قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]

قصص الأنبياء عليهم السلام - ج ٢

المؤلف:

قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي [ قطب الدين الراوندي ]


المحقق: عبدالحليم عوض الحلّي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مكتبة العلامة المجلسي رحمه الله
المطبعة: عمران
الطبعة: ١
ISBN: 978-600-91180-3-8
الصفحات: ٤٣٢

١
٢

٣
٤

الباب العاشر :

في نبوّة اسماعيل وحديث لقمان عليهما‌السلام

٥
٦

[أفضل الصدقة صدقة اللسان]

[٢٦٠ / ١] ـ أخبرنا جماعة منهم الأخوان الشيخ محمّد وعليّ ابنا عليّ بن عبد الصمد ، عن أبيهما ، عن السيّد أبي البركات عليّ بن الحسين الحسينيّ ، عن الشيخ أبي جعفر بن بابويه ، حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن شريف بن سابق التفليسيّ ، عن الفضل بن أبي (١) قرّة السمنديّ ، عن الصادق ، عن آبائه صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ أفضل الصدقة صدقة اللسان ؛ تحقن به الدماء وتدفع به الكريهة وتجرّ المنفعة إلى أخيك المسلم (٢).

ثمّ قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ عابد بني إسرائيل الذي كان أعبدهم كان يسعى في حوائج الناس عند الملك ، وأنّه لقي إسماعيل بن حزقيل ، فقال : لا تبرح حتّى أرجع إليك يا إسماعيل ، فسهى عنه عند الملك ، فبقي إسماعيل إلى الحول هناك ، فأنبت الله لإسماعيل عشبا فكان يأكل منه ، وأجرى له عينا وأظلّه بغمام ، فخرج الملك بعد

__________________

(١) قوله : (أبي) ساقط في النسخ ، وهو من كتب الرجال (انظر منتهى المقال ٧ : ٣٩٠).

(٢) إلى هنا ورد نحوه في عوالي اللئالي ١ : ٣٧٦ / ١٠٤ ، وعدّة الداعي : ٦٢ وعنه في بحار الأنوار ٧٣ : ٤٤ / ٥ ، ومسند الشهاب ٢ : ٢٤٣ / ١٢٧٩ ، والجامع الصغير ١ : ١٩٠ / ١٢٦٦.

٧

ذلك إلى التنزّه (١) ومعه العابد فرأى إسماعيل ، فقال : إنّك لهيهنا يا إسماعيل؟ فقال له : قلت : لا تبرح فلم أبرح ، فسمّي «صادق الوعد».

قال : وكان جبّار مع الملك فقال : أيّها الملك ، كذب هذا العبد ، قد مررت بهذه البريّة فلم أره هيهنا. فقال له إسماعيل : إن كنت كاذبا فنزع الله صالح ما أعطاك ، قال : فتناثرت أسنان الجبّار ، فقال الجبّار : إنّي كذبت على هذا العبد الصالح فاطلب يدعو الله أن يردّ عليّ أسناني فإنّي شيخ كبير ، فطلب إليه الملك فقال : إنّي أفعل.

قال : الساعة؟ قال : لا ، وأخّره إلى السحر ، ثمّ دعا ، قال : يا فضل (٢) ، إنّ أفضل ما دعوتم الله بالأسحار ، قال الله تعالى : (وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)(٣)(٤).

[إسماعيل عليه‌السلام صادق الوعد]

[٢٦١ / ٢] ـ وبهذا الإسناد عن ابن ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، حدّثنا محمّد بن أورمة ، عن محمّد (٥) بن سعدان ، عن عبد الله بن القاسم ، عن شعيب العقرقوفيّ (٦) قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ إسماعيل نبيّ الله وعد رجلا بالصّفاح (٧) ، فمكث به سنة مقيما وأهل مكّة يطلبونه لا يدرون أين هو؟ حتّى وقع عليه رجل فقال : يا نبيّ الله ، ضعّفنا بعدك وهلكنا.

__________________

(١) في «ر» «س» : (للنّزهة).

(٢) أي : الفضل بن أبي قرة السمندي.

(٣) الذاريات : ١٨.

(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٨٩ / ٤ و ٧٢ : ٣٧٣ / ٢٤ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٥٧.

(٥) في البحار ٧٢ : ٩٥ (موسى) بدلا من : (محمّد).

(٦) في «ر» «س» : (العقرقوقيّ).

(٧) الصفاح بكسر الصاد وتخفيف الفاء : موضع بين حنين وأنصاب الحرم يسرة الداخل إلى مكّة (النهاية ٣ : ٣٥).

٨

فقال : إنّ فلان الطاهر (١) وعدني أن أكون هيهنا ولم أبرح حتّى يجيء.

قال : فخرجوا إليه حتّى قالوا له : يا عدوّ الله وعدت النبيّ فأخلفته فجاء وهو يقول لإسماعيل عليه‌السلام : يا نبيّ الله ، ما ذكرت ، ولقد نسيت ميعادك ، فقال : أما والله لو لم تجئني لكان منه المحشر ، فأنزل الله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ)(٢)(٣).

[٢٦٢ / ٣] ـ وبإسناده في رواية أخرى قال : إنّ إسماعيل الذي سمّي صادق الوعد ليس هو إسماعيل بن إبراهيم خليل الله عليه‌السلام أخذه قومه فسلخوا جلده ، فبعث الله إليه ملكا فقال له : قد أمرت بالسمع والطاعة لك فمر فيهم بما أحببت ، فقال : لا ، يكون لي بالحسين عليه‌السلام أسوة (٤).

فصل

في حديث لقمان عليه‌السلام

[٢٦٣ / ٤] ـ وبالإسناد المذكور عن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن درست ، عن إبراهيم بن عبد الحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : كان لقمان عليه‌السلام يقول لابنه : يا بنيّ ، إنّ الدنيا بحر وقد غرق فيها جيل كثير ، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وليكن جسرك

__________________

(١) في «ر» «س» : (فلانا الطاهي) ، وفي البحار ١٣ : ٣٩٠ (فلان الطائفيّ) ، وفي ٧٢ : ٩٥ : (فلان الظاهر).

(٢) مريم : ٥٤.

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٩٠ / ٥ وج ٧٢ : ٩٥ / ١٤.

(٤) رواه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٧٧ / ٢ ونحوه ص ٧٨ / ٣ بسندين مختلفين مع تفاوت باللفظ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٨٨ / ٢ و ٣ وج ٤٤ : ٢٢٧ / ٧.

وأفرد ابن قولويه له بابا سمّاه (باب علم الأنبياء بقتل الحسين بن عليّ عليه‌السلام) في كامل الزيارات : ١٣٧ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٨٨ / ٢ و ٣ وج ٤٤ : ٢٣٧ / ٢٨ وج ٥٣ : ١٠٥ / ١٣٢ وقصص الأنبياء للجزائري : ٣٥٨ ، وورد نحوه في الأمالي للمفيد : ٣٩ / ٧ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٣٩١ / ٧.

٩

إيمانا بالله ، وليكن شراعها (١) التوكّل ، لعلّك ـ يا بنيّ ـ تنجو ، وما أظنّك ناجيا.

يا بنيّ ، كيف لا يخاف الناس ما يوعدون؟ وأنتم تنتقصون (٢) في كلّ يوم وكيف لا يعدّ لما يوعد من كان له أجل ينفد؟!

يا بنيّ ، خذ من الدنيا بلغة ، ولا تدخل فيها دخولا يضرّ (٣) فيها بآخرتك ولا ترفضها ، فتكون عيالا على الناس ، وصم صياما يقطع شهوتك ، ولا تصم صياما يمنعك من الصلاة ، فإنّ الصلاة أعظم عند الله من الصوم.

يا بنيّ ، لا تتعلّم العلم لتباهي به العلماء وتماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس ، ولا تترك العلم زهادة فيه ورغبة في الجهالة.

يا بنيّ ، اختر المجالس على عينك (٤) ، فإن رأيت قوما يذكرون الله فاجلس إليهم ، فإنّك إن تكن عالما ينفعك علمك ويزيدوك علما ، وإن تكن جاهلا يعلّموك ، ولعلّ الله تعالى أن يظلّهم (٥) برحمة فيعمّك معهم.

وقال : قيل للقمان عليه‌السلام : ما يجمع من حكمتك؟ قال : لا أسأل عمّا كفيته ولا أتكلّف ما لا يعنيني (٦).

__________________

(١) في «ر» «س» : (شراعك).

(٢) في «ر» «ص» : (وأنتم تنقصون) ، وفي البحار ١٣ : ٤١٦ (وهم ينتقصون).

(٣) في «م» : (ولا تدنيها دخولا تضرّ).

(٤) في «ر» «س» : (عيبتك) ، وفي «ص» والبحار ١٣ : ٤١٧ (عينيك).

(٥) في «ر» «س» : (يعمّهم).

(٦) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٦ / ١٠ بتمامه وفي ج ٩٣ : ٢٩٠ / ١٠ (قطعة منه) ومستدرك الوسائل ١٣ : ١٦ / ٦ وص ٥٧ / ١ باختصار.

وورد صدره في الكافي ١ : ١٦ / ضمن الحديث ١٢ وعنه في وسائل الشيعة ١٥ : ٢٠٦ / ٦ ، وتفسير القمّيّ ٢ : ١٦٤ وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١١ / ٢ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٨٢ / ٢٤٥٧ ، والاعتقادات للمفيد : ٤٩ وعنه في بحار الأنوار ٦ : ٢٥٠ / ضمن الحديث ٨٧ ، وتحف العقول : ـ

١٠

[٢٦٤ / ٥] ـ وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سيف بن عميرة النخعيّ ، عن أخيه عليّ ، عن أبيهما ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان فيما وعظ به لقمان عليه‌السلام ابنه أن قال : يا بنيّ ، إن تك في شكّ من الموت ، فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك. وإن كنت (١) في شكّ من البعث ، فادفع عن نفسك الانتباه ، ولن تستطيع ذلك ، فإنّك إذا فكّرت في هذا علمت أنّ نفسك بيد غيرك ، وإنّما النوم بمنزلة الموت ، وإنّما اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت (٢).

[٢٦٥ / ٦] ـ وقال : قال لقمان عليه‌السلام : يا بنيّ ، لا تقترب فيكون أبعد لك ، ولا تبعد فتهان ، كلّ دابّة تحبّ مثلها ، وابن (٣) آدم لا يحبّ مثله؟

لا تنشر بزّك (٤) إلّا عند باغيه ، وكما ليس بين الكبش والذئب خلّة ، كذلك ليس بين البارّ والفاجر خلّة.

من يقترب من الرفث (٥) يعلّق (٦) به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم (٧) من طرقه.

من يحبّ المراء يشتم ، ومن يدخل مدخل السوء يتّهم ، ومن يقارن قرين

__________________

ـ ٣٨٥ وعنه في بحار الأنوار ١ : ١٣٦ / ضمن الحديث ٣٠ ، ومكارم الأخلاق : ٢٥٤.

ووردت (قطعة منه) في دعائم الإسلام ١ : ٨٣ من قوله : (يا بنيّ لا تتعلّم العلم) إلى قوله (أعظم عند الله من الصوم).

(١) في «ر» «س» (تك) بدلا من : (كنت).

(٢) عنه في بحار الأنوار ٧ : ٤٢ / ١٣ وج ١٣ : ٤١٧ / صدر الحديث ١١.

(٣) في «ر» «س» : (وإنّ ابن).

(٤) في «ر» «س» : (برّك) ، وبزّك أي : متاعك.

(٥) أي : الفحش ، وفي الكافي والبحار : (الزفت).

(٦) في «ر» «س» والبحار : (تعلّق).

(٧) في «ر» «س» : (تعلّم) ، وفي «ص» : (فيعلم).

١١

السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم (١).

[٢٦٦ / ٧] ـ وقال : يا بنيّ ، صاحب مائة ولا تعاد واحدا.

يا بنيّ ، إنّما هو خلاقك دينك ، وخلقك بينك وبين الناس فلا تبغضنّ تعلّم محاسن الأخلاق.

يا بنيّ ، كن عبدا للأخيار ، ولا تكن ولدا للأشرار.

يا بنيّ ، عليك بأداء (٢) الأمانة تسلم دنياك وآخرتك ، وكن أمينا فإنّ الله تعالى لا يحبّ الخائنين.

يا بنيّ ، لا تر الناس أنّك تخشى الله وقلبك فاجر (٣).

فصل

[في ذكر حكم لقمان]

[٢٦٧ / ٨] ـ وعن ابن بابويه ، عن أبيه ، حدّثنا عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٧ / قطعة من الحديث ١١ ، وفي مستدرك الوسائل ١٢ : ٣٠٨ / ٤ بإسناده إلى الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. وباقي السند كما في الحديث السابق.

ورواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٦٤١ / ٩ بنفس المتن : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عمّن ذكره ، قال : قال لقمان .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ٤٢٦ / ٢٠ ووسائل الشيعة ١٢ : ٣١ / ٢ ومستدرك الوسائل ١٢ : ٣٠٨ / ٤.

(٢) في «ص» «م» ومعاني الأخبار : (أدّ) بدلا من : (عليك بأداء).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٧ ـ ٤١٨ / ذيل الحديث ١١ ومستدرك الوسائل ١٤ : ٨ / ١٤ وفيه أسنده إلى الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى .. وباقي الإسناد كما في الحديث ٥ من هذا الفصل.

ورواه الصدوق في معاني الأخبار : ٢٥٣ / ١ إلى قوله : (وكن أمينا) مع زيادة : (تكن غنيّا) : عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن بعض أصحابنا رفعه ، قال : قال لقمان .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٦ / ٩ ووسائل الشيعة ١٢ : ١٥٦ / ٣٣ ومستدرك الوسائل ١٤ : ٨ / ١٣.

١٢

ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن الحارث ، عن المغيرة (١) قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : أصلحك الله ، ما كان في وصيّة لقمان عليه‌السلام؟ (٢)

قال : كان فيها الأعاجيب ، ومن أعاجيب ما كان فيها أنّه قال : يا بنيّ ، خف الله خيفة لو جئته ببرّ الثقلين لعذّبك ، وارج الله رجاء لوجئته بذنوب الثقلين لرحمك (٣).

[٢٦٨ / ٩] ـ وبالإسناد المتقدّم عن سعد بن عبد الله ، عن القاسم بن محمّد الإصفهانيّ ، عن سليمان بن داود المنقريّ ، حدّثنا حمّاد بن عيسى قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن لقمان وحكمته ، فقال : أما والله ما أوتي الحكمة لحسب (٤) ولا أهل ولا مال ولا بسطة (٥) في الجسم ولا جمال ، ولكنّه كان رجلا قويّا (٦) في أمر الله ، متورّعا في دينه ، ساكنا (٧) سكيتا ، عميق النظر ، طويل

__________________

(١) في «ر» «س» : (بن المغيرة).

(٢) في «ر» «س» : (ما في وصيّة لقمان لابنه).

(٣) رواه الكلينيّ في الكافي ٢ : ٦٧ / ١ : عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن حديد ، عن منصور بن يونس ، عن الحارث بن المغيرة ، أو أبيه ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٦٧ : ٣٥٢ / ١ ووسائل الشيعة ١٥ : ٢١٦ / ١.

وابن شعبة الحرّانيّ في تحف العقول : ٣٧٥ وعنه في بحار الأنوار ٧٥ : ٢٥٩ / ١٥١ بنفس المتن.

ورواه القمّيّ في تفسيره ٢ : ١٦٤ : عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقريّ .. والباقي مثله وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٢ / ضمن الحديث ٢ ، والصدوق في الأمالي : ٧٦٦ / ضمن الحديث ٥ : عن محمّد بن موسى بن المتوكّل ، عن عليّ بن الحسين بن السعدآباديّ ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقيّ ، عن محمّد بن عليّ القاسانيّ .. والباقي مثله ، وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٣ / ٣ وج ٦٧ : ٣٨٤ / ٤٠ ووسائل الشيعة ١٥ : ٢١٧ / ٦ ، وعنهما في مستدرك الوسائل ١١ : ٢٢٤ / صدر الحديث ٣ وفيهما تفاوت يسير في المتن.

(٤) في «ر» «س» والبحار والمستدرك : (بحسب).

(٥) في البحار والمستدرك : (بسط).

(٦) قوله : (قويّا) لم يرد في «ص» «م».

(٧) في «ر» «م» : (ساكتا) بدلا من : (ساكنا) ، وفي البحار : (سكينا) بدلا من : (سكيتا).

١٣

التفكّر (١) ، حديد البصر (٢) ، لم ينم نهارا قطّ ، ولم ينم في محفل قوم قطّ ، ولم يثقل في مجلس قطّ ، ولم يعب أحدا بشيء قطّ ، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط قطّ ، ولا اغتسال ، لشدّة تستّره وعمق نظره وتحفّظ لذنوبه.

ولم يضحك من شيء قطّ ، ولم يغضب قطّ مخافة الإثم في دينه ، ولم يمازح إنسانا قطّ ، ولم يفرح لشيء (٣) أوتيه من (٤) الدنيا ، ولا حزن على ما فاته منها قطّ.

وقد نكح النساء وولد له الأولاد الكثيرة وقدّم أكثرهم إفراطا له (٥) ، فما بكى عند موت واحد منهم ، ولم يمرّ برجلين يختصمان أو يقتتلان إلّا أصلح بينهما ، ولم يسمع قولا من أحد استحسنه إلّا سأل عن تفسيره وخبره عمّن أخذه.

وكان يكثر مجالسة الحكماء (٦) والاختلاف إلى أهلها ، ويتواضع لهم ويغشي القضاة (٧) والملوك والسلاطين ، فيرثي للقضاة بما ابتلوا به ، ويرحم الملوك والسلاطين لعدّتهم واغترارهم بالله وطمأنينتهم (٨) إلى الدنيا وميلهم إليها وإلى زهرتها ، فيتفكّر في ذلك ويعتبر به ويتسلّم ما فعلت (٩) به نفسه ويجاهد به هواه ويحترز به من الشيطان ، وكان (١٠) يداري نفسه بالعبر وكان لا يظعن إلّا فيما ينفعه ،

__________________

(١) في «ر» والبحار والمستدرك : (الفكر).

(٢) في البحار والمستدرك : (النظر).

(٣) في «ر» «س» وتفسير القمّيّ : (بشيء).

(٤) في «ر» «س» زيادة : (أمور) ، وفي البحار زيادة : (أمر).

(٥) قوله : (له) ليس في «س» والبحار ، قال في المصباح المنير : ٤٦٩ وأفرط فلان فرطا إذا مات له أولاد صغار ، وانظر : النهاية ٣ : ٤٣٤.

(٦) في «ر» «س» : (مجالس الحكماء) ، وفي البحار : (مجالسة الفقهاء والحكماء).

(٧) في «ر» «س» : (يخشى القضاء).

(٨) في البحار : (لغرّتهم بالله وطمأنينتهم في ذلك) بدلا من : (لعدّتهم واغترارهم بالله وطمأنينتهم).

(٩) في البحار : (ويتعلّم ما يغلب).

(١٠) في «ر» «س» زيادة : (يداري بالتذكّر و) ، وفي البحار : (يداوي قلبه بالتفكّر و).

١٤

ولا ينطق إلّا فيما يعنيه ، فبذلك أوتي الحكمة ومنح العصمة.

وأنّ الله تعالى أمر طوائف من الملائكة ـ حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة (١) ـ ، فنادوا لقمان من حيث يسمع كلامهم ولا يراهم ، فقالوا : يا لقمان ، هل لك أن يجعلك الله خليفة تحكم بين الناس؟

فقال لقمان : إن أمرني ربّي بذلك فسمعا وطاعة ، لأنّه إن فعل ذلك بي أعانني وأغاثني وعلّمني وعصمني ، وإن هو عزوجل خيّرني قبلت العافية.

فقالت الملائكة : ولم يا لقمان؟ قال : لأنّ الحكم بين الناس أشدّ المنازل من الدين وأكثر فتنا وبلاءا ، يخذل صاحبه ولا يعان ، ويغشاه الظلم من كلّ مكان ، وصاحبه منه بين أمرين : إن أصاب فيه الحقّ فبالحري أن يسلم وإن أخطأ أخطأ طريق الجنّة ، ومن يكن في الدنيا ذليلا وضيعا بين الناس لا يعرف ، كان أهون عليه في المعاد وأقرب من أن يكون فيها حاكما سريّا (٢) جليلا ، ومن اختار الدنيا على الآخرة يخسرهما كلتيهما ، تزول عنه هذه ولا يدرك تلك.

قال : فعجبت الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه ، فلمّا أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة فغشّاه بها ، فاستيقظ وهو أحكم أهل الأرض في زمانه على الناس ، ينطق بالحكمة ويبثّها فيهم ، وأمر الملائكة فنادت داود بالخلافة في الأرض فقبلها ، وكان لقمان يكثر زيارة داود عليهما‌السلام وكان داود يقول : يا لقمان ، أوتيت الحكمة وصرفت عنك البليّة (٣).

__________________

(١) أي : النوم عند نصف النهار.

(٢) السريّ : الشريف.

(٣) رواه القمّيّ في تفسيره ٢ : ١٦٢ ـ ١٦٣ بتفاوت مع زيادة بعض المقاطع : عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد .. إلى آخر السند في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٠٩ / ٢ ومستدرك الوسائل ١١ : ١٨٥ / ٩.

١٥

فصل

[من مواعظ لقمان لابنه]

[٢٦٩ / ١٠] ـ وبالإسناد المذكور عن جعفر بن محمّد الصادق عليهما‌السلام أنّه قال : لمّا وعظ لقمان ابنه ، فقال : أنا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت واستقبلت الآخرة ، فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها متباعد.

يا بنيّ ، لا تطلب من الأمر مدبرا ولا ترفض منه مقبلا ، فإنّ ذلك يضلّ الرأي ويزري بالعقل.

يا بنيّ ، ليكن ما تستظهر به على عدوّك : الورع عن المحارم ، والفضل في دينك ، والصيانة لمروّتك ، والإكرام لنفسك أن تدنّسها بمعاصي الرحمن ومساوئ الأخلاق وقبيح الأفعال ، واكتم سرّك ، وأحسن سريرتك ، فإنّك إذا فعلت ذلك آمنت بستر الله أن يصيب عدوّك منك (١) عورة أو يقدر منك على زلّة ، ولا تأمننّ (٢) مكره فيصيب منك غرّة في بعض حالاتك ، فإذا استمكن منك وثب عليك ولم يقلّك عثرة. وليكن ممّا تتسلّح به على عدوّك إعلان الرضا عنه ، واستصغر الكثير في طلب المنفعة واستعظم الصغير في ركوب المضرّة.

يا بنيّ ، لا تجالس الناس بغير طريقتهم ، ولا تحملنّ عليهم فوق طاقتهم ، فلا يزال جليسك عنك نافرا والمحمول عليه فوق طاقته مجانبا لك ، فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك ، ولا أخ لك يعضدك ، فإذا بقيت وحيدا كنت مخذولا وصرت ذليلا ، ولا تعتذر إلى من لا يحبّ (٣) أن يقبل منك عذرا ولا يرى لك حقّا ،

__________________

(١) في النسخ : (منكم).

(٢) في «م» : (تأمن).

(٣) في «ر» «س» : (لا تحبّ).

١٦

ولا تستعن في أمورك إلّا بمن يحبّ (١) أن يتّخذ في قضاء حاجتك أجرا ، فإنّه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه ، لأنّه بعد (٢) نجاحها لك كان ربحا في الدنيا الفانية وحظّا وذخرا له في الدار الباقية فيجتهد في قضائها لك ، وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على أمورك أهل المروّة والكفاف والثروة ، والعقل والعفاف الذين إن نفعتهم شكروك ، وإن غبت عن جيرتهم ذكروك (٣).

فصل

[من آداب نبي الله لقمان عليه‌السلام]

[٢٧٠ / ١١] ـ وبالإسناد المتقدّم عن الصادق عليه‌السلام قال : قال لقمان لابنه (٤) : إن تأدّبت صغيرا انتفعت به كبيرا ، ومن عنى بالأدب اهتمّ به ، ومن اهتمّ به تكلّف علمه ، ومن تكلّف علمه (٥) اشتدّ له طلبه ، ومن اشتدّ له طلبه أدرك به منفعة فاتّخذه عادة.

وإيّاك والكسل منه والطلب بغيره ، وإن غلبت على الدنيا فلا تغلبنّ على الآخرة ، وإنّه إن فاتك طلب العلم فإنّك لن تجد تضييعا أشدّ من تركه.

يا بنيّ ، استصلح الأهلين والإخوان من أهل العلم إن استقاموا لك على الوفاء ، واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك ، فإنّ عداوتهم أشدّ مضرّة من عداوة الأباعد لتصديق الناس إيّاهم لاطّلاعهم عليك.

__________________

(١) في «ر» «س» : (تحبّ).

(٢) في «م» : (يعدّ).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٨ / ١٢ بالسند الكامل ، وفي مستدرك الوسائل ١٢ : ٤٣٨ / ٣ من قوله :

(ولا تستعن في أمورك) إلى آخر الحديث.

(٤) في «ر» «س» «ص» والبحار : (يا بنيّ) بدلا من : (لابنه).

(٥) قوله : (ومن تكلّف علمه) لم يرد في «ر» «س» «ص».

١٧

وإذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم ، وأكثر التبسّم في وجوههم ، فإذا دعوك فأجبهم ، وإذا استعانوك فأعنهم ، واغلبهم بطول الصمت وكثرة البرّ والصلاة وسخاء النفس بما معك من دابّة أو مال أو زاد ، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم ، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ، واسمع ممّن هو أكبر منك سنّا ، وإن تحيّرتم في طريقكم فانزلوا ، وإن شككتم في القصد فقفوا وتآمروا.

وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابّتك ، ثمّ ابدأ بعلفها قبل نفسك فإنّها نفسك ، وإن استطعت أن لا تأكل من الطعام حتّى تتصدّق منه فافعل ، وعليك بقراءة كتاب الله ما دمت راكبا ، والتسبيح ما دمت عاملا ، وبالدعاء ما دمت خاليا (١).

فصل

[في آداب المعاملة]

[٢٧١ / ١٢] ـ وبإسناده قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : قال لقمان (٢) : يا بنيّ ، إيّاك والضجر وسوء الخلق وقلّة الصبر ، فلا يستقيم على هذه الخصال صاحب ، والزم نفسك التؤدة في أمورك ، وصبّر على مؤنات الإخوان نفسك ، وحسّن مع جميع الناس خلقك.

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٩ / ١٣.

وورد صدره في تفسير القمّيّ ٢ : ١٦٤ مع زيادة بعض العبارات : عن القاسم بن محمّد .. إلى آخر السند في المتن وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١١ / ضمن الحديث ٢.

وورد ذيله في المحاسن ٢ : ٣٧٥ / ١٤٥ ، والكافي ٨ : ٣٤٨ / ٥٤٧ ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ٢٩٦ / ٢٥٠٥ وعنها في وسائل الشيعة ١١ : ٤٤٠ / ٥٢ ، ومكارم الأخلاق : ٢٥٢ / باب آداب المسافر ، وفي تفسير مجمع البيان ٨ : ٨٣ : عن كتاب من لا يحضره الفقيه ، وفيها تفاوت في المتن مع زيادة بعض المقاطع.

(٢) في «م» زيادة : (لابنه).

١٨

يا بنيّ ، إن عدمت ما تصل به قرابتك وتتفضّل به على إخوتك (١) ، فلا يعدمنّك حسن الخلق وبسط البشر ، فإنّه من أحسن خلقه أحبّه الأخيار وجانبه (٢) الفجّار ، واقنع بقسم الله لك يصف عيشك ، فإن أردت أن تجمع عزّ الدنيا ، فاقطع طمعك ممّا في أيدي الناس ، فإنّما بلغ الأنبياء والصدّيقون ما بلغوا بقطع طمعهم (٣).

[٢٧٢ / ١٣] ـ وقال الصادق عليه‌السلام : قال لقمان (٤) : يا بنيّ ، إن احتجت إلى سلطان فلا تكثر الإلحاح عليه ، ولا تطلب حاجتك منه إلّا في مواضع الطلب ، وذلك حين الرضا وطيب النفس ، ولا تضجرنّ بطلب (٥) حاجة ، فإنّ قضاءها بيد الله ولها أوقات ، ولكن ارغب إلى الله وسله وحرّك أصابعك إليه.

يا بنيّ ، إنّ الدنيا قليل وعمرك قصير.

يا بنيّ ، احذر الحسد ، فلا يكوننّ من شأنك ، واجتنب سوء الخلق ، فلا يكوننّ من طبعك ، فإنّك لا تضرّ بهما إلّا نفسك ، وإذا كنت أنت الضارّ لنفسك كفيت عدوّك أمرك ، لأنّ عداوتك لنفسك أضرّ عليك من عداوة غيرك.

يا بنيّ ، اجعل معروفك في أهله ، وكن فيه طالبا لثواب الله ، وكن مقتصدا ولا تمسكه تقتيرا ولا تعطه تبذيرا.

__________________

(١) في «ر» «س» والبحار : (إخوانك).

(٢) في «ر» زيادة : (الأشرار).

(٣) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٩ / صدر الحديث ١٤ ومستدرك الوسائل ٨ : ٤٤٩ / ٣١ باختصار وفي ج ١٢ : ٦٦ / ٦ وص ٦٩ / ٨ (قطعة منه).

وورد قريب منه في الخصال : ١٤٧ / ١٧٨ : عن أبيه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام .. وعنه في بحار الأنوار ٧٠ : ٢٩٧ / ٦ و ٧١ : ١٧٤ / ٦ و ٧٤ : ٣٩٦ / ١٦.

(٤) في «م» زيادة : (لابنه).

(٥) في «ر» «س» : (من طلب).

١٩

يا بنيّ ، سيّد أخلاق الحكمة دين الله تعالى ، ومثل الدين كمثل الشجرة النابتة فالإيمان بالله ماؤها ، والصلاة عروقها ، والزكاة جذعها ، والتآخي في الله شعبها ، والأخلاق الحسنة ورقها ، والخروج عن معاصي الله ثمرها ، ولا تكمل الشجرة إلّا بثمرة طيّبة ، كذلك الدين لا يكمل إلّا بالخروج عن المحارم.

يا بنيّ ، لكلّ شيء علامة يعرف بها وإنّ للدين ثلاث علامات : العفّة والعلم والحلم (١).

فصل

[نصائح تربويّة]

[٢٧٣ / ١٤] ـ وبالإسناد المتقدّم عن سليمان بن داود المنقريّ ، عن ابن عيينة (٢) ، عن الزهريّ ، عن عليّ بن الحسين صلوات الله عليهما ، قال : قال لقمان لابنه : يا بنيّ ، إنّ أشدّ العدم عدم القلب ، وأنّ أعظم المصائب مصيبة الدين ، وأسنى المرزئة مرزئته ، وأنفع الغنى غنى القلب ، فتلبّث في كلّ ذلك والزم القناعة والرضا بما قسم الله ، وأنّ السارق إذا سرق حبسه الله من رزقه وكان عليه إثمه ، ولو صبر لنال ذلك وجاءه من وجهه.

__________________

(١) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤٢٠ / ذيل الحديث ١٤ وفي مستدرك الوسائل ١٢ : ٢٠ / ١٦ وص ٣٤٩ (قطعة منه).

وورد قريب من ذيله في الخصال : ١٢١ / ١١٣ بنفس السند المذكور في المتن ، قال : قال لقمان لابنه : لكلّ شيء علامة يعرف بها ويشهد عليها ، وإنّ للدين ثلاث علامات : العلم والإيمان والعمل به .. وعنه في بحار الأنوار ١٣ : ٤١٥ / ٨ وج ٦٩ : ٢٠٦ / ٧ ومستدرك الوسائل ٣ : ٨٧ / ١٩.

(٢) في «ص» «م» : (نصر بن عيينة) ، وفي «ر» «س» : (محمّد بن عيينة) والصحيح ما أثبتناه من البحار ، وهو سفيان بن عيينة (انظر : الكافي ٢ : ٦٠٢ / ١٣ و ٦٠٥ / ٧ و ٤ : ٨٣ / ١ ، والخصال : ١١١ / ٨٣ وثواب الأعمال : ١٩٢ وعلل الشرائع ١ : ٢٩٧ / ١ وتهذيب الأحكام ٢ : ١٣١ / ٤٢٧).

٢٠