إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

التفسير الكبير [ ج ٤ ]

150/520
*

بسم الله الرّحمن الرّحيم

وبه التّوفيق والإعانة

سورة الكهف

سورة الكهف مكّيّة غير آيتين منها (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ) إلى آخرهما ، وعدد حروفها ستّة آلاف وثلاثمائة وستّون حرفا ، وكلماتها ألف وخمسمائة وسبع وسبعون كلمة ، وآياتها مائة وعشر آيات عند الكوفيّين ، وأحد عشر عند البصريّين.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ ؛) أي الذي أنزل على عبده محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم القرآن ؛ (وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً) (١) ؛ أي لم يجعله ملتبسا لا يفهم ، ومعوجّا لا يستقيم. قوله تعالى : (قَيِّماً ؛) أي مستقيما عدلا ؛ أي مستويا قيما على الكتب كلّها ناسخا لشرائعها.

قوله تعالى : (لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ ؛) أي لينذر العبد الذي أنزل عليه الكتاب بأسا شديدا ؛ أي لينذر الكفّار عذابا شديدا من عند الله. قوله تعالى : (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) (٢) أي ثوابا حسنا في الجنة ؛ (ماكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) (٣) ؛ أي مقيمين في ذلك الأجر خالدين فيه.

قوله تعالى : (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً) (٤) ؛ وهم قريش واليهود والنصارى ، فإنّ قريشا قالوا : الملائكة بنات الله ، واليهود قالوا : عزير ابن الله ، والنصارى قالوا : المسيح ابن الله.

قوله تعالى : (ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ ؛) أي هم وآباؤهم كلّهم مقلّدين ليس لهم على ذلك بيان ولا حجّة ، بل قالوا جهلا. قوله تعالى : (كَبُرَتْ