مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام - المقدمة

مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام - المقدمة

المؤلف:


الموضوع : الفقه
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٦٦

١
٢

طلبنا من سماحة العلامة آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ـ دام ظله ـ ترجمة المؤلف الجليل فتفضل علينا بإرسال هذه الرسالة التي سماها منهج الرشاد في ترجمة الفاضل الجواد مع تحقيقات ثمينة ممتعة أخر في سرد من ألف في أحكام القرآن لا يستغنى عنها الباحثون. فله منا الشكر ، ومن صاحب الشريعة الجزاء.

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله على إفضاله ونواله ، والصلاة والسلام علي سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله.

وبعد : يقول العبد المستكين اللائذ العائذ بأبواب أهل بيت الوحي والسفارة الإلهيّة وخادم علومهم المكتسبة من المشكوة النبويّة أبو المعالي شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي ـ رزقه الله حلاوة ذكره ومناجاته وحشره تحت لواء أجداده ـ :

إنّ من أجلّ العلوم القرآنيّة والشؤون المتعلّقة بكتاب الله العزيز هو العلم بآيات الأحكام المستفادة منها الحلال والحرام ، ومن ثمّ توجّهت إليه همم فطاحل الإسلام ، ورجالات الفضل والدين ، ركبوا مطايا المشاقّ ، وألقوا العزم قدّامهم في هذا الموضوع لم يألوا الجهود وبذلوا ما كانت لهم من المساعي. ألّفوا وصنّفوا في خير موضوع منهم من استقلّ ومنهم من استكثر ، منهم من شرح ، ومنهم من علّق باللغتين الساميتين : العربيّة والفارسيّة سيّما أصحابنا معاشر شيعة آل الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله المستضيئين من نبارس أنوار الأئمّة الميامين المستفادة من علم النبيّ ، المتّخذ بالوحي والرسالة عن عالم القدس الإلهيّ ، ـ فلله درّهم ، وعليه تعالى أجرهم ـ لقد أجادوا فيما أفادوا ، وأتوا هنالك بما فوق ما

٣

كان يؤمّل ويراد ـ فشكر الباري سبحانه تلك المجاهدات الشاقّة منهم ، وأنالهم الأجر شفعا وترا ، وأسأل عليهم من رحمته كفلين آمين آمين.

وممّن أجال جواد اليراع في هذا المضمار ، وأخذ السبق في هذا السباق : ها هو الحبر الخبير في جلّ العلوم الإسلاميّة ، خرّيت الفقه والأصول ، علم التفسير ومنار الأدب ، كبش كتيبة التأليف ، مقدام فرسان التصنيف ، المكثر المجيد المجيد فيهما العلامة الشيخ محمد المشتهر بالفاضل الجواد الكاظمي ـ قدّس الله لطيفه وأجزل تشريفه ـ ولعمري إنّه كاستاذه العلّامة الجليل في العلوم والفضائل المتنوّعة مولانا الشيخ بهاء الدين محمّد العاملي من أسلافنا ومفاخرنا المباهي بهم في الإحاطة بصنوف الفضل في عالم التشيّع ، كيف لا وقد أبهر الأنظار بترصيف كتابه المستطاب «مسالك الأفهام في تفسير آيات الاحكام» وأيم الله وأنّه لأبرّ قسم هو من أحسن ما رأيته في هذا العلم الشريف قد حوى التحقيقات الدقيقة ، والنكات العلميّة حول تلك الآيات الكريمة ، وشرح معاضلها ، وحلّ مشاكلها بألفاظ جزلة ، وفوالب سهلة ، استفاد أكثرها من إفادات أستاذه المذكور ، ومن المأسوف عليه أنّ هذا السفر الجليل لم ينشر ولم يطبع إلى الحال ، وكان عزيز المنال ، قليل الوجود ، عسير الوصول ، مهجورا خامل الذكر في بعض دور الكتب وخزائنها ، لم يطّلع عليه إلّا الأوحدي المجدّ في البحث والتنقيب. إلى أن وفّق الله سبحانه العبد الصالح الموفّق لنشر الكتب الدينيّة ، وإذاعة الأسفار الشرعيّة ذخر الكرام والأجلّة صفوة الأفاضل والتجّار ، فضيلة الحاج الشيخ عبد الكريم المرتضوي الشهير بچيت چيان» ـ أدام الباري تعالى شأنه أيّامه ، وأمدّ توفيقه الّذي هو خير رفيق ـ فعزم وجزم على طبعه وانتشاره على أحسن نمط ، وخير ما يؤمّل في نشر الكتب من الاهتمام في التصحيح وجودة الطبع والقرطاس ، وراعى كلّ ما كان يرجى في ذلك حتّى أبرزه على ما هو المأمول والمرتقب ، ولا غرو فإنّه والحمد لله تعالى ممّن وفّقه المولى سبحانه بخدمة الدين ونشر زبره في هذا العصر المتعوس ، والدهر المنكوس الّذي أصبحت فيه خيام العلوم الشرعيّة قريبة من التفوّض ، فكم له أيادى جليلة في هذا الباب ـ شكر الرحمن

٤

سعيه ، وأدام سعادته ، وزاد في بركته ـ وقام بالتعليق عليه وإخراج أحاديثه ، فضيلة العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، صفوة الأماجد والأكارم ، ذخر أقرانه والأماثل ، حجة الإسلام الشيخ محمد الباقر الشريف الجرباذقانى ـ حرسه المولى الكريم بعينه لا تنام آمين.

ثمّ إنّ الناشر الوجيه المكرّم طلب منّى تحرير وجيزة في ترجمة حياة ناسق هذه الدراري ، ولم أجد بدّ أمن الإسعاف رعاية لمقامه ، فألّفت هذه العجالة الّتي هي كلقطة العجلان ، وسمّيتها «منهج الرشاد في ترجمة الفاضل الجواد» واكتفيت بالإشارة إلى بعض خصوصيّاته ـ قدس‌سره ـ على سبيل التفهرس ، وتركت البسط والتفصيل فيها ، كلّ ذلك لتراكم الهموم والأحزان علىّ من الجهات ، وتشويش البال ، واحتراق القلب ، واستعجال الناشر للكتاب ، والمرجوّ من أرباب الاطّلاع ، وعلماء التراجم أن يعذرونى في الاختصار والإيجاز ـ فرّج الله عن كلّ مكروب سيّما عن هذا الكئيب بالنبيّ الأمين ، وعترته البررة الميامين.

فأقول مستمدّا من توفيق ربّى اللطيف :

قد ألّف وصنّف من علماء الإسلام على اختلاف مذاهبهم ، وتشتّت مشاربهم في هذا العلم الشريف جمّ غفير ، وهاهى أسماء بعض علماء المذاهب الأربعة :

منهم : أبو عبد الله محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب القرشي المطلبي إمام الشوافع ، المتوفّى سنة ٢٠٤ بمصر ، له كتاب أحكام القرآن.

ومنهم : أبو الحسن علىّ بن حجر بن محمّد السعدي المتوفّى سنة ٢٤٤ ، له كتاب : أحكام القرآن.

ومنهم : القاضي أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق الأزدي المتوفّى سنة ٢٨٢.

ومنهم : أبو الحسن علىّ بن موسى بن يزداد الحنفيّ القميّ الأصل المتوفّى سنة ٣٠٥ ، له أحكام القرآن.

ومنهم : أبو جعفر أحمد بن محمّد الطحاوي الفقيه الشهير المتوفّى سنة ٣٢١ ، له كتاب أحكام القرآن.

٥

ومنهم : أبو محمّد القاسم بن أصبغ القرطبي المفسّر النحوي اللغوي المتوفّى سنة ٣٤٠ له كتاب أحكام القرآن.

ومنهم : أبو بكر أحمد بن علىّ الرازي البغدادي الحنفي الشهير بالجصّاص المتوفّى سنة ٣٧٠ ، له كتاب : شرح أحكام القرآن طبع بالقاهرة في ثلاث مجلّدات في سنة ١٣٤٧ ، وهو من أبسط كتبهم في هذا الموضوع ومن أحسنها.

ومنهم : أبو محمّد مكّي بن أبي طالب القيسي المتوفّى سنة ٤٣٧ ، له كتاب مختصر أحكام القرآن.

ومنهم : الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي المتوفّى سنة ٤٥٨ له كتاب أحكام القرآن.

ومنهم : أبو الحسن علىّ بن محمّد الطبرسي ثمّ البغدادي الشافعي الشهير بالكيا ـ الهراس ، المتوفّى سنة ٥٠٤ ، له كتاب أحكام القرآن.

ومنهم : العلّامة عبد المنعم بن محمّد بن فارس المالكي الأندلسي الغرناطي المتوفّى سنة ٥٩٧ ، له كتاب مختصر أحكام القرآن.

ومنهم : القاضي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد المالكي الأندلسي الإشبيلى المعافري الشهير بابن العربي المتوفّى سنة ٥٤٢ وقيل : سنة ٥٤٣ ، وكادت ولادته سنة ٤٦٨ ، له كتاب أحكام القرآن طبع في جزئين على نفقة ملك المغرب الأقصى السلطان عبد الحفيظ الحسنى الإدريسى بالقاهرة سنة ١٣٣١.

ومنهم : أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن أبى بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي الأندلسي القرطبي المالكي المتوفّى سنة ٦٧١ ، له كتاب : جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمّنه من السنن وآي القرآن.

ومنهم : أبو بكر صائن الدين يحيى بن سعدون بن تمام بن محمّد الأزدي الأندلسي المالكي ، المتوفّى بالموصل سنة ٦٧ له كتاب جامع أحكام القرآن.

ومنهم : الشيخ شمس الدين محمّد أبى بكر الدمشقي الزرعى الحنبلي الشهير بابن قيّم الجوزيّة ، المتوفّى سنة ٧٥١ له كتاب تفسير آيات الأحكام.

٦

ومنهم ، الحافظ أبو الفضل أحمد بن علىّ بن حجر العسقلاني الشافعي المصري المتوفّى سنة ٨٥٢ له ، كتاب في تفسير آيات الأحكام لم يتمّه.

ومنهم : الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبى بكر محمّد بن ناصر الدين محمّد الشافعي المصري السيوطي المتوفّى سنة ٩١١ له كتاب أحكام القرآن ، وكتاب الاكليل في استنباط التنزيل أكثر هذا السفر المنيف في شرح آيات الأحكام.

ومنهم : المولى محمّد الكافي بن الحسن الحنفي البسنوى الاقحصارى المتوفّى سنة ١٠٢٥. له كتاب أنوار القرآن في آيات الأحكام لم يتمّه.

ومنهم : المولى محمّد شمس الدين أبو بكر الهروي الحنفي نزيل بلدة بخارى المتوفّى سنة ١١٠٩ ، له كتاب أنوار القرآن في آيات الأحكام ، لم يطبع بعد.

ومنهم : المولى عبد الله البلخي الحنفي المتوفّى سنة ١١٨٩ له كتاب مدارك الأحكام ، وكتاب : أنوار القرآن كلاهما في آيات الأحكام لم يطبعا بعد.

ومنهم : السيّد عبد الله أبو محمّد الحسيني الهندي الأصل نزيل المدينة المنوّرة المتوفّى سنة ١٢٧٠ ، له كتاب : آي أحكام القرآن ، لم يطبع ولم يتمّ.

ومنهم : العلّامة السيّد أحمد (زيني دحلان) الحسنى الشافعي المفتي بمكّة المكرّمة المتوفّى سنة ١٣٠٤ ، له كتاب : منار الإسلام في شرح آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة السيّد أبو الطيّب النوّاب محمّد صدّيق خان بن السيّد حسن بن علىّ بن لطف الله الحسيني البخاري الواسطي الهندي القنوجى ، ملك بهوبال المتوفّى سنة ١٣٠٧ ، له كتاب نيل المرام من تفسير آيات الأحكام قد طبع مرارا. إلى غير ذلك من علمائهم وأفاضلهم.

وأمّا الزيديّة فقد ألّف جمع من علمائهم حول آيات الأحكام كتبا :

منهم : العلّامة السيّد يحيى المؤيّد بالله ابن حمزة بن علىّ الحسيني الزيدي اليماني المتوفّى سنة ٧٤٩ له شرح آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة السيّد أحمد المهدي لدين الله ابن يحيى بن المرتضى بن أحمد الحسني اليماني الصنعائى الزيدي المتوفّى سنة ٨٤٠ له كتاب كبير في آيات الأحكام

٧

لم يطبع.

ومنهم : العلّامة الشيخ محمّد شيخ الإسلام ابن يحيى بن محمّد بن بهران الصعدى اليماني الزيدي المتوفّى سنة ٩٥٧ له كتاب شرح آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة المعاصر ، الفقيه الأصولي ، المحدّث المفسّر الرجالي ، القاضي الحسين العمرى اليماني الصنعائى من أشهر علمائهم ، ومن مشايخنا في الرواية ، والظاهر أنّه توفّي سنة ١٣٨٠ له كتاب آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة سيّد ملوك الإسلام ، شرف العترة الطاهرة ، تاج السلاطين العظام ، جلالة الملك حميد الدين المتوكّل على الله يحيى بن محمد الحسني إمام الزيديّة في عصره المقتول غيلة سنة ١٣٦٧ من مشايخي أيضا في الرواية وأسانيدهم ، وكان هذا الشريف الجليل من مفاخر الزمان ـ أخذ الله بحقّه عمّن ظلمه ـ له كتاب في شرح آيات الأحكام لم يتمّ ولم يطبع ، وغيرهم ممّن يقف على أسمائهم كلّ من جاس خلال كتب تراجمهم وسيرهم.

وأمّا أصحابنا الإماميّة تبعة آل النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا تسئل أيّها القاري الكريم عن كثرة آثارهم في هذا الباب ، ونكتفي بذكر يسير من كثير ، وقليل من وفير ، روما للاختصار فنقول :

منهم : أبو النضر محمّد بن السائب الكلبي الكوفي النسّابة المحدّث المفسّر الثقة الأمين ، المتوفّى سنة ١٤٦ ، وكان من أصحاب الإمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله الصادق عليهما‌السلام ، له كتاب في تفسير آيات الأحكام ، روى فيه عن ابن عبّاس بالواسطة وأكثر النقل عنه ، وهو أوّل من صنّف في هذا الموضوع ، وهو مقدّم على الشافعي في هذه الخدمة للقرآن الكريم ، وكتابه هذا غير تفسير الكبير لتمام القرآن الشريف.

ومنهم. أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشر بن زيد بن أدرك بن بهمن الخراساني البلخي ثمّ الرازي ، المتوفّى سنة ١٥٠ ، له كتاب تفسير الخمسمائة آية في الأحكام.

٨

ومنهم : أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب الكلبي الكوفي المتوفّى سنة ٢٠٦ وقيل : سنة ٢٠٤. وكان كأبيه من أصحاب الصادقين عليهما‌السلام ، له كتاب تفسير آيات الأحكام ، وقد ذكرت ترجمته وترجمة والده في كتابي الكبير (طبقات النسّابين) ج ١ فليراجع.

ومنهم : العلّامة الوزير أبو الحسن عباد بن عبّاس بن عبّاد الطالقاني المتوفّى سنة ٣٨٥ ، له كتاب تفسير آيات الأحكام كما في المعجم لياقوت.

ومنهم : ابنه العلّامة الوزير كافي الكفاة الصاحب إسماعيل بن عبّاد المتوفّى سنة ٣٨٥ قريبا من وفاة والده ، له كتاب شرح آيات الأحكام لم يتمّ.

ومنهم : العلّامة الشيخ قطب الدين أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ، المتوفّى سنة ٥٧٣ ، له كتاب فقه القرآن في آيات الأحكام ، وعندنا منه نسخة عتيقة مصحّحة ، وعسى أن يوفّقني الله تعالى لطبعها ونشرها.

ومنهم : العلّامة الشيخ أبو الحسن محمّد بن الحسين بن الحسن البيهقي النيسابوري الكيدري على المشهور أو الكندري كما في كشف اللثام توفّى بعد سنة ٥٧٦ بقليل ، له كتاب تفسير آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة الشيخ فخر الدين أحمد بن عبد الله بن سعيد بن المتوّج البحراني المتوفّى بعد سنة ٧٧١ بقليل له كتاب النهاية في تفسير الخمسمائة آية في الأحكام وكان من تلاميذ فخر المحقّقين وهو غير الشيخ جمال أحمد الآتي اسمه ولكنّهما من أسره واحدة.

ومنهم : العلّامة الشيخ أبو عبد الله المقداد بن عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد السيوريّ الأسدي الحلّي ثمّ النجفي المتوفّى سنة ٨٢٦ : له كتاب كنز العرفان في فقه القرآن ، وعندي أنّه مع وجازته من أحسن ما دوّن بين كتب الفريقين في هذا الشأن ، وقد طبع مرارا ، ووفّق الباري تعالى ناشر هذا الكتاب بنشره في العام الماضي ، ورأيت ترجمته بالفارسيّة والاردوئيّة.

ومنهم : العلّامة الشيخ جمال الدين أحمد بن عبد الله بن محمّد بن الحسن بن المتوّج

٩

البحراني ، المتوفّى بعد سنة ٨٣٦ بقليل له كتاب : منهاج الهداية في تفسير آيات الأحكام الخمسمائة ، وكان كسميّه المشارك معه في أكثر الآباء والعصر والبلد من تلاميذ فخر المحقّقين.

ومنهم : ابنه العلّامة الشيخ ناصر بن جمال الدين أحمد المذكور ، المتوفّى في حدود سنة ٨٦٠ ، له كتاب : آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة الشيخ كمال الدين حسن بن شمس الدين محمّد الأسترابادي النجفي ، المتوفّى في حدود سنة ٩٠٠ ، له كتاب معارج السؤل ومدارج المأمول في تفسير آيات الأحكام فرغ منه سنة ٧٩١.

ومنهم : العلّامة المولى شرف الدين علىّ بن محمّد الشهفينكى كما في رياض العلماء أو الشيفنكى كما في هامش نسخة من أمل الآمل كان نزيل مشهد الرضا عليه‌السلام وبه توفّي سنة ٩٠٧ ، له كتاب : آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة المقدّس الملكوتي الصفات مولانا أحمد بن محمّد المحقّق الأردبيلي ثمّ النجفي المتوفّى سنة ٩٩٣ له كتاب : زبدة البيان في براهين أحكام القرآن وتفسير آيات أحكام القرآن ، طبع مرّتين بطهران الاولى في سنة ١٣٠٥ والثانية في سنة ١٣٨٦ باهتمام ناشر هذا الكتاب وكتابه من أشهر ما صنّف في الباب.

ومنهم : العلّامة الأمير أبو الفتح بن الأمير مخدوم بن الأمير شمس الدين محمّد الحسيني المتوفّى سنة ٩٨٦ ، له كتاب (تفسير شاهي) في آيات الأحكام ألّفه بالفارسيّة للسلطان المؤيّد الشاه طهماسب الأوّل الموسوي الصفوي ، وقد طبع ببلدة تبريز باهتمام العلّامة الحجّة البارع الحاج الميرزا ولى الله الإشراقى السرابى نزيل بلدة تبريز وأحد أفاضلها المحقّقين ـ حرسه المولى سبحانه ـ وألّفنا رسالة في ترجمة حياة المؤلّف سمّيناها (بالفتحيّة) وقد طبعت معه.

ومنهم : العلّامة السيّد شجاع الدين محمود بن علىّ الحسيني المرعشي المازندراني المتوفّى زمن السلطان الشاه طهماسب الأوّل الصفوي ، وكان مقرّبا لديه ومن تلاميذ المحقّق الكركي والراوي عنه ، وهو جدّ العلّامة السيّد حسين الحسيني

١٠

المرعشي المشتهر بسلطان العلماء وخليفة السلطان جدّي من طرف أمّهات أجدادي من طرف الآباء.

ومنهم : العلّامة الرجالي الثقة الأمين السيّد ميرزا محمّد بن علىّ بن إبراهيم الحسيني الأسترابادي صاحب الكتب الرجاليّة الشهيرة المتوفّى سنة ١٠٢٦ ، له كتاب آيات الأحكام ، وعندنا منه نسخة عتيقة يظنّ كونها بخطّه الشريف وهو مؤلّف نفيس حاو لفوائد دقيقة ونكات مستخرجة عن الآيات رشيقة.

ومنهم : العلّامة الميرزا رفيع الدين محمّد صدر الصدور ، ابن السيّد شجاع الدين الحسيني المرعشي المذكور المتوفّى سنة ١٠٣٤ ، وكان صدرا في دولة السلطان شاه طهماسب الأوّل الصفوي ، له كتاب في تفسير آيات الأحكام صنّفه باستدعاء ابنه العلّامة سلطان العلماء المذكور ، لم يتمّ ، والنسخة موجودة عند ذراري سلطان العلماء ببلدة أصفهان.

ومنهم : العلّامة الحاجّ المولى محمّد اليزدي الشهير بشاة قاضى المتوفّى في حدود سنة ١٠٤٠ له كتاب تفسير القطب شاهى في شرح آيات الأحكام ، صنّفه للسلطان محمّد قطب شاه من أشهر الملوك القطب شاهيّة بالهند.

ومنهم : العلّامة الشيخ محمّد بن الحسين العاملي المتوفّى في حدود سنة ١٠٨٠ له كتاب فتح أبواب الجنان في تفسير آيات أحكام القرآن ، رأيته بخطّه عند العلّامة الحجّة الحاج ميرزا خليل الله الشهير بشمس الأفاضل الكاشمرى الخواجه نصيرى نزيل طهران ، والظاهر أنّه لم يتمّه.

ومنهم : العلّامة السيّد محمّد سعيد بن سراج الدين قاسم الطباطبائي القهبائى المتوفّى سنة ١٠٩٢ ، له كتاب : مفاتيح الأحكام في شرح آيات الأحكام القرانيّة ، تصدّى فيه لشرح كلمات المحقّق الأردبيلي في كتابه : (زبدة البيان).

ومنهم : العلّامة السيّد محمّد بن علىّ بين حيدر الموسوي العاملي المكّي المتوفّى سنة ١١٣٩ ، له كتاب إيناس المؤمنين باقتباس علوم الدين عن النبراس المعجز المبين في تفسير الآيات القرانيّة الّتي هي الأحكام الأصليّة والفرعيّة.

١١

ومنهم : العلّامة المير محمّد إبراهيم الشهير بالمير ابراهيما ابن المير معصوم بن المير فصيح بن المير أولياء الحسيني التبريزي الأصل نزيل قزوين المتوفّى سنة ١١٤٩ له كتاب تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن لم يتمّه بل جفّ قلمه الشريف في أواسط كتاب الصلاة ، وهذا السيّد الجليل جدّ السلسلة الجليلة الحاج السيّد جوادية بقزوين.

ومنهم : العلّامة الشيخ أحمد بن إسماعيل بن العلّامة الشيخ عبد النبيّ الجزائري النجفي المتوفّى سنة ١١٥٠ وقيل ١١٥١ ، له كتاب قلائد الدرر في آيات الأحكام وقد طبع مرّتين : الأولى بطهران على الحجر ، والثانية بالغري الشريف في العام الماضي في ثلاثة أجزاء وهو من الكتب النافعة في موضوعه أورد فيه الأخبار المرويّة عن الأئمّة في ذيل تلك الآيات الكريمة بالبحث والتحقيق.

ومنهم : العلّامة الحاجّ ملا محمّد جعفر بن المولى سيف الدين الأسترآبادي الشهير بشريعتمدار نزيل طهران والمتوفّى سنة ١٢٦٣ ، له كتاب : دلائل المرام في تفسير آيات الأحكام ، والنسخة موجودة عند أحفاده الكرام ، والأسرة الشريعتمداريّة بيت الجلالة والرفعة في تلك البلدة من ذرّيّته ومن مشاهيرهم بل زعيمهم اليوم حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ محمّد جواد شريعتمدار ـ أدام الله بركته.

ومنهم : العلّامة الشيخ علىّ الشهير بشريعتمدار ابن العلّامة الحاج ملّا محمّد جعفر الأسترابادي نزيل طهران المتوفّى بها في سنة (١٣١٥) له كتابان في هذا الموضوع الأوّل : الدرر الأيتام في تفسير آيات الأحكام ، والثاني نثر الدرر الأيتام في شرح آيات الأحكام وهو أبسط من سابقه ، وهو من مشايخ والدي العلّامة النسّابة الحجّة الآية السيّد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي المتوفّى سنة ١٣٣٨.

ومنهم : العلّامة الحاج السيّد محمّد ثقة الإسلام بن فضل الله بن خداداد بن رشيد بن حمزة الموسوي الساروى الپهنه كلائي نزيل الغري الشريف المتوفّى سنة ١٣٤٢ ، له كتاب موضح آيات الأحكام في شرحها وهو من مشايخي ومشايخ والدي العلّامة في الرواية.

١٢

ومنهم : العلّامة المعمّر المتبرّك به المولى محمّد مهدي البنابى المراغي الحائري نزيل كربلاء المقدّسة والمتوفّى في حدود سنة ١٣٤٥ من مشايخي في الرواية ، له كتاب : مقلاد الرشاد في شرح آيات الأحكام.

ومنهم : العلّامة الحجّة الآية : الحاج الشيخ محمّد باقر بن المولى محمّد حسن بن المولى أسد الله بن عبد الله القائني البيرجندي الكاخكى المتوفّى سنة ١٣٥٢ من أجلّاء مشايخي في الرواية ، له كتاب : آيات الأحكام لقد أحسن فيه وأجاد.

١٣

كلمات حول التعريف بالمصنف الهمام

«اسمه ولقبه وكنيته»

هو العلّامة المقدام في علوم الإسلام : الشيخ أبو عبد الله محمّد الجواد شمس الدين الكاظمي المشتهر : بالفاضل الجواد.

«آبائه وأسلافه الكرام»

والده العلّامة الشيخ سعد الله ابن العلّامة الشيخ محمّد الجواد بن الحاج علىّ الأسدي الكوفي الشاعر ، ورأيت سرد النسب هكذا بخطّه المبارك على ظهر نسخة من الأربعين حديثا لشيخنا البهائي.

«أخلافه وأعقابه»

وببالي أنّى رأيت على ظهر نسخة من غاية المأمول شرح الزبدة هذه الجملات (ساقه القضاء إلى عبيده المسكين : جمال الدين محمّد بن الشارح المصنّف للكتاب) انتهى. وكلّما أجلت البصر ، وسرحت النظر في معاجم التراجم لم أجد ذكرا لولده وأعقابه ، نعم سمعت مرارا عن العلّامة الأستاذ آية الله شرف العترة : السيّد أبى محمّد الحسن صدر الدين الكاظمي المتوفّى سنة ١٣٥٤ أنّ أعقابه بالكاظميّة ، لكنّهم خاملو الذكر ولا يوجد بينهم من يتعاطى العلم.

«مشايخه في الدراية والرواية»

أخذ واستفاد العلوم الآلية وشطرا من الفقه وأصوله عن والده المبرور ، وعن غيره بمولده مشهد الإمامين الكاظمين عليهما‌السلام ، ثمّ انتقل إلى بلدة أصفهان ، وكانت يومئذ زاهية مزدانة بفحول العلماء يحجّ إليها روّاد العلم وطلّاب الفضل من كل فجّ عميق واختار بين تلك النجوم الزاهرة الكوكب اللامع المضيء في سماء الفضائل شيخنا البهائي واشتغل بالاستفادة منه ، وصار من خواصّه وأعزّ ندمائه ، وشرح بأمره الشريف أكثر

١٤

مؤلّفاته ويروى عن استاذيه المذكورين ورأيت إجازة الثاني له على ظهر كتاب من لا يحضره الفقيه بخطّه المبارك.

«تلاميذه في الدراية والرواية»

أخذ وروى عنه جمّ غفير وجمع كثير :

منهم : العلّامة الأمير شمس الدين محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي نزيل الغري الشريف ، والمتوفّى به ، له كتاب مبسوط في كيفيّة تقسيم الخمس في عصر الغيبة وأحكام السهام الستّة ، ومنه أنّه صنّفه في حياة أستاذه المترجم حيث يدعو له في خلال نقل شيء عنه بطول العمر ، وله كتاب في رجعة المعصومين.

ومنهم : العلّامة الشيخ محمّد بن علىّ الكاشاني المشتهر بالعاملى المتوفّى في حدود سنة ١٠٩٨ صاحب التعليقة على تفسير البيضاوي.

ومنهم : العلّامة الشيخ أبو الحسن علىّ بن الشيخ محمّد الهادي ابن العلّامة الشيخ سعد الله والد المترجم ، هو ابن أخيه المكثر في الاستفادة عن عمّه المفضال.

«كلمات العلماء في حقه»

كلّ من ذكره من علماء التراجم أثنى عليه وبجّله وأكرمه :

فمنهم : العلّامة الشيخ حسن بن عبّاس بن الشيخ محمّد علىّ البلاغي النجفي جدّ شيخنا الأستاذ آية الله الشيخ محمّد الجواد البلاغي ، قال في كتابه النفيس (تنقيح المقال) ما لفظه في حقّ المترجم : كان كثير الحفظ ، شديد الإدراك ، مستغرق الأوقات في الاشتغال بالعلوم. إلخ.

ومنهم : العلّامة الخوانساري في كتابه : روضات الجنّات : قال في ص ١٥٦ طبعة الجديدة ما لفظه بعد ذكر اسم المترجم : هو من العلماء المعروفين ، والعلماء المجتهدين صاحب تحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة في الأصول والمعقول والمنقول والرياضي والتفسير وغير ذلك. إلخ.

ومنهم : علّامة علم التراجم والسير الميرزا عبد الله أفندى ـ قدّس سره ـ فإنّه أطرء في الثناء عليه ، وذكر ما يقرب من عبائر الروضات بل فوقها في كتابه رياض العلماء

١٥

وحياض الفضلاء.

ومنهم : العلّامة المحدّث الحاج الشيخ عبّاس القمي في كتابه : الكنى والألقاب ج ٣ ص ٦.

ومنهم : العلّامة الميرزا محمّد عليّ المدرّس التبريزي الخيابانى قال في كتابه : ريحانة الأدب ج ٣ ص ١٨٠ ما محصّله : إنّه كان عالما في الفروع والأصول ، جامعا للمعقول والمنقول ، فقيها أصوليّا مفسّرا ، وله إلمام في كلّ العلوم المتداولة.

إلى أن قال في الثناء على كتابه المسالك : إنّه خير كتاب ألّف في هذا الموضوع إلخ.

وبالجملة تجد الأثنية الزاهية في حقّه من كلّ من ذكره ـ جزاه الله عن الإسلام خيرا.

آثاره العلمية

هو ممّن وفّقه الله تعالي شأنه بكثرة التأليف والتصنيف بالمتن والشرح والتعليق بقلم سيّال وعلى القراطيس جوّال ، وهاهى أسماء ما وقفت واطّلعت عليه.

١ ـ غاية المأمول في شرح زبدة الأصول صنّفه في زمن إقامته في بلدة أصبهان بأمر أستاذه شيخنا البهائي يقرب من أربعة عشر ألف بيت ، لم يطبع ولكنّه وفير الوجود.

٢ ـ شرح خلاصة الحساب ، شرحه بأمر أستاذه أيضا وطبع بطهران سنة ١٢٧٣ وعندنا منه نسخة مخطوطة نفيسة.

٣ ـ شرح كتاب الدروس لشيخنا العلّامة السعيد أبي عبد الله الشهيد ـ قدس‌سره ـ لم يتمّه خرج إلى أوّل كتاب الحجّ لم يطبع بعد.

٤ ـ شرح الرسالة الجعفريّة للعلّامة المثنّى به المحقّق الشيخ عليّ بن عبد الحال الكركي لم يطبع بعد.

٥ ـ رسالة في المواسعة والمضايقة في مسئلة الفوائت لم تطبع بعد.

٦ ـ شرح تشريح الأفلاك لاستاذه المذكور لم يطبع بعد.

١٦

٧ ـ شرح الرسالة في نسبة تضاريس الأرض لاستاذه المذكور لم يطبع بعد.

٨ ـ شرح رسالة أستاذه المذكور في مسئلة طهارة أهل الكتاب لم يطبع بعد.

٩ ـ شرح الرسالة الصمديّة في النحو لاستاذه المذكور لم يطبع بعد.

١٠ ـ توضيحات لمشكلات كتاب الكشكول لاستاذه المذكور لم تطبع بعد.

١١ ـ شرح بعض المعمّيات والألغاز الّتي ابتكرها أستاذه المذكور لم يطبع بعد.

١٢ ـ شرح كتاب (سرخاب) في علم الرمل لم يطبع بعد.

١٣ ـ شرح لطيف على الضوابط الرجاليّة الّتي أفادها أستاذه المذكور وهي قوله ـ قدس‌سره ـ كلّ جميل جميل. كلّ حميد حميد. كلّ صفوان صاف. كلّ عبد السلام صالح غير عبد السلام بن صالح. كلّ يعقوب بلا خيبة إلّا يعقوب بن شيبة. كلّ عاصم حسن إلّا عاصم بن حسن. كلّ شعيب بلا عيب. كلّ سالم غير سالم. كلّ طلحة طالح. إلخ لم يطبع.

١٤ ـ شرح مشيخة الفقيه لشيخنا الحافظ الصدوق لم يطبع.

١٥ ـ تعليقة على خلاصة الرجال لآية الله العلّامة لم تطبع بعد.

١٦ ـ تعليقة على أصول الكافي وفروعه لشيخنا الأقدم ثقة الإسلام الكليني لم تطبع.

١٧ ـ تعليقة على الفقيه لم تطبع.

١٨ ـ تعليقة علي شرح الفصوص في العرفان لم تطبع.

١٩ ـ كتاب مسالك الأفهام في شرح آيات الأحكام وهاهو بين يديك بمرئي ومشهد.

وفاته ومدفنه

لم أقف على سنة وفاته بالتعيين مع المراجعة إلى أكثر المدارك الموجودة عندي ، ويظهر من كلمات بعضهم أنّه توفّي في أواسط القرن الحادي عشر ، ودفن بأصفهان ، وقيل : إنّه نقل إلى موطنه مشهد الإمامين الكاظميين عليهما‌السلام.

كلمة حول التعريف بالكتاب

لا أظنّ أن يرتاب أحد في أهميّة هذا السفر الجليل لاحتوائه على مهمّات التحقيقات الفقهيّة الرائقة والنكات الأدبيّة ، وذلك جليّ لمن طابقه مع غيره ممّا دوّن في موضوعه.

قال العلّامة الشيخ حسن بن عبّاس البلاغي النجفي في كتابه : تنقيح المقال

١٧

ما لفظه : وكتاب كبير من أكبر ما كتب في شأنه وأتمّها سمّاه (مسالك الأفهام في شرح آيات الأحكام.

وقال العلّامة المدرّس في الريحانة : إنّه خير كتاب ألّف في هذا الموضوع.

كلمة حول النسخة

تقدّم أنّ نسخ الكتاب قليلة جدّا ، من النسخ الّتي وقفت عليها هي نسخة كانت في خزانة كتب العلّامة الأستاذ آية الله الحاج ميرزا أبى الهدى حفيد العلّامة الكرباسي ومن مشايخي في الرواية ، ومنها نسخة موجودة عند الناشر ، ومنها نسخة هي في مكتبتي العامّة الّتي وقفتها وأسّستها في سنة ١٣٨٦ وقدّمتها إلى الناشر والمصحّح لتعينهما على التصحيح.

طرقنا في رواية الكتاب عن مصنفه

لنا في روايته عن ناسقه طرق تتّصل أسانيدنا إليه بواسطة الأعلام عمد الإسلام أساطين الحديث وأقطاب ارحية الرواية ، وهم العلّامة الأستاذ أبو محمّد السيّد حسن صدر الدين الكاظمي ، والعلّامة الأستاذ والدي المكرّم السيّد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي ، والعلّامة المفخّم الحاج الشيخ محمّد باقر البيرجندي ، والعلّامة الشيخ ميرزا محمّد بن رجبعلى الطهراني ، والعلّامة الأمين السيّد محسن الحسيني العاملي الشامي ، والعلّامة الأستاذ الحاج الشيخ عبد الله المامقاني صاحب كتاب الرجال وغيرهم من الفحول ، ومن رام الوقوف على تلك الطرق والأسانيد فعليه بمراجعة كتابنا (المسلسلات في لأسانيد والإجازات) فإنّ فيه شفاء العليل ودواء الغليل.

هذا ما أتاحته الفرض والظروف من تحرير هذه الرسالة الشريفة في سويعات آخرها أصيل يوم الثلاثاء لعشر بقين من أولى الجمادين من شهور سنة ١٣٨٧ ببلدة قم المشرّفة حرم أهل البيت وعشّ آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله حامدا مصلّيا مسلّما مستغفرا ـ حرّره ببنانه وفاه بلسانه عبيد ربه الملتجئ بفضله شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي كان الله له آمين آمين

١٨

كلمة المحشي

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين أمّا بعد فيقول العبد خويدم الفقهاء ابن محمّد محمّد باقر المدعو ب (شريف زاده گلپايگانى) : إنّه بعد ما منّ الله علىّ بإتمام تعاليقى على كتاب كنز العرفان للفاضل المقداد ، وبروزها إلى الطبع عرض علىّ الأخ الأعزّ الحاجّ شيخ عبد الكريم المرتضوي ـ دامت تأييداته ـ كتاب مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام للفاضل الجواد ، وسألني أن اذيّله بما يلوح لي مثل ما عملته في كنز العرفان فلم يسعني ردّه ، ورحّبته بما نوى كيف والكتاب جليل القدر عظيم الاعتبار جدّا كما وصفه مؤلّفه وأطرء عليه الأعلام لم يعمل مثله في هذا الفن ، ولم ينسج على منواله

حلف الزمان ليأتينّ بمثله

حنثت يمينك يا زمان فكفّر

له أدب أعذب من الزلال مازجته المدام ، وأزهر من الروض باكره الغمام ، وأبهى من المنثور ، وأزهى من صفحات خدود الحور ، ولا أظنّني مغاليا لو قلت في شأن هذا الكتاب : ما أنشدوه في وصف شرح المرزوقي على حماسة أبى تمام :

كتاب لو تأمله ضرير

لعاد كريمتاه بلا ارتياب.

ولو قد مرّ حامله بقبر

لصار الميّت حيّا في التراب

وسألني الأخ الأعزّ أيضا إخراج أحاديثه ، وذكر مصادرها فقبلته إلّا أنّى رأيت أنّ إخراج الحديث بذكر باب من الوسائل مثلا قليل الفائدة فأشرت في أكثرها إلى مصادرها الأصليّة مع بيان مواضع اختلاف الألفاظ أو الإشارة إليها مستندا إلى ما يصحّ الاعتماد عليه كالبحار والمرآة والمنتقى وغيرها وإنّما عملت ذلك في الأخبار الّتي يكثر استناد الفقهاء بها في الفتوى ، الّتي هي

١٩

محطّ أنظار العلماء في الاستدلال الفقهي ، واكتفيت في ما لم يكن بهذا الموضع من الأهميّة بذكر بعض المصادر أو بعض الجوامع ، وأسأل الله أن يثبّتنى به جميل الذكر في الاولى وجزيل الأجر في الآخرة (فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى).

والملتمس من القارئين الكرام أن يقتحموني بالنقد والمناقشة ، وينبّهونى إلى مواضع الخطاء ومواقع الزلل فإنّ الانتقاد قائد الاجتهاد والإحسان ، ورائد الإجادة والإتقان ، والنقد للإنسان بمنزلة الصيقل للصوارم والصيرف للدراهم ، وما أبرّئ نفسي ولا ادّعى العصمة لفهمى وحدسي ، والجواد قد يكبو ، والصارم قد ينبو ، ومن الله التوفيق وعليه التكلان

٢٠