتب الفقه

(٥) انظر : الغيبة للطوسي (ص ۷ - ۱۸۸) .

(٦) انظر : اختيار معرفة الرجال ( للكشي ) رقم (۱۱۲٤) (ص (٦٠٥) ، ومجمع الرجال (۲۷۳٫۳) ورياض العلماء (٥٫٤) و (٤٣٥٫٥)

١٢

ووصفه المحقق الداماد به الصدوق ابن الصدوق (۱)

أما كلمة و الصدوق ، وحدها فتنصرف - عند الاطلاق - إلى الابن . ويُطلق عليهما معاً : ( ابنا بابويه (۲) . أما ( ابن بابويه ، فينصرف أيضاً إلى الابن ، وقد يُطلق ونادراً على الأب (۳)

وذكره صاحب كتاب النقض باسم : علي حسينان قمي (٤) ، وقال . محققه : ان الألف والنون ، تلحقان بالكلمة للدلالة على النسبة ، فعلي منسوب الى والده ، والمراد : : علي بن الحسين (٥)

وله سمي معاصر هو : « علي بن بابويه : :

قال شيخنا الطهراني رحمه الله : علي بن بابويه ، الذي قتله القرامطة في حالة طواف الكعبة في (۳۱۰) كما حكاه الطريحي في ( مجمع البحرين ) في مادة قرمط و عن البهائي (٦) .

ونقل الشيخ المحدث النوري قصته عن كتاب و الإعلام بأعلام بيت الله الحرام ، الذي ألفه القطبي الحنفي ، عند شرح دخول القرامطة إلى المسجد الحرام ، وقال : أن القرامطة دخلوا المسجد أيام الموسم ، وراثت خيولهم في المسجد ، وركض أبو طاهر القرمطي بسيفه مشهوراً ، فصفر بفرسه عند البيت الشريف ، فبال وراث ، والحجاج يطوفون حول البيت الحرام والسيوف تنوشهم الى ان قتل في المطاف ألف وسبعمائة طائف محرم ، وكان علي بن بابويه ممن يطوف ، فلم يقطع طوافه ، وجعل يقول :

كفتية الكهف لا يدرون كم لبثوا

(١) الرواشح السماوية (ص ١٥٠ و ١٥٩) .

(۲) رياض العلماء (ج ١ ص (١١)

(۳) المصدر السابق ، نفس الموضع .

(٤) النقض (ص (۲۰۹) .

(٥) تعليقات النقض للمحدث الأرموي (ج ۱ ص ۱۰۳) .

(١) نوابغ الرواة - الجزء الأول من طبقات اعلام الشيعة (ص ١٧٥) ...

١٣

والسيوف تقفوه ، إلى أن سقط ميتاً رحمه الله تعالى (١)

لكن السيد محمد مهدي الخرسان - بعد ان نقل القصة عن ( الاعلام ) للقطبي ( ص ٧٥) ذكر ان من الغريب قول الطريحي نقلاً عن البهائي وقوع القصة في سنة (۳۱۰) فان دخول القرامطة الى مكة كان في سنة (۳۱۷م) كما في

وابن كثير وغيرهما (۲)

اقول : وقد ذكر الفاسي المكي (۸۳۲) هذا الرجل بعنوان : « علي بن بابويه الصوفي المحدث ، وقال : توفي في ذي الحجة سنة سبع عشرة وثلاثمائة بمكة مقتولاً في فتنة القرامطة ، وكان يطوف بالبيت والسيوف تنوشه ، وهو

وأورد البيت المذكور (۳)

وعلى كل ، فقد ذكر شيخنا الطهراني : ان علي بن بابويه هنا ليس هو والد الصدوق المدفون بقم (٤)

وقد ذكر بعض الأفاضل ان الذي قتل في طواف الكعبة اسمه و علي بن بادية ) . ولم اعثر على مصدر يذكر ذلك ، فلاحظ

اقول : ونجد في ما يرتبط بالشيخ المترجم حديثاً حول ذهابه الى الحج في السنة التي خراجت فيها القرامطة على البيت الشريف واليك نصه - كما رواه الشيخ الطوسي ، قال : اخبرني جماعة ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، قال : حدثني جماعة من أهل بلدنا القميين (٥) كانوا ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة على الحاج ، وهي سنة تناثر الكواكب - : أن والدي رضي الله عنه كتب الى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه يستأذن في الخروج الى الحج ؟ .

(۱) مستدرك الوسائل ج ۳ ص (۲۸۱) .

(۲) معاني الأخبار - طبع النجف - المقدمة (ص (٦) .

(۳) العقد الثمين (ج) ٦ ص ١٤٣) رقم (٢٠٤٠) .

(٤) نوابغ الرواة (ص (١٧٥) ...

(٥) كذا الظاهر ، وفي المصدر : المقيمين .

١٤

فخرج في الجواب : و لا تخرج في هذه السنة . .

فأعاد ، فقال : هو نذر واجب ، أفيجوز لي القعود عنه ؟ .

فخرج الجواب : إن كان لا بد ، فكن في القافلة الأخيرة » . فكان في القافلة الأخيرة ، فسلم بنفسه ، وقتل من تقدم من القوافل الآخر (١) .

ولا يمكن للناقد أن ينفي ارتباط الحكايتين ، كما أنه ليس بامكاننا البت بشيء حول ذلك ، لأنه بحاجة إلى فراغ لم نجده فعلاً .

وله سمي آخر : وهو شخص آخر يشترك مع شيخنا المترجم في الكنية واسم الجد جرى بينه وبين الحسين بن حمدان الخصيبي ، المتوفى سنة (٣٥٨) حديث ذكره الأخير في كتابه ( الهداية ) وسماه و أبا الحسن ابن بابويه ، وذكر أنه لقيه في منزله ببغداد بالجانب الشرقي ، والحديث طويل سنذكره في موضع آخر من هذه الرسالة (٢) .

وله سمي ثالث : نقل ابن الجوزي البغدادي المتوفى سنة (٥٩٧) ما نصه : أخبرنا أبو بكر بن حبيب ، أنبأنا أبو سعد بن أبي صادق ، انبأنا ابن باكويه : سمعت محمد بن أحمد البخاري يقول :

كان علي بن بابويه من الصوفية ، فاشترى - يوماً من الأيام - قطعة لحم ، فأحب أن يحمله إلى البيت ، فاستحيى من أهل السوق ، فعلق اللحم في عنقه ، وحمله إلى بيته

وترجم ابن الصابوني المتوفى سنة (٦٨٠) في عنوان ( بابويه ) لشخص بعنوان : الامام أبو الحسن علي بن الحسين ابن بابويه الرازي ، فقال :

روى لنا عنه الشيخ أبو المجد ، محمد بن الحسين بن احمد القزويني الصوفي ( ٥٥٤ - ٦٢٢ ) أربعين حديثاً من الرباعي عن الأربعين ، من تخريجه ،

(١) الغيبة للطوسي (١٩٦) .

(۲) يأتي بعنوان (۷) - مكانته الاجتماعية ) في هذا الفصل (ص (٦٦ - ٧٠) .

(۳) نقد العلم والعلماء ( اوتلبيس ابليس ) (ص (٣٤٤)

١٥

بسماعه منه (١)

وظن محقق الكتاب الدكتور مصطفى جواد أن صاحب الترجمة هو شيخنا والد الصدوق المتوفى (۳۲۹) وحاول توجيه بعد المطبقة بينه وبين أبي المجد القزويني الراوي عنه بـ « أن المراد سماع الجزء عن مشايخه عنه . .

لكن هذه المحاولة أشبه ما تكون بالاجتهاد في مقابل النص

والذي تقتضيه الطبقة أن يكون المقصود بالترجمة هو الشيخ أبو الحسن علي الرازي المعروف بـ ( منتجب الدين ، من أحفاد شيخنا والد الصدوق ، فهو : علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن علي ( شيخنا والد الصدوق ) (۲) .

وقد نسب في كتاب ابن الصابوني إلى جده إما سهواً أو اختصاراً

وهو صاحب و الفهرس : المعروف به ، كما اشتهر بكتابه : الأربعين ) لالتزامه فيه منهجاً بديعاً وهو : رواية الأربعين حديثاً عن أربعين شيخاً عن أربعين صحابياً ، في فضائل الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (۳) .

والوجه فيها ذهبنا اليه بعد اعتبار الطبقة :

أولاً : اشتهار الشيخ منتجب الدين بكتاب الأربعين المذكور ، دون شيخنا والد الصدوق .

ثانياً : وصف المترجم في كتاب ابن الصابوني بـ « الرازي ، ولم نجد في شيء من كتب الرجال أو الترجمة أو الحديث وصف شيخنا والد الصدوق بذلك بينما الشيخ منتجب الدين مشهور به .

وقد ذكر ابن الفوطي في ترجمة الشيخ منتجب الدين رواية و أبي المجد  (۱) تكملة إكمال الاكمال (ص) ۱۷ - ۱۸) . (۲) ضيافة الأخوان (ص ٢٦ - ٢٧)

(۳) الذريعة (ج ١ ص ٤٣٣ ) .

١٦

لفزويني ، عنه (۱) .

وله سمي رابع :

جاء في ذيل تاريخ بغداد ، لابن النجار ، ما يلي :

أنبأنا أبو محمد ابن الأخضر - ونقلته من خطه : أنبأنا يحيى بن ثابت بن بندار ، فيما قرأته عليه ، عن أبيه : ثنا أبو يعلب (۲) عبد الوهاب بن علي بن الحسن الملحمي : انبا القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري :

أبو السائب عتبة بن عبد الله : ثنا عبد الله بن محمد الجمال الزوزني (۳) قال : كنت ، وعلي بن موسى بن بابويه (٤) القمي ، وقد أهل الري ، فلما بلغنا نيسابور ، قلت لعلي بن موسى القمي : هل لك في زيارة قبر الرضا بطوس ؟

فقال : خرجنا الى هذا (٥) الملك ، ونخاف ان يتصل به عدو لنا إلى زيارة القبر ، ولكنا اذا انصرفنا

فلما رجعنا ، قلت له : هل لك في الزيارة ؟ .

فقال : لا يتحدث أهل الري أني خرجت من عندهم مرجئاً ، وأرجع

إليهم رافضياً

فقلت : فتنتظرني في مكانك ؟ قال : أفعل

وخرجت فأتيت القبر عند غروب الشمس ، وأزمعت المبيت على القبر ، (٦) فسألت امرأة حضرت من بعض سدنة القبر : هل من حذر بالليل ؟ فقالت : لا . فاستدعيت منها سراجاً ، وأمرتها بإغلاق الباب ، ونويت أن أختم

(۱) تلخيص مجمع الآداب ، رقم الترجمة (١٧٣٦) لاحظ فهرست اسماء علماء الشيعة ومصنفيهم للشيخ منتجب الدين (ص) (٤٢) .

۲) كذا وردت الكلمة مهملة .

(۳) كذا في نسخة ذيل تاريخ بغداد ، وفي نسخة كشف الغمة : « الرازي ، بدل الزوزني

(٤) كذا في نسخة الكشف ، لكن ورد في الذيل : « بونا ، مهمله

(٠) كذا في الكشف، وفي الذيل : و عند » بدل و هذا » .

(٦) كذا في كشف الغمة ، ووردت كلمة ( حذر ( مهملة في نسخة الذيل .

١٧

القرآن على القبر ، فلما كان في بعض الليل ، سمعت قرائة ، فقدرت (١) أنها قد أذنت لغيري ، فأتيت الباب فوجدته مغلقاً ، فانطفأ السراج ، فبقيت أسمع الصوت فوجدته من القبر ، وهو يقرأ سورة مريم ، فقرأ : ( يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفداً ، ويُساق المجرمون إلى جهنم ورداً ، وما كنت سمعت هذه القرائة ، فلما قدمت الري بدأت بأبي القاسم (۲) العباس بن الفضل بن شاذان ، فسألته : هل قرأ أحد بذلك ؟ قال : نعم ، النبي صلى الله عليه [ واله ] وسلم .

وأخرج إلى قرائته صلى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فإذا هو كذلك (٣) .

ونسخة ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ، موجودة في باريس بالمكتبة الوطنية رقم (۱۲۳۹) .

وأورد الرواية المذكورة الإربلي في كشف الغمة ج ۳ ص (۹۰) قال : قال الحافظ عبد العزيز الجنابذي في كتابه ... عن عبد الله بن محمد الجمالي إلى آخر ما ذكرنا باختلاف يسير أشرنا إليه في الهوامش .

وعبد العزيز الجنابذي هو ابن الأخضر الذي روى عنه ابن النجار في بداية سنده و کتابه موسوم بـ ( معالم العترة النبوية ، وقد توفي سنة (٦٠٠) .

وبالرغم من اشتراك المذكور في هذه الرواية مع شيخنا أبي الحسن والد الصدوق ، في الاسم ، واسم الجد ، والانتساب إلى قم ، وكونه من آل بابويه ، فان نسبة هذه القصة إلى شيخنا أبي الحسن غير ممكنة ، إلا أن تكون محرفة ، أو محتوية على سقط ، لكن اتفاق الإربلى وابن النجار في نقلها كذلك عن كتاب ابن الأخضر يوكد عدم التصحيف ، كما يؤكد وجودها بهذه الصورة أن الشيخ الصدوق محمد بن علي القمي ابن شيخنا ابي الحسن ابن بابويه ، أوردها كذلك في كتابه و عيون أخبار الرضا عليه السلام ، قال : حدثنا أبو علي

(۱) كذا في كشف الغمة ، ووردت كلمة ( فقدرت ( مشوشة في الذيل . ۲) زاد في الذيل هنا كلمة ( بن . .

(۳) نقلت ما في التاريخ من مذكرات العلامة السيد عبد العزيز الطبطبائي دام ظله .

١٨

محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى المعاذي ، قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الحكمي الحاكم بنوقان ، قال : خرج علينا رجلان من الري برسالة بعض السلاطين بها إلى الأمير نصر بن أحمد ببخارى (۱) ، وكان أحدهما من أهلى الري ، والآخر من أهل قم ، وكان القمي على المذهب الذي كان قديماً بقم في النصب (۲) ، وكان الرازي متشيعاً ... (۳) .

ثم أورد القصة تلك بعبارات مختلفة

فهل القمي المذكور هو شيخنا أبو الحسن ، كان يعيش حياة التقية في ظل الطائفية البشعة في مدينة الري ؟

أو أن النص غير مروي على وجه الضبط والصحة ؟

أو أن المذكور في الرواية شخص آخر ؟

وأظن أن الصواب في الرواية كون القمي هو الشيعي ، ليكون موافقاً للمذهب الذي كان بقم ، ويوافق موضوع زيارة الإمام الرضا عليه السلام ، ومراجعة ابن الفضل بن شاذان الرازي الشيعي المعروف ، وإذا كان كذلك ، فلا يبعد ان يكون المذكور هو الشيخ ابو الحسن المترجم ، فلاحظ

(۱) نصر بن أحمد هو الأمير الساماني الذي حكم بلاد ما وراء النهر من سنة (٢٦١) الى سنة (۲۷۹) . انظر تاریخ بخاری (ص ٩٤ - ٩٨)

(۲) الملاحظ أن قم كانت شيعية منذ تمصيرها من قبل الأشعريين ، وسيأتي نقل كلام البلدانيين حول تشيع أهل قم ، على أن هذه العبارة تنفي أن يكون الشخص القمي هو والد الصدوق .

(۳) عيون أخبار الرضا عليه السلام ج ۲ ص (۲۸۱) الحديث (٦) .

١٩

٢ - أسرته وأولاده :

ه آل بابويه (١) من الأسر العلمية الشهيرة التي كان لها مقام اجتماعي كبير في مدينة ( قم المقدسة ، إلى جانب تخصص ذويها بالفقه والحديث . قال عنها المؤرخ ابن أبي طي : ١ بيت العلم والجلالة (٢) ...

وبالرغم من عدم توفر الأضواء على أصول الأسرة ، إلا أن المعروفين من آباء شيخنا المترجم ، كالمذكورين من أولاده واقربائه ، يتميزون كلهم بالاشتغال بالعلم ، إلا من شد .

يقول الشيخ الأفندي في ترجمة الحسين ابن شيخنا المترجم : هو وأخوه وابن

(۱) للتحقيق في ما يرتبط بكلمة ( ويه ، الملحقة بهذا الاسم وكثير من الاسماء الأخرى ، وكيفية لفظها ، راجع ما كتبه الاستاذ المحقق سعيد نفيسي في مقدمة : مصادقة الاخوان المطبوع بطهران منسوباً إلى الشيخ الصدوق .

وقد ذكر الاستاذ نفيسي انه الف رسالة حول ذلك ، وجمع الأسماء التي عثر عليها بهذا التركيب ، فبلغت (٤٨٣) اسماً .

كما ان العلامة السيد محمد مهدي الخرسان الموسوي ذكر في ما قدم به بعض كتب الصدوق أنه ألف رسالة و التنويه في الأسماء المختومة بويه ) .

ولا بد أن السيد الخرسان قد حقق الأمر فيما يتعلق بهذه الكلمة ، لما تعهد فيه من سعة الاطلاع وطول الباع في استقصاء ما يبغيه .

ولضبط كلمه ، ويه ، راجع - ايضاً - ا - الاعلام ، للزركلي (ج) ٤) ص (٤٠) الطبعة الثالثة

(۲) نقله ابن حجر في لسان الميزان ج ۲ ص (۱) في ترجمة ( بابويه بن سعد ، من آل بابويه

٢٠